قبل 33 دقيقة

رسم توضيحي للسرطان.

صدر الصورة، Getty Images

أوصى المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا في مسودة إرشادات توجيهية باستخدام أداة جديدة تعمل بطريقة مشابهة لجهاز الكشف عن المعادن، وتصدر مثلها صوتاً مزعجاً، للمساعدة في اكتشاف سرطان الثدي الذي ربما يكون قد انتشر وعلاجه.

وتحقن تلك الأداة في الأنسجة المحيطة بالسرطان. وهي عبارة عن مسبار صغير يعرف باسم سينتيماغ، يستطيع اكتشاف وتتبع السائل الممغنط الذي يحقنه الأطباء في الجسم.

ويسمى هذا السائل الممغنط “ماغتريس”، وهو سائل يمكن اكتشافه مغناطيسياً، ويساعد الجراحين وأخصائيي الأشعة في العلاج الجراحي لسرطان الثدي.

وهو مصمم بطريقة تسمح بتدفقه عبر الجهاز الليمفاوي في الجسم وتحديد المناطق التي يحتمل أن تحتوي على السرطان بدقة، إذا كان قد انتشر من أحد الأورام.

وتتتبع تلك الأداة رحلة ذلك السائل، وتصدر صوتاً عند تحركه، لإظهار المكان الذي قد يكون قد استقر فيه السرطان.

ويمكن للجراح بعد ذلك أخذ عينة أو خزعة من تلك المنطقة المحددة للتحقق من وجود السرطان بالفعل أو عدم وجوده.

ويمكن أن تساعد مسودة الإرشادات التي أصدرها المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، المزيد من المستشفيات في إنجلترا وويلز في إجراء الفحوصات.

وتستخدم بعض المستشفيات حالياً بدلاً من ذلك، حقن صبغة مشعة غير ضارة، والمسح الضوئي. لكن هذا غير متوفر في كل مكان.

وأوضحت جانيت كوسيل، القائمة بأعمال مدير قسم “ميدتيك آند ديجيتال” في المعهد الوطني أن: “الأشخاص المصابين بسرطان الثدي يريدون معرفة إن كان السرطان قد عُزل أو انتشر إلى باقي أجزاء الجسم. وكلما تمكن الأطباء من إثبات ذلك مبكراً كانت النتائج المحتملة أفضل”.

وأضافت: “تعد هذه التقنية خياراً آخر للجراحين الذين يعملون في مستشفيات محدودة الإمكانات. ومن بين فوائدها أيضاً إمكانية إجراء المزيد من الإجراءات، وتقليل الاعتماد على النظائر المشعة، وتقليل سفر المرضى لأخذ خزعة”.

وتحتوي حقنة سائل ماغتريس ذات اللون البني على أكسيد الحديد، وهو مغناطيسي.

ويمتص الجهاز الليمفاوي هذه الجسيمات بمجرد حقنها وتتبع المسار الذي من المرجح أن تسلكه الخلايا السرطانية عندما تنتشر من الورم وتصبح محاصرة في الغدد الليمفاوية، الموجودة غالباً في منطقة الإبط.

ويلون ماغتريس الغدد الليمفاوية باللون البني الغامق، مما يساعد في تحديدها عند أخذ الأطباء خزعة منها.

وقد يلاحظ بعض المرضى تلون بعض أجزاء الجلد باللون البني بالقرب من موقع الحقن في أنسجة الثدي، لكن هذا يتلاشى مع مرور الوقت.

وقال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في بريطانيا، ساجد جاويد: “يمكن أن يوفر هذا البحث الواعد أداة جديدة لعلمائنا لتتبع انتشار سرطان الثدي وإبطائه، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعاً في بريطانيا”.

وأضاف أن: “الهيئة الوطنية للتأمين الصحي تفحص بالفعل أكثر من مليوني امرأة سنوياً للكشف عن سرطان الثدي، وتقدم مجموعة من العلاجات التي ساعدت في إنقاذ آلاف الأرواح”.

بي بي سي العربية