- جوليانا برون
- بي بي سي البرازيل
قبل 15 دقيقة
توفي خمسة أشخاص على الأقل جراء الإصابة بفيروس جدري القرود، وتم تأكيد أكثر من 15000 حالة إصابة في جميع أنحاء العالم منذ يوليو/ تموز 2022 ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض.
وقد التقى خبراء جدري القرود الخميس، لمناقشة ما إذا كان ينبغي على منظمة الصحة العالمية تصنيف تفشيه على أنه حالة طوارئ صحية عالمية.
اكتشف تياغو، وهو رجل برازيلي يعيش في ساو باولو، أنه مصاب بفيروس جدري القرود بعد ذهابه إلى مستشفى محلي إثر شكواه من أعراض تشمل ارتفاع درجة الحرارة والإرهاق والرعشة والطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.
لكن مشكلته الرئيسية كانت الألم والتورم والحرقان في منطقة أعضائه التناسلية، حيث ظهرت فيها تسع جروح جلدية على الأقل.
وقال تياغو لبي بي سي “إنها تؤلم وتشعرني بالحكة الشديدة. كل المنطقة منتفخة للغاية – تشعر أحيانا وكأنها نار مشتعلة”.
ويسبب الإصابة بفيروس جدري القرود فيروس من نفس عائلة الجدري، ولكنه أقل حدة بكثير. ويمكن أن ينتقل إلى البشر من حيوان مصاب مثل القرد أو الجرذ أو السنجاب.
ويعد انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أقل شيوعا، ولكن يمكن أن يحدث ذلك عندما يكون شخص ما على اتصال وثيق بشخص مصاب.
وتنتقل العدوى من خلال الجلد المجروح والجهاز التنفسي والعينين والفم.
ويمكن أيضا أن يؤدي لمس الملابس أو الفراش أو المناشف الملوثة التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي لجدري القرود إلى انتقال المرض.
كيف يشعر من يصاب بالفيروس؟
بدأت أعراض تياغو في 10 يوليو/ تموز.
ويقول “في البداية شعرت بقشعريرة شديدة تبعها ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وانزعاج عام. شعرت أن جسدي منهك ومكسر بالكامل”.”اعتقدت في البداية أنه يمكن أن تكون نزلة برد أو حتى فيروس كورونا، لكن في اليوم التالي، وأثناء الاستحمام، لاحظت الطفحة الأولى على ظهري وقضيبي”.
ومنذ ذلك الحين، بدأ تياغو يلاحظ ظهور الطفح الجلدي على قدميه وفخذيه وذراعه وبطنه وصدره ووجهه وأعضائه التناسلية.
ويضيف “إنها تشبه البثور المتورمة المؤلمة”. وقد ذهب تياغو إلى المستشفى في اليوم الثالث من ظهور الأعراض، بعد أن تم تشخيص صديق كان على اتصال به قبل أسبوع على أنه مصاب بجدرى القرود.
كما أكد فحص الدم أنه مصاب بالفيروس. وكانت اختبارات الأمراض التي تنتقل جنسياً سلبية.
“لقد استغرق الأمر بعض الوقت للذهاب إلى المستشفى، لأنه كان من المستحيل علي تقريبا ارتداء الملابس لأن الألم كان شديدا حقا. حتى أن ركوب السيارة زاد من حدة الألم والتورم”.
في المستشفى، قال تياغو إن الأطباء وصفوا له مضادات الالتهاب ومسكنات الآلام ومرهما للتخدير، مما ساعد في تخفيف الشعور بالألم والحرقان.
ويضيف تياغو “المرهم يساعد، لكن بعد أربع ساعات يتوقف عن العمل ويعود الألم مرة أخرى”.
ولم يتمكن هو وصديقه من السفر خارج البرازيل في الأشهر الأخيرة.
ويقول: “بمجرد خروجي من المستشفى، اتصلت بأصدقائي الذين كنت على اتصال بهم في الأيام القليلة الماضية وأبلغت الجيران بالتشخيص”.
