المرحلة الأساسية الأولى من SLS على منصة الاختبار في مركز (ستينس الفضائي Stennis Space Center) في مسيسبي Mississippi في يناير/كانون الثاني 2020. حقوق الصورة: NASA/SSC.
يعود مركز مهم في وكالة ناسا للعمل ببطءٍ وسط استمرار الجائحة، ولكن التأخيرات التي سببتها تدابير فيروس كورونا قد ضمنت عدم بدء الرحلة الأولى في برنامج (أرتميس Artemis) التابع لناسا حتى أواخر عام 2021.
قدّم مسؤولو وكالة ناسا معلوماتٍ جديدة عن مهمة (أرتميس 1)، والتي ستكون أيضًا أول رحلة لصاروخ نظام الإطلاق الفضائي -SLS- الضخم للوكالة خلال اجتماع هذا الأسبوع للجنة استشارية للوكالة بشأن الاستكشاف البشري والعمليات.
كانت وكالة ناسا تستهدف منتصف إلى أواخر عام 2021 لـ أرتميس 1 التي ستطلق كبسولة (أوريون Orion) التابعة للوكالة في رحلةٍ غيرِ مأهولة حول القمر، لكن مسؤولي الوكالة قالوا:” إن جائحة فيروس كورونا قد أخرجت الجزء المبكر من تلك النافذة الزمنية من الاعتبار.
على سبيل المثال، فإن مركز (ستينس الفضائي) في الميسيسيبي -وهو مركز ناسا الذي يجب عليه إجراء اختبارات حيوية على صاروخ (SLS) قد أوقف جميع الأعمال في الموقع تقريبًا منذ -20 مارس/أذار- بموجب تدابير مصممة لإبطاء انتشار مرض (كوفيد COVID-19) التنفسي.
وقال توم ويتميير Tom Whitmeyer– نائب مساعد ومسؤول مساعد في وكالة ناسا للجنة الاستكشاف والعمليات البشرية التابعة للمجلس الاستشاري لوكالة ناسا في 14 مايو/أيار-: “ما زلنا مرتاحين بشأن القيام بمهمة (أرتميس 1) بحلول نهاية العام المقبل. نحتاج حقًا إلى اجتياز ما سأُطلق عليه اختبارات (التشغيل الأخضر green run tests)، في إشارة إلى سلسلة من التجارب التي ستكون خلالها القطعة المركزية ل SLS موضوعةً لضمان جاهزية الصاروخ للطيران. وأكّد أن فريق ستينس كان في طريقه للاختبارات. “لو قمت بزيارة ستينيس [في منتصف شهر مارس/أذار]، فإن ما ستراه هو أن القطعة الأساسية موجودة في المنصة، إنّ أمامنا حوالي 10 أيامٍ لإكمال جميع أنشطة التكامل اللازمة”.
ثمّ دخلت تدابير حماية COVID-19 حيز التنفيذ، واستنادًا إلى عدد الحالات في المنطقة، فإن ستينس قد أوقف جميع الأعمال في الموقع باستثناء أهمَّها. قال ويتميير:” بأن المركز لم يقُم سوى بمهام الصيانة الضرورية لمدة ستة أو سبعة أسابيعَ، وأكّد أنه لضمان سلامة العاملين في المركز، فإن إعادة الأشخاص إلى العمل في المنشأة ستكون عمليةً بطيئةً ودقيقةً،والنتيجة هي تأجيل اختبارات (SLS) الحيوية.
وصل أرتميس 1 الخاص بـ SLS إلى ستينس -في يناير/كانون الثاني-. كانت ناسا تأمَل قبل الوباء في إجراء اختبار أداء المحرك (hot-fire test) على الصاروخ في أغسطس من أجل تسليمه إلى مركز (كنيدي) للفضاء في فلوريدا في أكتوبر. سيتم خلال هذا الاختبار إطلاق القطعة المركزية، والمحركات بالكامل لمدة ثماني دقائقَ، كما هو الحال أثناء الإطلاق الحقيقي.
يُقدّر ويتمير أن الجدول الزمني سوف يتأخر بحوالي ثلاثةِ أشهر مع وصول SLS إلى فلوريدا أواخرَ هذا العام أو أوائلَ العام المقبل، حيث قال: “أعتقد أن اختبار أداء المحرك قد يمتد إلى عيد الشكر، لا يمكنني أن أتوقع هذا الآن؛ لأننا نحاول حقًا النظر في كفاءة العمليات في هذا النظام الجديد الذي نعمل فيه جميعًا”.
بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن فيروس (كورونا)، أكّد ويتميير أنّه على عكس بعض مرافق الاختبار، فإن معدات ستينس اللازمة للتشغيل الأخضر هي في الهواء الطلق، والمُنشأة تقع في منطقة معروفة بالأعاصير، مما يمكن أن يسبب المزيدَ من التأخير.
وبالطبع، قد تكشف الاختبارات بحد ذاتها عن مشكلات تُبطِّئ جدول الإطلاق النهائي. قال ويتميير: “إن السبب في أننا نأخذ الوقت والجهد لإجراء هذا الاختبار؛ هو أننا قد نتعلم شيئًا ما أثناء الاختبار، إذا تعلمنا شيئًا أثناء الاختبار، فسوف نأخذ المزيدَ من الوقت لإصلاح ما نتعلمه”. وشدد على أهمية أخذ الأمور ببطءٍ وثبات؛ للحد من المخاطر على رحلة (أرتميس 1) الحيوية.
وقال ويتميير بخصوص عملية التشغيل الأخضر: “نحتاج إلى أخذ ذلك بطريقةِ منهجية، ليس فقط بإعادة الأشخاص إلى الموقع؛ ولكن أيضًا بإلقاء نظرةٍ على البيانات التي نحصل عليها من الاختبار، والتأكد من دمج هذه البيانات في العمل الذي نقوم به، سنتّخذ خطوةً فعليةً في كل مرة، ونتأكد من استعدادنا لإلزام أنفسنا بإطلاقها في وقتٍ لاحقٍ من العام المقبل”.