- جيمس غالغر
- مراسل الشؤون العلمية والطبية – بي بي سي
قبل 31 دقيقة
قال باحثون بريطانيون إن الدم الذي تم تصنيعه في المختبر تم إعطاؤه للبشر، في أول تجربة سريرية من نوعها في العالم.
ويتم اختبار كميات صغيرة – تعادل ملعقتين – لمعرفة كيفية أدائها داخل الجسم.
وسيبقى الجزء الأكبر من عمليات نقل الدم معتمدا دائمًا على المتبرعين بانتظام.
لكن الهدف النهائي هو تصنيع فصائل دم حيوية، ولكنها نادرة للغاية، يصعب الحصول عليها.
هذه الفصائل ضرورية للأشخاص الذين يعتمدون على عمليات نقل الدم المنتظمة، في حالات مثل فقر الدم المنجلي.
وإذا لم يكن الدم مطابقًا تمامًا لطبيعة الجسم، فسيبدأ الجسم في رفضه ويفشل العلاج. وهذا القدر من مطابقة الأنسجة يتجاوز المستوى المعروف لدى فصائل الدم A و B و AB و o.
وقال البروفيسور آشلي توي، من جامعة بريستول، إن بعض فصائل الدم “نادرة جدًا حقًا” و”قد يكون هناك 10 أشخاص فقط في البلاد” قادرون على التبرع بدم من هذه الفصائل.
في الوقت الحالي، لا يوجد سوى ثلاث مجموعات من فصيلة الدم “بومباي” – التي تم تحديدها لأول مرة في الهند – في مخزون بنوك الدم في جميع أنحاء بريطانيا.
إذن كيف ينمو الدم؟
يجمع مشروع البحث بين فرق في جامعة بريستول وكامبريدج ولندن ووحدة نقل الدم وزراعة الأعضاء التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ويركز على خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم.
هذه هي الطريقة التي يعمل بها:
- يبدأ الأمر بالتبرع العادي بنحو نصف لتر من الدم (حوالي 470 ملليلترا).
- تستخدم حبيبات مغناطيسية لاصطياد الخلايا الجذعية المرنة القادرة على أن تصبح خلية دم حمراء.
- يتم تحفيز هذه الخلايا الجذعية على النمو بأعداد كبيرة في المختبرات.
- ثم يتم توجيهها لتصبح خلايا دم حمراء.
تستغرق هذه العملية حوالي ثلاثة أسابيع، وينتج عن تجمع أولي من حوالي نصف مليون خلية جذعية نحو 50 مليار خلية دم حمراء.
ويتم تصفية هذه الكمية الأخيرة للحصول على حوالي 15 مليار خلية دم حمراء، في المرحلة الصحيحة من التطور للاستزراع.
وقال البروفيسور توي لبي بي سي: “نريد أن نصنع أكبر قدر ممكن من الدم في المستقبل، لذا فإن الرؤية في رأسي هي غرفة مليئة بالآلات التي تنتجه باستمرار من تبرع عادي بالدم”.
وشارك أول شخصين في التجربة، التي تهدف إلى اختبار الدم لدى 10 متطوعين أصحاء على الأقل. سيحصلان على تبرعين بحجم 5-10 ملليلترات بفاصل أربعة أشهر على الأقل – أحدهما من الدم الطبيعي والآخر من الدم المصنوع في المختبر.
وتم تمييز الدم بمادة مشعة، غالبًا ما تستخدم في الجراحات، حتى يتمكن العلماء من معرفة المدة التي سيبقى خلالها في الجسم.
من المأمول أن يكون الدم المصنوع في المختبر أكثر فعالية من الدم الطبيعي.
وتدوم خلايا الدم الحمراء عادة لمدة 120 يومًا تقريبًا قبل أن تحتاج إلى استبدال. ويحتوي الدم المتبرع به النموذجي على مزيج من خلايا الدم الحمراء الحديثة والقديمة، في حين أن الدم المزروع في المختبر مصنوع حديثًا، لذا يجب أن يستمر لمدة 120 يومًا كاملة.
ويعتقد الباحثون أن هذا قد يسمح بتبرعات دم أصغر وأقل تكرارا في المستقبل.
ومع ذلك، هناك تحديات مالية وتكنولوجية كبيرة أمام هذا المشروع العلمي.
ويكلف متوسط التبرع بالدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا حوالي 130 جنيهًا إسترلينيًا، بينما ستكلف عملية تصنيع الدم أكثر بكثير، على الرغم من أن الفريق لم يحدد المبلغ.
والتحدي الآخر هو أن الخلايا الجذعية المحصودة تستنفد نفسها في النهاية، مما يحد من كمية الدم التي يتم زراعتها. وسوف يستغرق الأمر مزيدًا من البحث لإنتاج الكميات المطلوبة سريريًا.
ويقول الدكتور فاروق شاه، المدير الطبي لنقل الدم في وحدة نقل الدم وزراعة الأعضاء التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية “يضع هذا البحث الرائد عالميًا الأساس العملي لتصنيع خلايا الدم الحمراء، التي يمكن استخدامها بأمان في نقل الدم للأشخاص المصابين باضطرابات مثل فقر الدم المنجلي”.
ووصف احتمالية استفادة مرضى نقل الدم من هذا العمل بأنها “كبيرة للغاية”.