- فيليبا روكسبي
- محررة الصحة
قبل 50 دقيقة
أظهرت نتائج تجربتين محدودتين أن هرمون الكيسبيبتين يساعد على تعزيز الرغبة الجنسية داخل أدمغة الرجال والنساء ممن يعانون من فقدان الرغبة الجنسية.
وأظهرت عمليات مسح بالأشعة لأدمغة المشاركين في التجربتين، أثناء مشاهدتهم مقاطع فيديو جنسية، أن الهرمون قادر على تحفيز المجالات الرئيسية المرتبطة بالرغبة الجنسية في أدمغتهم.
يقول باحثون بريطانيون إن هرمون الكيسبيبتين لديه القدرة على علاج حالة انخفاض الرغبة الجنسية التي تؤثر على ما يصل إلى 10 بالمئة من الناس.
لكن مازال هناك حاجة لمزيد من الدراسات أولا لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها.
يقول باحثو إمبريال كوليدج لندن، إن الأشخاص الأصغر سنا هم أكثر عرضة للشعور بأن هناك مشكلة عند انخفاض رغبتهم الجنسية، بعكس كبار السن (الذين لا ينظرون لانخفاض رغبتهم على أنها مشكلة تحتاج لعلاج).
ويوضح الباحثون أن هناك من لا يزعجهم الأمر، إلا أنه عندما تثير المشكلة القلق فإنها تسبب أذى يمكن أن يكون له آثار نفسية واجتماعية مدمرة.
عانى بيتر، ليس اسمه الحقيقي، 43 عاما، من ضعف الرغبة الجنسية طوال حياته عندما تطوع للمشاركة في التجربة.
يقول بيتر: “كنت دائما أختلق الأعذار لعدم ممارسة الجنس، مثل أنا متعب أو متوتر جدا”.
وأضاف، “لكنني لم أستطع إخبار الطرف الأخر في العلاقة لأنني لم أرغب في أن يخلطوا بين عدم وجود الرغبة وبين نقص الجاذبية لديهم”.
“لا يشعر بإثارة“
الكيسبيبتين هو هرمون طبيعي يحفز إفراز الهرمونات التناسلية الأخرى داخل الجسم. يلعب دورا مهما خلال فترة البلوغ.
وجدت الأبحاث السابقة أنه يمكن أن يحفز مبايض النساء على إنتاج البويضات، بينما ثبت أيضا أنه يحسن الحالة المزاجية لدى الرجال الأصحاء.
وتلك هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار الهرمون على الأشخاص الذين يعانون من فقدان الرغبة الجنسية مما يؤثر على حياتهم.
يوضح الدكتور ألكسندر كومنينوس، المؤلف المشارك في الدراسة من إمبريال كوليدج، أن النساء والرجال الذين يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية يجدون أن هناك الكثير من التفكير والتوتر حيال الأداء الجنسي، فهم يستغرقون في التفكير ومراقبة الذات وهو ما يؤدي لخفض الرغبة الأساسية لذلك لا يشعرون بالاستثارة”.
ويقول كومنينوس: “الكيسبيبتين يعيد التوازن الطبيعي لذلك فهو يقلل من تفكير الشخص في الرقابة الذاتية (على الرغبة)”.
يعمل الهرمون بشكل مختلف عن عقار الفياجرا الذي يعالج ضعف الانتصاب عن طريق تحسين تدفق الدم إلى القضيب.
وتعد الدراسات، التي أُجريت على 32 رجلا لديهم ميول طبيعية (تتراوح أعمارهم بين 21 و52 عاما) و32 امرأة لديهن ميول طبيعية (تتراوح أعمارهم بين 19 و48 عاما)، هي الأولى التي جربت هرمون الكيسيببتين على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص نشاط الرغبة الجنسية.
حصل المشاركون في التجارب على في قطرة هرمون كيسبيبتين في البداية، ثم بعد ذلك كانوا يحصلون على نقاط وهمية ويقال لهم إنها كيسبيبتين.
تم تحليل مزاجهم وسلوكهم ونشاطهم العقلي أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو المثيرة من خلال عمل مسح للدماغ بالرنين المغناطيسي.
وتم قياس صلابة انتصاب قضيب الرجال في نفس الوقت أيضا.
حدوث الحمل
يقول بيتر إن تجربة الخضوع لجهاز الأشعة أثناء قياس انتصابه كانت تجربة “سريالية”.
إنه سعيد لأنه شارك على الرغم من ذلك. يقول: “أنا أب الآن. ففي الأسبوع الذي تلقيت فيه الجرعة تمكنت من إقامة علاقة جنسية بشكل طبيعي أسفرت بعد شهور عن ولادة طفلي”
لا أحد يستطيع إثبات ما إذا كان هذا الحمل مرتبطا بحصول بيتر على الهرمون أم لا، لكنه يقول إنه يشعر “بأن لديه اهتماما أكبر بممارسة الجنس الآن”.
تم العثور على هرمون كيسبيبتين لتحسين النشاط في مناطق الدماغ الرئيسية المرتبطة بالرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء.
أظهر أولئك الذين كانوا أكثر حزنا بسبب انخفاض الرغبة الجنسية لديهم، تحسنا كبيرا.
وتفيد الدراسة أن صلابة القضيب زادت بنسبة تصل إلى 56 بالمئة عندما أُعطي الرجال الكيسبيبتين مقارنة بالدواء الوهمي.
وقال الدكتور كومنينوس: “رأى معظمهم تأثيرا إيجابيا في ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو ليس بيئة تمثل استثارة كبيرة، لذلك ربما يكون التأثير أكثر وضوحا في المنزل في غرفة النوم”.
بشكل عام، قالت النساء إنهن شعرن “بمزيد من الإثارة” أثناء تناول الكيسبيبتين بينما أفاد الرجال بتحسن “السعادة تجاه الجنس”.
يقول موقع خدمة الصحة العامة البريطاني على الإنترنت إن انخفاض الرغبة الجنسية شائع جدا ويمكن أن يكون ناتجا عن مجموعة عوامل متنوعة، بما في ذلك مشاكل العلاقة والتوتر وضعف الانتصاب أو جفاف المهبل وانخفاض مستويات الهرمونات أثناء انقطاع الطمث والتعب بعد الإنجاب.
يمكن أن يؤثر تناول بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، أو استخدام بعض وسائل منع الحمل على الرغبة الجنسية، وكذلك شرب الكثير من الكحول.
كما أن بعض الحالات طويلة الأمد، مثل أمراض القلب أو السكري أو قصور الغدة الدرقية أو السرطان، يمكن أن تؤثر أيضا على الرغبة الجنسية.