قبل 45 دقيقة
قال وزير في الحكومة البريطانية إنه سيعاد تصنيف مركب كيميائي شديد السمية، يُباع بشكل غير قانوني كحبوب لخسارة الوزن، على أنه سم.
وقال الناشط دوغ شيبسي، إن الحبوب التي تحتوي على مادة “دي إن بي”، أو 2،4-dinitrophenol، كانت مسؤولة عن وفاة 32 شخصاً بالغاً في البلاد.
وتوفيت ابنته بيثاني، في العام 2017، بعد تناولها أقراص تحتوي على المادة الكيميائية. واعتبر أن الوفيات نتجت عن “فشل جماعي لحكومة المملكة المتحدة”.
وقال وزير الأمن توم توغندهات، إن التشريع الذي ينظم استخدام مادة “دي إن بي” سيدخل حيز التنفيذ في 1 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام.
وفي رسالة إلى شيبسي وزوجته كارول، قال وزير الأمن إنه حصل على موافقة من الحكومة على المقترحات، بعد إجراء استشارات عامة.
وأشار إلى أنه بمجرد أن يصبح التشريع ساري المفعول، سيصير بيع “دي بي إن” غير ممكن بشكل قانوني، إلا من قبل صيدلي مسجل، وإلى مستخدم لديه ترخيص ساري المفعول صادر عن وزارة الداخلية، بحسب الوزير.
وأضاف أنه “لا يمكن إصدار هذه التراخيص إلا للأفراد الذين يمكنهم إثبات استخدام مشروع للمادة”، وأن أي عملية بيع لشخص بدون ترخيص “ستكون غير قانونية”.
وتم تسويق مادة “دي إن بي” DNP على أنها حبوب للتخسيس في الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن بيعها للاستهلاك البشري أصبح منذ ذلك الحين غير قانوني.
وصنّفت على أنها سم حتى العام 1996.
ما هي مادة “دي إن بي” DNP؟
هي مادة كيميائية صناعية شديدة السمية وليست مخصصة للاستهلاك البشري.
تباع المادة بشكل غير قانوني في حبوب للتخسيس كمادة حارقة للدهون.
ويشهد المستخدمون خلال استخدامها زيادة في التمثيل الغذائي أو ما يسمى أيضاً بعملية الأيض، إذ يحوّل الغذاء إلى طاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. إلا أن تناول عدد قليل حتى من هذه الحبوب يمكن أن يكون قاتلاً.
وتشمل علامات التسمم الحاد، الغثيان والقيء والأرق واحمرار الجلد والتعرق والدوار والصداع والتنفس السريع وعدم انتظام ضربات القلب.
كما أن استهلاك كميات أقل من هذه الحبوب، على فترات أطول، يمكن أن يؤدي إلى إعتام عدسة العين وآفات جلدية ويؤثر على القلب والدم والجهاز العصبي.
ويقول الخبراء إن شراء الأدوية بشكل عام عبر الإنترنت أمر محفوف بالمخاطر، لأن هذه الأدوية قد تكون مزيفة أو منتهية الصلاحية أو ضارة للغاية.
وقال شيبسي إنه تواصل مع الوزير، بعد وفاة شاب آخر تناول العقار المباع كمساعد للتخسيس.
وتناول فايدوتاس غيربوتافيسيوس، 21 عاماً، من لندن، 20 حبة من العقار في شهر مارس/آذار 2018، وتوفي في غضون ساعة من دخوله المستشفى.
وأضاف أنه قبل ذلك، وبعد التحقيقات التي أجريت إثر وفاة عشرات الشباب فجأة وبشكل غير متوقع بسبب تسممهم من مادة “دي إن بي”، “تجاهلت الحكومة البريطانية العديد من تقارير الطب الشرعي” لمنع حدوث وفيات في المستقبل، على حد قوله.
وأضاف: “أخيراً، بعد 32 حالة وفاة وما يقرب من ست سنوات من بدء الحملة، تقبل وزارة الداخلية أخيراً تحملها مسؤولية السيطرة على +دي إن بي+ بموجب قانون السموم لعام 1972”.
ومن المقرر أن يعقد شيبسي لاجتماع مع وزير الأمن والناشط المشارك في الحملة، أندريوس غيربوتافيسيوس، والد فايدوتاس، يوم الاثنين.
وجاء في بيان صادر عن العائلتين عقب تلقيهما رسالة الوزير: “إن أحباءنا اشتروا ببراءة مادة DNP على الإنترنت، وهي من نفس فئة المتفجرات مثل مادة تي إن تي، وهي قاتلة مثل السيانيد، هل ستحظر وزارة الداخلية المبيعات عبر الإنترنت وتوقف إمكانية الوصول إليها عبر خوارزميات محرك البحث؟ إذا كان الأمر كذلك، فمتى؟”.
وأضاف البيان أن الضحايا ماتوا “بسبب الإخفاقات الجماعية لحكومة المملكة المتحدة وخاصة وزارة الداخلية لحماية مواطنيها من هذه المادة الشائنة والقاتلة”.
وتابع أن متوسط عمر الضحايا يتراوح بين 21 و22 عاماً، ويعاني معظمهم من نوع ما من أمراض الصحة العقلية أو اضطرابات الأكل أو مشكلة في صورة الجسد.