قبل 46 دقيقة
هذا المحتوى يناقش مسائل تتصل بالجنس والعلاقات الحميمية.
واجه ساتشين راؤول البالغ من العمر 27 عاما مشاكل تتعلق بالجنس بعد ثلاث سنوات من انفصاله عن زوجته، مما أوقعه فريسة للشعور بالضيق والإحباط.
يقول راؤول: “عدم السيطرة على الجسد، كان يصيبني بالإحباط. وكنت كلما أردت توجيه هذا الجسد للقيام بمهمةٍ ما على نحوٍ ما وجدتُ الأمر صعبا”.
وطرق راؤول أبواب الأطباء بحثًا عن علاج، ولكنه أدرك أن الأمر مكلّف جدا؛ إذْ تزيد تكلفة الجلسة العلاجية الواحدة على 130 دولارا.
دفعت تلك التجربة رائد الأعمال راؤول إلى البحث عن طريق لتيسير الوصول إلى علاج لهذه المشكلة، فعقَد شراكة مع الأخصائية المعالجة كاثرين هيرتلاين، ودشنّا معا تطبيق بلوهارت Blueheart المجاني.
وصُمّم التطبيق لمساعدة الأفراد والأزواج الذين يواجهون مشكلات ذات صلة بالجنس. ويعتمد التطبيق توليفة من جلسات الدردشة الصوتية والنصيّة التي تستهدف تكوين توجُّهات إيجابية نحو الجسم وتجاه الاتصال مع الآخرين.
يقول راؤول المقيم في لندن: “نريد استئصال شأفة الشعور بالخزي من أي قصور في ممارسة الجنس، وذلك عبر تدشين تطبيق يمثل فضاءً آمنا للأشخاص يتحدثون فيه عن المشاكل التي يواجهونها”.
ويضيف: “قبل ثلاثة أعوام، كان العثور على شيء كتطبيق بلوهارت يُعدّ ضربًا من الأحلام”.
ولا يشعر كثير من الناس بالرضا على صحتهم الجنسية؛ إذ يعانون أعراضا تتراوح بين ضعف الانتصاب وتدّني مستوى الرغبة.
ووجدت منظمة ريليت للإرشاد النفسي، عبر دراسة أجرتها عام 2017، أن نحو ثُلث البالغين في المملكة المتحدة أو نسبة (34 في المئة) فقط راضون عن حياتهم الجنسية، بينما تعاني نسبة 32 في المئة مشاكل جنسية.
ولا يزال ضعف الانتصاب يمثل مشكلة رئيسية؛ وتوقعت الدراسة أن ما يربو على 322 مليون رجل سيعانون مشكلة ضعف الانتصاب بحلول عام 2025.
وبينما ظهرت وفرة من التطبيقات على الهواتف المحمولة تعالج الصحة النفسية واللياقة البدنية، لم يظهر تطبيق واحد للصحة الجنسية رغم معاناة الكثيرين في هذا الجانب من حياتهم.
على أن هذا الواقع في طريقه للتغيّر مع اهتمام عدد متزايد من شركات الأعمال.
وشاركت بريتني بلير، خبيرة علم النفس السريري والطب السلوكي، في تدشين تطبيق لافر Lover للصحة الجنسية.
ويعرّف تطبيق Lover عن نفسه بأنه قائم على أساس علمي لعلاج المشاكل الجنسية، وزيادة مقدار السعادة، وصقل المهارات في غرف النوم.
ويستعين تطبيق Lover بمحتوى يقتصر أحيانا على الصوت ويصل أحيانا إلى مقاطع فيديو لغزو هذه المناطق عبر سلسلة من التدريبات العملية كالتدريب على الوصول إلى مرحلة النشوة الجنسية وغيرها.
ويركز أحد برامج هذا التطبيق على عملية انتصاب العضو الذكري؛ إذ يقدّم على مدى 23 يوما باقة من التمارين المتنوعة لتحسين حالة الانتصاب.
