طاقم المهمة وهم يغادرون كبسولة نيو شيبارد بعد هبوطها بنجاح. حقوق الصورة المتحركة: Blue Origin
أمضى جيف بيزوس Jeff Bezos، أغنى رجل في العالم، بضع دقائق خارج الغلاف الجوي يوم الثلاثاء في أول مهمة فضائية مأهولة لشركة بلو أوريجين – التي تمثل تقدماً مهماً لقطاع السياحة الفضائية، الذي انطلق مجدداً بعد سنوات من التأخير.
حملت مركبة بلو شيبارد رواد الفضاء الأربعة لمدة 10 دقائق من قاعدة غرب تكساس إلى ما وراء خط كرمان – الحد المُعترف به دولياً لبداية الفضاء – وعادت مرة أخرى إلى السطح لتهبط بسلام. شمل الطاقم أكبر وأصغر شخصين يسافران إلى الفضاء.
قال بيزوس أنه “اندهش وشهر بالذهول من الأرض وجمالها، ولكن أيضاً من هشاشتها”.
وأضاف: “إن تخيل ذلك هو أمر، لكن رؤيته بعينيك هو أمر مختلف تماماً”.
سافر ريتشارد برانسون Richard Branson، مؤسس شركة فيرجين جالاكتيك، إلى الفضاء في 11 يوليو متغلباً على جيف بيزوس ببضع أيام مع ذلك، فقد حلقت مركبة نيو شيبارد ببيزوس إلى ارتفاع أعلى بكثير (107 كيلومترات تقريباً).
أسس بيزوس، البالغ من العمر 57 عاماً، شركة بلو أوريجين في عام 2000 بهدف بناء مستعمرات فضائية ذات جاذبية صناعية في يوم من الأيام حيث سيعمل ويعيش ملايين الأشخاص.
انطلق صاروخ نيو شيبرد دون المداري – الذي سُمي تيمناً بآلان شيبرد Alan Shepard، أول أمريكي يسافر إلى الفضاء – 15 مرةً في رحلات غير مأهولة لاختباره بشكل كامل استعداداً لمهمة يوم الثلاثاء.
اليوم، تطور الشركة صاروخاً مدارياً ثقيل يُسمى نيو جلين New Glenn – الذي سُمي تيمناً بجون جلين John Glenn، أول أمريكي يدور حول الأرض في الفضاء – وأيضاً مركبة هبوط قمرية.
حدث الإطلاق، الذي تأخر قليلاً، في الساعة 8:12 صباحاً بتوقيت وسط الولايات المتحدة (1312 بتوقيت جرينتش) من منصة Launch Site One التابعة لبلو أوريجين، التي تقع على بعد 25 ميل تقريباً (40 كيلومتر) شمال بلدة فان هورن.
انضم إلى بيزوس شقيقه مارك والطيارة المخضرمة وعضوة طاقم ميركوري 13، والي فانك Wally Funk، 82 عاماً، ومراهق هولندي، أوليفر دايمن Oliver Daemen، 18 عاماً.
أصبحت فانك ودايمن أكبر وأصغر رائدي فضاء على التوالي.
قامت الشركة ببيع المقعد الرابع في مزاد علني مقابل 28 مليون دولار، لكن دايمن لم يكن ذلك الشخص. وفقاً لبلو أوريجين، حصل مع الشخص المجهول الذي فاز بالمزاد تعارض في المواعيد، وسيسافر في رحلة مستقبلية. ذهبت الأموال إلى منظمة بلو أوريجين غير الربحية، المُسمى Club for the Future، التي منحت مليون دولار لكل منظمةٍ من منظماتها غير ربحية الـ 19، وذلك وفقاً لبلو أوريجين.
قال متحدث باسم الشركة لشبكة CNBC أن دايمن شارك في المزاد وحصل على مقعد في ثاني رحلة مأهولة للشركة. (قبل الحدث، لم تعلن الشركة أن المزاد سيسمح بشراء مقاعد على متن رحلات لاحقة).
كما قال المتحدث الرسمي لشبكة CNBC أن والد دايمن، جوز دايمن Joes Daemen، الرئيس التنفيذي لشركة أسهم خاصة، هو الذي اشترى المقعد. لم يُعلن عن المبلغ الذي دفعه. قال المتحدث أن أوليفر دايمن أصبح المسافر الأول بعد أن أصبح الفائز بالمزاد غير متاح.
انطلق صاروخ نيو شيبارد نحو الفضاء بسرعات تجاوزت 2300 ميل/الساعة (3700 كيلومتر/الساعة) باستخدام محرك أكسجين وهيدروجين سائلين.
انفصلت الكبسولة عن الصاروخ المعزز وعندما ارتفعت بدرجة كافية، فك رواد الفضاء الأحزمة واختبروا انعدام الجاذبية لمدة أربع دقائق تقريباً.
قالت فانك، التي تدربت لتصبح رائدة فضاء في الستينات لكنها حُرمت من فرصة الذهاب إلى الفضاء بسبب التحيز الجنسي ضد النساء في بدايات عصر الفضاء: “لقد قضينا وقتاً رائعاً، لقد كان رائعاً. أريد أن أذهب مرة أخرى – بسرعة!”.
عاد الصاروخ المعزز إلى الأرض بشكل آلي وهبط على منصة الهبوط شمال موقع الإطلاق، بينما هبطت الكبسولة باستخدام ثلاث مظلات عملاقة.
أخذ الطاقم معهم عدداً من التذكارات، بما في ذلك قطعة من قماش الطائرة الأولى للأخوين رايت، وميدالية برونزية مصنوعة من أول منطاد هواء ساخن من عام 1783، وزوج من النظارات الواقية تعود للطيارة العظيمة أميليا إيرهارت Amelia Earhart.
بعد الرحلة، عانق أفراد الطاقم عائلاتهم وأصدقائهم، في حين جاءت التهاني من برانسون وناسا.
بالنسبة لجوناثان ماكدويل Jonathan McDowell، عالم فلك في جامعة هارفارد ومحلل لصناعة الفضاء: ” بعد هذا الانتظار الطويل، لقد وصلت السياحة الفضائية دون المدارية أخيراً. سنرى أعداداً أكبر بكثير من الناس تسافر الفضاء: أناس أكثر تنوعاً – ليسوا متنوعين في الثروة ولكن أعتقد أننا سنرى أغنياء من جميع أنحاء العالم” يسافرون على متن هذه الرحلات الفضائية.
