- جوناثان آموس
- مراسل بي بي سي للعلوم
قبل 26 دقيقة
تستعد بريطانيا لأول عملية إطلاق فضائي إلى مدار الأرض من أراضيها، بعد تأخيرات سابقة، ومن المقرر إطلاق المهمة الفضائية ليلة الاثنين 9 يناير/ كانون الثاني.
وأكدت شركة فيرجين أوربيت، أنها جاهزة الآن للمضي قدما في المهمة التاريخية، التي ستنفذها من مطار كورنوال جنوب غربي انجلترا.
وستقوم طائرة عملاقة من طراز جامبو 747 بحمل صاروخ فوق المحيط الأطلسي قبل انطلاقه حاملا تسعة أقمار صناعية فوق الأرض.
وكانت شركة فيرجين قد أرجأت محاولة إطلاق الصاروخ قبل عيد الميلاد لإجراء اختبارات إضافية في وقت متأخر، لكن الشركة تقول إن الموقف جيد الآن للمضي قدما في الرحلة.
وقالت الشركة إن طائرتها الجامبو، الملقبة باسم كوزميك غيرل Cosmic Girl، والمزودة بصاروخ دعم معروف باسم لونشر وان LauncherOne ، قد خضعا لـ “بروفة مبللة” هذا الأسبوع، وهو تدريب على تزويد المركبتين (الطائرة والصاروخ) بالوقود والاستعداد لشحن المدرج في نيوكواي لإقلاع الطائرة.
وقال دان هارت، الرئيس التنفيذي لشركة فيرجين أوربيت: “بعد التأكد من سلامة كل الجوانب التقنية واستيفاء كل اللوائح والأكواد، فإنه من دواعي السرور أن نرى أن هذا المسعى التاريخي على وشك أن يتحقق”.
وتم إرسال صواريخ إلى الفضاء من بريطانيا من قبل، ولكن ليس لوضع الأقمار الصناعية في المدار. واقتصرت تلك الجهود السابقة على كونها جزءا من التدريبات العسكرية أو لأبحاث حول الغلاف الجوي وكانت المركبات الفضائية تعود إلى الأرض مباشرة.
ومن المقرر أن تظل الحمولات التي سيتم نقلها بواسطة صاروخ فيرجين لونشر وان في الفضاء، لتدور حول الأرض، بعد أن يطلقها الصاروخ على ارتفاع 555 كم.
ويعتبر الحدث المنتظر يوم الاثنين، بمثابة لحظة تاريخية لقطاع الفضاء في بريطانيا.
ويشتهر قطاع الفضاء البريطاني عالميا بصناعة الأقمار الصناعية من جميع الأحجام، لكنها كانت ترسل ما تصنعه إلى قواعد الفضاء الأجنبية (خارج بريطانيا) ليتم نقلها إلى مدار الأرض.
والآن فإن إمكانية قطاع الفضاء البريطاني إطلاق الصواريخ إلى الفضاء تعني أنه سيكون قادرا في المستقبل على القيام بكل شيء بدءا من التصميم الأول وحتى تشغيل المهمة.
ويعني هذا أيضا توفير التكلفة والوقت للشركات البريطانية، بالإضافة إلى جعل بريطانيا أيضا مكانا أكثر جاذبية للاستثمار من جانب الشركات الأجنبية.
وعلقت ميليسا ثورب، رئيسة محطة سبيس بورت كونوال، بأن الأمر يتعلق بالاستفادة من الدوي الكبير الذي يحدثه الإطلاق لجذب الشركات الأخرى، “إما في قدرة سلسلة التوريد، أو لأن الشركات تريد فقط أن تكون جزءا منها “.
وقالت ميليسا لبرنامج إنسايد ساينس في راديو بي بي سي 4، يوم الخميس، “لقد رأينا ذلك بالفعل. لدينا مبنى في الموقع سيتم افتتاحه في مارس/آذار وسيشمل البحث والتطوير ومساحة للعمل. إنه يعج بالعمل بالفعل، على الرغم من أننا لم نفتحه بعد”.
وستجري مهمة يوم الاثنين لصالح مكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي، وسيتم استخدامها لتطوير عدد من تقنيات الأقمار الصناعية ذات الأهمية الأمنية والدفاعية لكل من الحكومتين الأمريكية والبريطانية. ولكن هناك أيضا تطبيقات مدنية للأقمار الصناعية التي ستحملها الرحلة، وكذلك أول قمر صناعي تم إنشاؤه في ويلز وأول قمر صناعي لسلطنة عمان.
وقالت هيئة الطيران المدني في بريطانيا، التي تنظم الرحلات الفضائية التجارية في البلاد، يوم الخميس إن جميع المركبات الفضائية التسع الموجودة قد حصلت على التراخيص الآن. وحصلت فيرجين وسبيس بورت كونوال على تراخيص الإطلاق قبل عيد الميلاد.
ومن المتوقع أن تغادر الطائرة كوزميك غيرل مع الصاروخ لونشر وان، المعلق أسفل جناح الطائرة الأيسر، المطار في وقت ما بعد الساعة 22:16 بتوقيت غرينتش.
وستتوجه الطائرة غربا إلى منطقة إطلاق محددة قبالة ساحل مقاطعتي كيري وكورك الأيرلنديتين.
ثم في اللحظة المناسبة، وستكون على الأرجح بعد منتصف الليل مباشرة، وعلى ارتفاع 35 ألف قدم ستطلق الطائرة 747 الصاروخ، الذي سيشعل بعد ذلك محرك المرحلة الأولى لبدء الصعود إلى المدار.
ومع اتجاه الصاروخ في مساره نحو الجنوب فسيكون تعاون مع السلطات الإسبانية والبرتغالية، وكذلك الحكومة الأيرلندية.
وتعتمد شركة فيرجين أوربيت، التي أسسها رجل الأعمال البريطاني السير ريتشارد برانسون، مهمة جيدة ونظيفة يوم الاثنين حتى تتمكن من التركيز على الأقمار الصناعية التي تنتظر النقل إلى الفضاء.
وتمكنت الشركة من إطلاق ناجح مرتين فقط في عام 2022. ويحتاج المشروع الذي يقع مقره في لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا إلى زيادة عدد عمليات الإطلاق بشكل كبير في عام 2023 لتلبية أهدافه التجارية والمالية.