قبل 14 دقيقة
أعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد عن تلقيها بيانات عن تسجيل 780 حالة إصابة مؤكدة مخبرياً بجدري القرود في 27 دولة لا يعتبر المرض فيها متوطناً.
وقالت إن هذا العدد من حالات الإصابة سُجل خلال فترة ثلاثة أسابيع، منذ الثالث عشر من مايو/ أيار وحتى الخميس الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أن العدد المسجل هو أقل من العدد الحقيقي بسبب محدودية المعلومات الوبائية والمخبرية وتوقعت أن ينتشر المرض.
وأضافت المنظمة أنه “من المرجح أن تقوم دول أخرى بالتعرف على حالات إصابة لديها وسيكون هناك انتشار أكبر للفيروس”.
وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها حالات إصابة بجدري القرود في الوقت نفسه في العديد من الدول المختلفة.
وعلى الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية على أن مستوى الخطر على الجمهور لا يزال منخفضاً، إلا أنها قالت إن ذلك قد يتغير في حالة أصبح الفيروس متوطنا على نطاق واسع في دول خارج أفريقيا، التي يوجد فيها عادة.
ولم يتم الإبلاغ إلا عن حالات قليلة أدخلت المستشفيات بسبب الإصابة إلى جانب إخضاع المرضى للعزل.
ونشرت منظمة الصحة العالمية قائمة بالدول التي أبلغت عن ظهور العدد الأكبر من الحالات والتي لا يعتبر فيها المرض متوطناً. وضمت القائمة كلاً من بريطانيا (207 حالات) وإسبانيا (156 حالة) والبرتغال (138 حالة) وكندا (58 حالة) وألمانيا (57 حالة).
وبالإضافة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، تم الإبلاغ أيضاً عن حالات إصابة منفردة في الأرجنتين وأستراليا والمغرب والإمارات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “بعض الدول تفيد بأن أجيالاً جديدة من الحالات لم تعد تظهر فقط في أوساط المخالطين المعروفين لحالات سابقة مؤكدة، وهو ما يشير إلى فقدان سلاسل العدوى من خلال انتشار غير مكتشف للفيروس”.
حالات شاذة
وقالت منظمة الصحة العالمية إن معظم الحالات المبلغ عنها حتى الآن ظهرت من خلال الصحة الجنسية أو الخدمات الصحية الأخرى وكانت تتعلق بشكل رئيسي برجال مارسوا الجنس المثلي”.
وأضافت المنظمة أن الكثير من الحالات لا تظهر بالصورة السريرية التقليدية لجدري القرود: فالبعض وصف ظهور بثور قبل ظهور الأعراض كالحمى، وجروح في مراحل مختلفة من تطور المرض، وكلاهما من الأعراض الشاذة وغير النمطية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لم تحدث وفيات على علاقة بانتشار المرض في الدول التي لا يعتبر فيها متوطناً، لكن يستمر الإبلاغ عن حالات إصابة ووفيات في المناطق التي يعتبر فيها المرض متوطناً.
ونشرت المنظمة قائمة بالدول التي يعتبر المرض فيها متوطناً. وتضم القائمة كلاً من الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو- برازفيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا ونيجيريا وسيراليون والغابون وساحل العاج، إضافة إلى غانا التي اكتشفت فيها حالات إصابة بين الحيوانات فقط.
وأُبلغ عن وفاة 66 شخصاً في الدول السبع الأولى من القائمة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.
وجمعت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي في مؤتمر افتراضي أكثر من 500 خبير وأكثر من 2000 مشارك لمناقشة الفجوة المعرفية حول جدري القرود وأولويات البحث العلمي.
وشدد الخبراء على الحاجة لإجراء دراسات سريرية على اللقاحات والعلاجات من أجل فهم أفضل لفعاليتها، ودعوا إلى إجراء بحوث علمية أسرع في مجال علم الأوبئة وانتقال العدوى الخاصة بالمرض.
عزل المصابين
ويمكن أن ينتشر جدري القرود عندما يكون شخص ما على اتصال وثيق بشخص مصاب. ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم من خلال الجلد المجروح، أو من خلال العينين أو الأنف أو الفم.
ولم يتم وصف هذا المرض سابقًا على أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أثناء ممارسة الجنس.
ويتعافى معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس جدري القرود في غضون أسابيع قليلة، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.
وقد أصدر مسؤولو الصحة في بريطانيا نصائح للجمهور قائلين إن المخالطين للحالات عالية الخطورة يجب أن يعزلوا أنفسهم لمدة ثلاثة أسابيع للحيلولة دون انتشار العدوى.
وعلى الرغم من عدم وجود لقاح محدد لجدري القرود، قالت عدة دول إنها تخزن لقاحات الجدري، والتي تبلغ فعاليتها في الوقاية من العدوي نحو 85 في المئة، لأن الفيروسين متشابهان إلى حد كبير.