وتقول الشركة إن نسبة 62 في المئة من أصل 600 رجل ممن شاركوا في برنامج مدته ثلاثة أسابيع رصدوا تحسّنًا في درجة الانتصاب.
وفي عيادتها القائمة في سان فرانسيسكو، تعالج بلير أشخاصا يعانون مشاكل تتنوع بين الفشل في الوصول إلى درجة النشوة الجنسية، وآلام في الجماع، وضعف في الانتصاب، وتدّني في مستوى الرغبة.
تقول بلير إن “العلاج قادر على تغيير حياة الناس؛ فالصحة الجنسية أمر بالغ الأهمية. وأثناء عملي أقابل علاقات تغيرت وأنماطَ حياة تبدلت. أصبح لدينا الآن تقنية للتدخل الرقمي”.
وتعني التقنية وصولا إلى عدد أكبر من الناس. “هدفنا مساعدة الناس على تحسين حياتهم الجنسية وتأمين تلك الحياة؛ فالقطيعة الجنسية مبرر لانفصال الأزواج”.
ويعمل تطبيق Lover مجانًا، لكنه يقبل الدفع شهريا أو سنويا للحصول على محتوى إضافي مميز.
وثمة أيضا تطبيق Ferly ويقدّم محتوى صوتيا إرشاديا نحو علاقات جنسية ناضجة. وقد دشّنه العام الماضي كل من بيلي كوينلان وأنّا هاشلاك.
ويقدم Ferly محتوى هو مزيج من القَصص الصوتية المثيرة، والتمارين الموجَهة، والبرامج المخصّصة لمساعدة النساء على استكشاف المتعة بطريقة أكثر نضجًا وللتغلب على ما قد يواجهنه من مشاكل جنسية.
تقول كوينلان إن الهدف من التطبيق هو إتاحة منصة تستطيع “طرح موضوعات ممنوعة للنقاش. وليست إثارة الغرائز هدفا، إنما الجنس الصحي الذي يعد رُكنًا ركينًا للصحة العامة لكنه رغم ذلك يُهمَل حتى يتطلب الأمر مواجهة”.
ويأخذ التطبيق مستخدميه في جولة عبر باقة من البرامج التي تعالج قضايا كفقدان الثقة في الجسم، وتدنّي مستوى الرغبة، والفشل في الوصول إلى النشوة الجنسية.
تقول كوينلان: “نستخدم منهجًا مميزًا في العلاج السلوكي المعرفي. هناك حاجز نفسي يقف وراء العديد من المشاكل الجنسية. لا يمكن الاقتصار على العلاج الدوائي … ثمة حاجة إلى منهج علاجي شامل”.
ويعمل تطبيق Ferly مجانًا، لكنه يقبل الدفع شهريا أو سنويا للحصول على محتوى إضافي مميز، على غرار تطبيق Lover.
وكالعديد من تطبيقات الهاتف التي تقدم محتويات في الصحة النفسية واللياقة البدنية، حظيت تطبيقات الصحة الجنسية بإقبال متزايد إبان فترة الإغلاق جرّاء تفشّي وباء كورونا.
تقول كوينلان: “يشهد هذا الإقبال المتزايد على أن الناس شرعوا في العناية بصحتهم العامة والتي تعتبر الصحة الجنسية رُكنًا أساسيا بها”.
وتقدِّم هذه التطبيقات حلا لبعض الناس، لا سيما غير القادرين على نفقات العلاج الإكلينيكي. وينصح أخصائيون بالاستخدام الحذر لمثل هذه التطبيقات.
يقول سيلفا نافيس، أخصائي نفسي في الأمراض الجنسية: “بعض التطبيقات قد تستهدف الربح السوقي مقابل خدمة تفتقر إلى الجودة. بعض المنصات أفضل من غيرها. من الأفضل أن تحظى بتوجيه مختصين. ثمة حاجة إلى خبراء مؤهلين في العلاقات الجنسية”.