- نيكولاس يانغ
- بي بي سي نيوز، سنغافورة
قبل 8 دقيقة
وسط شكوك عالمية متزايدة بشأن موقع التواصل الاجتماعي تيك توك، وهي الشكوك التي قد تؤدي إلى حظر الولايات المتحدة لهذا التطبيق الصيني، يتم حاليا تسليط الضوء على الرئيس التنفيذي الغامض للشركة شو زي تشيو.
وسيدلي تشيو، السنغافوري البالغ من العمر 40 عاما، بشهادته أمام لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأمريكي اليوم حول ممارسات أمان البيانات والخصوصية للتطبيق، وعلاقات المنصة المزعومة ببكين.
ولا يُعرف سوى القليل عن الطريقة التي يعمل بها تشيو، أو حتى مقدار القوة التي يمتلكها حقا في الشركة.
لقد كانت مديرة العمليات فانيسا باباس هي الوجه العام لتيك توك، وقد استجوبها الكونغرس في سبتمبر/أيلول الماضي بشأن تدفق البيانات الأمريكية إلى الصين.
وفي موضوع نشرته عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في سبتمبر/أيلول الماضي، نسبت إلى مديرين تنفيذيين سابقين في تيك توك و بايتدانس، القول إن قدرة تشيو على اتخاذ القرارات محدودة، وأن مؤسس بايتدانس زانغ ييمينغ هو من يتولى زمام الأمور في الشركة.
لكن منصة تيك توك تضع الآن تشيو في الواجهة وفي دائرة الضوء، في وقت تخضع فيه اتصالات المنصة بالحكومة الصينية لتدقيق شديد.
وفي رسالة إلى المشرعين الأمريكيين في يونيو/حزيران الماضي، شددت شركة تيك توك على أنها تعمل بشكل مستقل عن الشركة الأم بايتدانس، مشيرة إلى أن رئيسها التنفيذي تشيو ليس صينياً ولكنه “سنغافوري مقره في سنغافورة”.
وُلد تشيو وترعرع في سنغافورة، والتحق بمدرسة النخبة للغة الصينية ويتقن اللغتين الإنجليزية والماندرين، وكان ضابطا في القوات المسلحة السنغافورية – منصب مرموق – أثناء خدمته العسكرية.
ثم حصل تشيو على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة لندن كوليدج، قبل أن يتوجه إلى كلية هارفارد للأعمال حيث حصل على ماجستير إدارة الأعمال، وتلقى أيضا تدريبا في شركة فيسبوك العملاقة لوسائل التواصل الاجتماعي بينما كانت لا تزال شركة ناشئة.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، أمضى تشيو 5 سنوات في شركة الاستثمار دي إس تي حيث قاد فريقا أصبح من أوائل المستثمرين في بايتدانس في عام 2013. كما عمل كمصرفي استثماري في غولدمان ساكس لمدة عامين.
ثم لعب تشيو دورا مهما في عملاق الهواتف الذكية الصيني أكسيومي حيث كان المدير المالي ورئيس الأعمال الدولية، كما قاد الشركة من خلال إدراجها العام في 2018.
وبعد ذلك كانت القفزة إلى بايتدانس في مارس/ آذار من عام 2021 حيث أصبح أول شخص يشغل منصب المدير المالي في العملاق الإعلامي.
وبعد شهرين فقط، تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، في أعقاب استقالة سلفه كيفن ماير المفاجئة وسط محاولات إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب لإرغام الشركة على بيع أصولها في الولايات المتحدة.
التحدي الأكبر
ويواجه تشيو الآن أحد أكبر التحديات في حياته المهنية مع تيك توك، حيث يدعو المشرعون الأمريكيون الشركة إلى التخلي عن ملكية أصولها الأمريكية أو مواجهة حظر.
وقد أصبحت القضية نقطة شائكة بالنسبة للصينيين أيضا.
فقد قالت المنصة الإعلامية الحكومية الصينية، صحيفة غلوبال تايمز في مقال رأي الثلاثاء إن التوجه من أجل حظر تيك توك مدفوع بـ “جو سياسي أمريكي مسموم”، وسيكون انتهاكا لمبادئ السوق الحرة. وأضافت المنصة الصينية: “في نظر المسؤولين والسياسيين الأمريكيين فإن خلفية تيك توك الصينية هي خطيئتها الأصلية”.
وفي مواجهة التدقيق الشديد من الجانبين، يبدو أن تشيو قد شرع في حملة خلال الأشهر الأخيرة لتحسين صورته.
فقد أنشأ تشيو حسابه الخاص على تيك توك في فبراير/ شباط الماضي TikTok @ shou.time لعرض لمحات من حياته الشخصية، وذلك بعد ما يقرب من عام من توليه رئاسة المنصة.
ومنذ ذلك الحين، شاهده ما يقرب من 18 ألف متابع وهو يحضر مباريات السوبر بول والدوري الأمريكي لكرة السلة، ويلتقي بمشاهير مثل بيل موراي ، ويحاول الرقص مع المغنية سيارا.
لقد نشط تشيو على الساحة الإعلامية، وكشف في مقابلاته أنه من عشاق رياضة الغولف ومن محبي الممثل الكوميدي كيفن هارت. وهو والد لطفلين ومتزوج من فيفيان كاو الرئيس التنفيذي لشركة استثمار، وهو لا يسمح لطفليه باستخدام تيك توك لأنهما “صغيران جدا”.
وفي الأيام الأخيرة، قام تشيو بجولات عبر وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى مكررا تأكيداته بأن تيك توك لا تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة.
كما ناشد مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة مباشرة المساعدة. ففي مقطع فيديو نُشر على حساب تيك توك الرسمي مساء الاثنين، طلب من مستخدمي المنصة إخباره بما يريدون قوله للمشرعين.
وفي المقطع الذي حصد أكثر من نصف مليون إعجاب، قال تشيو: “يأتي هذا في لحظة محورية بالنسبة لنا، فقد تسفر تلك اللحظة عن إبعاد تيك توك عن 150 مليونا منكم”.