وصمة عار
وبالإضافة إلى الألم والحكة، يقول تياغو إنه مر بلحظات صعبة في المستشفى.ويضيف “لم أتلق تعليمات حول كيفية تنظيف الجروح، أو المدة التي سأبقى فيها مريضا أو متى يمكنني الخروج من العزلة. كان علي البحث عن كل هذه المعلومات على الإنترنت أو سؤال الأصدقاء الطبيين”.
“لا توجد منطقة خاصة للأشخاص المصابين بجدري القرود. يدخل الأشخاص المصابون بالمرض ويتحركون بحرية في جميع أنحاء المستشفى. لم أشعر أنهم كانوا مستعدين للمرض”.
كما أشار إلى المعاملة “الوقحة وغير المحترمة” من قبل الأطباء والممرضات.
“في كل مكان في المستشفى ذهبت إليه، سُئلت عما إذا كنت مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية أو إذا كنت مصابا بأي من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي”.
قال تياغو “شعرت بوصمة العار التي ارتبطت بهذا المرض عندما دخلت المستشفى”، مشيرا إلى إصابة أشخاص من مجتمع الميم خلال التفشي الحالي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم تحديد والتعرف على الحالات من خلال عيادات الصحة الجنسية لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. ومع ذلك، تحذر المنظمة من أن أي شخص يمكن أن يصاب بالمرض إذا اتصل بشخص مصاب.
وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن “نسبة ملحوظة” من الحالات الأخيرة في المملكة المتحدة وأوروبا عُثر عليها بين الرجال المثليين وثنائيي الجنس، “لذلك نحن نشجعهم بشكل خاص على التنبه لأي أعراض وطلب المساعدة إذا شعروا بالقلق”.
من أين جاء جدرى القرود؟
ينتشر فيروس جدري القرود بشكل عام في وسط وغرب أفريقيا، وبشكل أكثر تحديدا في مناطق الغابات المطيرة.
في جمهورية الكونغو الديمقراطية ذات الغابات الكثيفة، تم الإبلاغ عن أكثر من 1200 حالة هذا العام وحده، وتم تسجيل 57 حالة وفاة حتى 1 مايو 2022، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ومن المعروف وجود سلالتين رئيسيتين من الفيروس – غرب أفريقيا ووسط أفريقيا – والأخيرة هي النوع الأكثر اعتدالا، بينما جاءت حالات التفشي الأخير من سلالة غرب أفريقيا التي تنتشر الآن في مناطق أخرى من العالم.
وقد أصيب عدد كبير وبشكل ملحوظ من الأشخاص بفيروس جدري القرود خارج أفريقيا دون أن يكونوا قد سافروا إلى المنطقة، مما يعني أن الفيروس ينتشر الآن في المجتمع.
تقول وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن أي شخص يشعر بالقلق من احتمال إصابته بالفيروس يجب أن يتواصل مع عيادة الصحة الجنسية المحلية الخاصة به، عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني قبل الزيارة الشخصية.
كما تنصح الوكالة المصابين بعدم ممارسة الجنس أثناء ظهور الأعراض عليهم واستخدام الواقي الذكري لمدة ثمانية أسابيع بعد الإصابة كإجراء احترازي.
تكون معظم حالات الإصابة الفيروس عادة خفيفة، وأحيانا تشبه جدري الماء، وتختفي من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة.
ومع ذلك ، يمكن أن يكون جدري القرود في بعض الأحيان أكثر حدة. وقد رُصدت جميع الوفيات التي سجلتها منظمة الصحة العالمية حتى الآن في دول أفريقية. وبعد الإصابة، عادة ما يستغرق ظهور الأعراض الأولى من 5 إلى 21 يوما.
وقد يظهر طفح جلدي، وعادة ما يبدأ على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وخاصة على اليدين وباطن القدمين.
ويتغير الطفح الجلدي، الذي غالبا ما يكون مزعجا ومؤلما، ويمر بمراحل مختلفة – على غرار جدري الماء – قبل تكوين قشرة تسقط بعد ذلك.
وعادة ما تنتهي العدوى بعد 14 إلى 21 يوما.