- جيمس غالاغر
- مراسل شؤون الصحة والعلوم
قبل 20 دقيقة
يحذر مسؤولون من أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة قد يؤثر على صحة الناس. وأصدرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة حالة تأهب من المستوى الثالث لجنوبي إنجلترا ليومي الجمعة والسبت.
وبحلول يوم الجمعة، يمكن أن تصل درجة الحرارة في لندن إلى 34 درجة مئوية، وفي مانشستر إلى 30 درجة مئوية.
وفي مثل هذا الطقس الحار بشكل غير عادي، يُطلب من الناس مراقبة الفئات الأكثر ضعفا عن كثب، مثل كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري.
نستعرض هنا ما تحتاج لمعرفته حول تأثيرات الحرارة على الجسم وكيفية الحفاظ على برودته.
ماذا تفعل الحرارة الشديدة في أجسادنا؟
مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية.
في الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما.
ويمكن أن يؤدي هذا، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، إلى الإنهاك الحراري، والذي تشمل أعراضه الدوخة والغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية والصداع والتعرق الشديد والإرهاق.
وإذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يرتفع.
لماذا تتفاعل أجسامنا بهذه الطريقة؟
تسعى أجسامنا جاهدة للحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37.5 درجة مئوية، سواء كنا في عاصفة ثلجية أو موجة حر، فهذه هي درجة الحرارة التي تطورت أجسامنا للعمل بها.
لكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق.
وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد.
كيف يمكنني البقاء بأمان في درجات الحرارة المرتفعة؟
تقدم وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بعض النصائح:
- ابحث عن الأشخاص الذين قد يعانون من أجل الحفاظ على برودة أجسادهم، مثل كبار السن، والذين يعانون من ظروف كامنة، والذين يعيشون بمفردهم.
- حافظ على البرودة بالداخل عن طريق إغلاق الستائر في الغرف التي تواجه أشعة الشمس.
- اشرب الكثير من السوائل، ولا تفرط في شرب الكحوليات.
- لا تترك أي شخص، وخاصة الأطفال الصغار والحيوانات، في سيارة مغلقة.
- ابتعد عن أشعة الشمس بين الساعة الحادية عشرة صباحا والثالثة مساء عندما تكون أشعة الشمس في أقوى حالاتها.
- ابق في الظل، واستخدم واقي من الشمس بدرجة عالية من عامل الحماية من الشمس والأشعة فوق البنفسجية، وارتد قبعة واسعة الحواف.
- تجنب ممارسة الرياضة البدنية في أشد فترات اليوم حرارة.
- خذ الماء معك إذا كنت مسافرا.
- كن على دراية بالمخاطر الخفية في الأنهار والمياه المفتوحة إذا ما أغرتك بالنزول فيها من أجل تخفيض درجة حرارة جسمك.
كيف أنام جيدا خلال الليل؟
استخدم ملاءات رقيقة، وبرد جواربك في الثلاجة قبل ارتدائها، والتزم بوقت نومك المعتاد، كما يقول خبراء.
ماذا أفعل إذا رأيت شخصا يعاني من الإنهاك الحراري؟
إذا كان من الممكن تقليل درجة حرارة جسده في غضون نصف ساعة، فإن الإنهاك الحراري لا يكون خطيرا في العادة.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا بالتالي:
- انقله إلى مكان بارد.
- اجعله يستلقي وارفع قدميه قليلا.
- اجعله يشرب الكثير من الماء – المشروبات الرياضية أو مشروبات معالجة الجفاف جيدة أيضا.
- برد بشرته – رشها بالماء البارد وقم بتهويتها. وضع كمادات باردة حول الإبطين أو الرقبة جيد أيضا.
ومع ذلك، إذا لم يتعاف الشخص في غضون 30 دقيقة، فهذا يعني أنه قد تعرض لضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة ويجب عليك الاتصال بالطوارئ.
قد يتوقف الأشخاص المصابون بضربة الشمس عن التعرق، على الرغم من ارتفاع درجة حرارة أجسادهم. ويمكن أن تزيد درجة حرارتهم عن 40 درجة مئوية، وقد يصابون بنوبات صرع أو يفقدون الوعي.
من هو الأكثر عرضة للخطر؟
يمكن أن يؤدي التقدم في السن أو المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، إلى جعل الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الذي يلحق بالجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
ويمكن لمرض السكري أن يجعل الجسم يفقد الماء بشكل أسرع، ويمكن أن تؤدي بعض مضاعفات المرض إلى تغيير الأوعية الدموية والقدرة على التعرق.
وقد يكون الأطفال والأشخاص الأقل قدرة على الحركة أكثر عرضة للخطر. ويمكن لأمراض الدماغ، مثل الخرف، أن تجعل الناس غير مدركين للحرارة أو غير قادرين على فعل أي شيء حيالها.
ويكون الأشخاص الذين لا مأوى لهم أكثر تعرضا لأشعة الشمس، كما أن الأشخاص الذين يعيشون في شقق بالطابق العلوي يواجهون أيضا درجات حرارة أعلى.
هل بعض الأدوية تزيد من المخاطر؟
نعم، لكن يجب أن يستمر الناس في تناول أدويتهم كالمعتاد، مع الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للحفاظ على برودة ورطوبة الجسم.
وتعمل مدرات البول – التي يُطلق عليها أحيانا “حبوب الماء” – على زيادة كمية الماء التي يطردها الجسم. وتُستخدم هذه الحبوب على نطاق واسع، بما في ذلك لمرضى قصور القلب. وفي درجات الحرارة المرتفعة، تزيد هذه الحبوب من مخاطر الإصابة بالجفاف واختلال التوازن في المعادن الأساسية في الجسم.
ويمكن أن تؤدي الأدوية الخافضة لضغط الدم – خاصة في حال تمدد الأوعية الدموية لتتكيف مع الحرارة – إلى حدوث انخفاض خطير في ضغط الدم.
ويمكن لبعض أدوية الصرع ومرض باركنسون أن تمنع التعرق وتجعل من الصعب على الجسم أن يبرد نفسه.
ويمكن أن تصبح الأدوية الأخرى، مثل الليثيوم أو الستاتين، أكثر تركيزا في الدم وتسبب الكثير من المشاكل إذا فقد الجسم الكثير من السوائل.
هل ارتفاع درجة الحرارة يقتل؟
هناك حوالي 2,000 حالة وفاة ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في إنجلترا كل عام.
وتكون معظم هذه الوفيات بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية الناجمة عن إجهاد الجسم أثناء محاولته الحفاظ على استقرار درجة حرارته.
ويبدأ معدل الوفيات المرتفع في الظهور بمجرد تجاوز درجة الحرارة لـ 25 أو 26 درجة مئوية.
ومع ذلك، تشير الدلائل إلى أن الوفيات تنجم غالبا عن ارتفاع درجات الحرارة في الربيع أو أوائل الصيف، وليس في “ذروة الصيف”.
قد يكون السبب في ذلك هو أننا نبدأ في تغيير سلوكنا اليومي مع تقدم الصيف وتعودنا أكثر على التعامل مع الحرارة المرتفعة.
وكان من الواضح من موجات الحر السابقة أن الزيادة في الوفيات تحدث بسرعة كبيرة – خلال الـ 24 ساعة الأولى من موجة الحر.