- مات ماغراث
- مراسل شؤون البيئة – بي بي سي
قبل ساعة واحدة
يحذّر علماء من أن الأدخنة الناجمة عن حرائق الغابات قد تشكّل حاضنة غير متوقعة لناقلات العدوى، ويؤكدون قدرة الميكروبات والفطريات على البقاء على قيد الحياة بأعداد ضخمة وسط سحب الدخان.
ويعتقد العلماء المشاركون في دراسة حديثة حول تأثير حرائق الغابات أن كائنات حية دقيقة قادرة على نقل العدوى تعيش في التربة وفي النباتات يمكن أن تتحور في حاضنة الأدخنة. ويناشد العلماء السلطات الصحية بضرورة تكثيف عمليات رصد الأدخنة الناجمة عن حرائق الغابات.
وساد على مدى عقود اعتقاد بأن دخان حرائق الغابات لا يحوي الكثير من الكائنات الحية، وأن السبب وراء تشكيل الدخان خطرًا على صحة الإنسان إنما يعود إلى أن هذا الدخان مشحون بجسيمات دقيقة من السُخام لا تُرى بالعين المجردة قادرة على تهييج الجهاز التنفسي.
لكن مخاوف تتزايد الآن من أن يمثل دخان الحرائق بيئة حاضنة للميكروبات أو الفطريات المُعدية.
ويقول المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن رجال إطفاء الحرائق معرضون لخطر الإصابة بعدوى الكوكسيديا، التي تشبه الإنفلونزا، وهي تصيب الإنسان عبر فطريات تتطاير في الهواء عند إثارة التربة.
ويعكف العلماء على مهمة الكشف عن حجم خطر العدوى الكامن في دخان حرائق الغابات.
وباستخدام تقنيات جديدة للحصول على عينات من الميكروبات الموجودة في الدخان، يقول العلماء إنهم عثروا على أكثر من 900 نوع مختلف من البكتيريا، وحوالي مئة نوع من الفطريات النادرة.
وتقول ليدا كوبزيار، الباحثة في جامعة أيداهو الأمريكية: “ما أثار دهشتنا هو ذلك التنوع في الميكروبات التي عثرنا عليها حتى الآن في العدد الضئيل من الأبحاث التي أجريت حتى الآن”.
وتضيف ليدا :”هذا التنوع من الكائنات الحية الدقيقة لا يوجد في الهواء الخالي من الدخان في نفس الأماكن قبل اشتعال حرائق بها”.
ويعتقد الباحثون أن الميكروبات تتطفل على الجسيمات الدقيقة الموجودة في الدخان.
وحتى في الحرائق مرتفعة الكثافة، عثر الباحثون على بكتيريا بوفرة على مسافة 300 متر فوق الحريق. ووجدوا أن 60 في المئة من هذه البكتيريا على قيد الحياة.
ويشكّ العلماء في أن تكون الجسيمات الدقيقة -التي تتطفل عليها الميكروبات- توفر لها الحماية من الأشعة فوق البنفسجية القادرة على قتل هذه الميكروبات.
وبعد أن اتضح للعلماء قدرة البكتيريا على الحياة في وسط الأدخنة، بات السؤال الآن حول حجم ما يمثله هذا من تهديد على صحة الإنسان؟
وتقول الباحثة ليدا: “عثرنا على عدد من الميكروبات المعروفة بقدرتها على إصابة الجهاز التنفسي وصولاً إلى مرحلة الأزمة. هذا فضلا عن كائنات دقيقة تكمن في التربة والنباتات يمكن أن تثيرها النيران إذا اشتعلت في المكان”.
وتضيف ليدا: “هذه الكائنات الدقيقة معروفة بنقلها للعدوى، لكن الأمر لا يزال قيد البحث”.
وأظهرت دراسات سابقة قدرة الأعاصير والعواصف على حَمل هذه العناصر المعدية ونقلها لمسافات بعيدة.
ويمكن النظر إلى قدرة الدخان على السفر حول العالم باعتباره “حلقة مفقودة” في تفسير عدد من أنماط العدوى.
تقول ليدا: “عند رصد العدوى في المرضى، نكتشف أن العوامل المسببة المحتملة للعدوى المرصودة إنما توجد في مناطق معينة موبوءة”.
وتضيف الباحثة: “قد تكون الميكروبات الناقلة للعدوى أتت محمولة في سحائب الدخان من تلك المناطق الموبوءة”.