- جو تايدي
- مراسل الشؤون السيبرانية
قبل 18 دقيقة
أمطرت جماعة أنونيموس للقرصنة الإلكترونية روسيا بوابل من الهجمات بعد إعلانها “الحرب الإلكترونية” على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وتحدث عدد من الأشخاص الذين يزعمون أنهم ينتمون إلى تلك الجماعة لبي بي سي عن الدوافع والأساليب والخطط التي تتبعها أنونيموس في هجماتها على روسيا.
ويُعد اختراق نظم تشغيل شبكات التلفزيون الروسية أبرز الهجمات الإلكترونية التي شنتها الجماعة على النظام الروسي.
وسجل فيديو قصير لهذا الاختراق يظهر مقاطعة البث العادي لشبكات التلفزيون الروسية بصور لانفجارات في أوكرانيا وجنود يتحدثون عن الرعب الذي يثيره الصراع.
وبدأ الفيديو في الانتشار على الإنترنت في 26 فبراير/ شباط الماضي ونشرته حسابات التواصل الاجتماعي التابعة لأنونيموس التي يتابعها ملايين المستخدمين. وكتبت الجماعة تعليقا على الفيديو جاء فيه: “فقط في: روسيا اخترقت قنوات التلفزيون الرسمي على يد أنونيموس بهدف بث الحقيقة عما يحدث في أوكرانيا”.
واجتذب ذلك الفيديو ملايين المشاهدات فور نشره على صفحات جماعة القرصنة الإلكترونية.
وتظهر بصمات اختراقات أنونيموس الإلكترونية واضحة على تلك الواقعة التي تضمنت اختراق القنوات التلفزيونية الروسية؛ فهي عملية مثيرة ومؤثرة وواسعة الانتشار عبر الإنترنت. وكغيرها من الهجمات الإلكترونية التي تقوم بها جماعات القرصنة كلها يصعب تتبعها لمعرفة مصدرها.
لكن مجموعة صغيرة قراصنة أنونيموس أعلنوا مسؤوليتهم عن اختراق نظم قنوات التلفزيون الروسي مدة 12 دقيقة.
وتمكن أول شخص نشر ذلك الفيديو من التحقق من صحته.
وظهرت جماعة قرصنة إلكترونية جديدة في المشهد مع أنونيموس، وهي عبارة عن فريق قرصنة إلكترونية من بولندا يُدعى “سكواد 33) أو “فريق 33)، وهو اسم مقتبس من سرب المقاتلين البولندي الذي شارك في الحرب العالمية الثانية.
وقال أحد أعضاء الفريق البولندي، الذي يستخدم اسم الطيار جان زومباتش الذي شارك في الحرب العالمية الثانية كاسم مستعار له: “نعمل بالتنسيق مع أنونيموس طوال الوقت، وأعتبر في نفس الوقت عضوا في الحركة”.
ورفض زومباتش نشر صورته، لكن عضوا أوكرانيا في فريقه أرسل إليها صورته وهو يرتدي خوذة وقناعا. ووصف نفسه بأنه “خلف الحواجز ببندقيته نهارا ويعمل في أنشطة القرصنة الإلكترونية مع فريق سكواد33 وجماعة أنونيموس ليلا”.
وأطلق فريق القرصنة الإلكترونية سكواد33 موقعها إلكترونيا حيث يمكن للجميع الدخول عليه وإرسال رسائل نصية إلى هواتف روسية بشكل عشوائي تتضمن الحقائق التي تحدث على الأرض أثناء هذا الصراع.
وزعم هذا الفريق أن موقعهم الإلكتروني أرسلت عبره 20 مليون رسالة، ما بين رسائل نصية ورسائل عبر تطبيق الرسائل واتساب.
وقالت مجموعتان تابعتان لأنونيموس، تحدثت إليهما، إن هذا الموقع هو الأكثر أثرا بين جميع ممارسات القرصنة التي استهدفت روسيا حتى الآن.
ولدى سؤاله عن كيفية تبرير الممارسات التي يقوم بها فريق سكواد ضد روسيا، قال جان زومباتش إن فريقه لم يسرق أي بيانات أو معلومات خاصة وهم فقط يحاولون أن يسمعوا الروسيين الحقيقة، مستهدفين الانتصار في حرب المعلومات.
رغم ذلك، قال زومباتش إنه وفريقه يخططون لإحداث المزيد من الأثر في المرحلة المقبلة.
في المقابل، تشن جماعة فيغيلانتي في روسيا هجمات إلكترونية على أوكرانيا، لكن فيما يبدو على نطاق أصغر.
وشهدت أوكرانيا ثلاث موجات منسقة من هجمات الحرمان من الخدمات (DDoS) منذ يناير الماضي، وثلاثة من هجمات المسح “Wiper Attacks” الأخطر منها، والتي حذفت البيانات التي كانت موجودة على عدد قليل من نظم الكمبيوتر الأوكرانية.
وظهر الأربعاء الماضي فيديو تعرض للتلاعب يظهر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على موقع 24 TV الأوكراني بعد تعرض الموقع لاختراق واضح.
رغم ذلك وفي ظل البيئة الحالية، لا يمكننا التأكد المنفذ الحقيقي لتلك الهجمات الإلكترونية.
وقال أنونتووورلد، القرصان الإلكتروني المعروف بأنه تابع لأنونيموس منذ وقت طويل: “نقطة الضعف في أنونيموس هو أنه يمكن لأي شخص أن يزعم أنه من أنونيموس، بمن في ذلك من يمثلون الدول التي تعمل في الاتجاه المضاد لما نقاتل نحن من أجله”.
وأضاف: “ومع ارتفاع شعبيتنا، من المسلم به أن تكون هناك ردود أفعال لما نقوم به من جانب جهات حكومية. أما فيما يتعلق بزيادة الفوضى، فنحن معتادون عليها، خاصة الفوضى على الإنترنت”.