قبل 42 دقيقة
أعلنت منظمة الصحة العالمية مرض جدري القرود حالة طوارئ صحية عالمية.
وقال المدير العام للمنظمة، التابعة للأمم المتحدة، تيدروس غيبريسوس، إن إعلان حالة الطوارئ سيساعد في تسريع تطوير اللقاحات وتنفيذ الإجراءات للحد من انتشار الفيروس.
وأضاف في حديث صحفي، أن جدري القرود انتشر بسرعة، مشيرا إلى أن هذا الفيروس، الذي لا يهدد الحياة في العادة، ينتشر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق.
ويعد هذا أعلى مستوى من التأهب لمنظمة الصحة العالمية، وهو ما يثير قلقا واهتماما دوليين.
كما أنه يدق ناقوس الخطر بأن هناك حاجة إلى استجابة دولية منسقة، مما يفتح الباب لإمكانية أن تُطلق حملة تمويل وأن تتضافر الجهود العالمية وتتعاون في تبادل اللقاحات والعلاجات لمواجهة هذا المرض.
وحاليا يتعامل العالم مع حالتين أخرتين لطوارئ صحية عالمية هما جائحة كورونا، والجهود المستمرة للقضاء على مرض شلل الأطفال.
وكان مصدران، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، قد قالا لوكالة رويترز في وقت سابق، إن أعضاء لجنة خبراء اجتمعوا الخميس لمناقشة وضع المرض والخروج بتوصيات محتملة، انقسموا بشأن القرار، لكن القرار النهائي يعود للمدير العام للمنظمة.
وأعلن تيدروس عن قراره إعلان حالة الطوارئ الصحية خلال مؤتمر صحفي في جنيف، وأكد أن اللجنة فشلت في التوصل إلى توافق في الآراء، لكنه أشار إلى أن انتشار المرض بسرعة في جميع أنحاء العالم دفعه إلى اتخاذ قرار بأنه يشكل مصدر قلق دولي.
ويأتي هذا الإعلان بعد تفشي مرض جدري القرود على مستوى العالم. إذ تم تأكيد أكثر من 16000 حالة إصابة في جميع أنحاء العالم منذ يوليو/ تموز 2022 في أكثر من 60 دولة، كما سجلت خمس حالات وفاة في أفريقيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض.
وقال تيدروس أن “تقييم منظمة الصحة العالمية هو أن خطر الإصابة بجدرى القرود معتدل على مستوى العالم في جميع المناطق، باستثناء المنطقة الأوروبية حيث نقيم الخطر على أنه مرتفع”.كما أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات تأمل في أن تحفز الدول على اتخاذ إجراءات لوقف انتقال الفيروس وحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.وسجلت معظم الحالات الجديدة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، خاصة أولئك الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون – لكن الجميع يبقى معرضا لخطر الإصابة.
لكن تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس كوفيد، وإعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ الصحية لا يعني الإغلاق أو فرض قيود على السفر – ولكنه يضع الحكومات في حالة تأهب، ويشجع على زيادة إنتاج العلاجات واللقاحات، التي تعاني حاليا من نقص في العرض.
وجدري القرود ليس فيروسا جديدا، فهناك علاجات فعالة له، كما أن فرص حدوث مرض شديد أو الموت نتيجة الإصابة منخفضة. لكن سرعة انتشاره – 3000 حالة مسجلة في جميع أنحاء العالم الشهر الماضي – والطريقة التي تظهر بها الحالات في العديد من البلدان المختلفة ، أثارت قلق خبراء الصحة.
ماذا نعرف عن الفيروس المسبب للإصابة؟
تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في وسط أفريقيا في الخمسينيات من القرن الماضي.
ويسبب الإصابة بفيروس جدري القرود فيروس من نفس عائلة الجدري، ولكنه أقل حدة بكثير. ويمكن أن ينتقل إلى البشر من حيوان مصاب مثل القرد أو الجرذ أو السنجاب.
ويعد انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أقل شيوعا، ولكن يمكن أن يحدث ذلك عندما يكون شخص ما على اتصال وثيق بشخص مصاب.
وتنتقل العدوى من خلال الجلد المجروح والجهاز التنفسي والعينين والفم.
ويمكن أيضا أن يؤدي لمس الملابس أو الفراش أو المناشف الملوثة التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي لجدري القرود إلى انتقال المرض.
وتشمل أعراض الأصابة الأولية عادة ارتفاعا في درجة الحرارة وتضخما في الغدد الليمفاوية وطفحا جلديا أو ظهور بثور تشبه جدري الماء- غالبا على الفم أو الأعضاء التناسلية في الحالات التي رصدت مؤخرا. وعادة ما تكون العدوى خفيفة.
من أين جاء جدرى القرود؟
ينتشر فيروس جدري القرود بشكل عام في وسط وغرب أفريقيا، وبشكل أكثر تحديدا في مناطق الغابات المطيرة.
في جمهورية الكونغو الديمقراطية ذات الغابات الكثيفة، تم الإبلاغ عن أكثر من 1200 حالة هذا العام وحده، وتم تسجيل 57 حالة وفاة حتى 1 مايو 2022، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ومن المعروف وجود سلالتين رئيسيتين من الفيروس – غرب أفريقيا ووسط أفريقيا – والأخيرة هي النوع الأكثر اعتدالا، بينما جاءت حالات التفشي الأخير من سلالة غرب أفريقيا التي تنتشر الآن في مناطق أخرى من العالم.
وقد أصيب عدد كبير وبشكل ملحوظ من الأشخاص بفيروس جدري القرود خارج أفريقيا دون أن يكونوا قد سافروا إلى المنطقة، مما يعني أن الفيروس ينتشر الآن في المجتمع.