أرسل المصور الفلكي مارك ليسيك Mark Lissick صورة لشُهُب النسريات ودرب التبانة، التُقِطَت في 22 نيسان/أبريل من عام 2013، في هوب فالي، في ولاية كاليفورنيا (بالقرب من بحيرة تاهو). حقوق الصورة: Mark Lissick / Wildlight Nature Photography.
سيتسنّى لمراقبي السماء في نصف الكرة الشماليّ في آواخر شهر نيسان/أبريل رؤية زخات شهاب النسريات، وهي الأثر المغبر لمذنّبٍ يدوم دورانه حول الشمس قروناً عديدةً. تخترق شُهُب النسريات السماء ما بين 16 إلى 30 نيسان/أبريل، ولهذا ستسنح الفرصة لمراقبيّ السماء برؤيتهم خلال تلك الفترة في حال سمحت أحوال الطقس بذلك.
أخبر بيل كوك Bill Cooke ، خبير الشُهُب في وكالة NASA موقع Space.com أنَّ ذروة زخات شهاب النسريات ستكون خلال ليلِ يومي 21-22 من نيسان/أبريل. وكما هو الحال مع معظم زخات الشُهُب، سيكون وقت مشاهدة ذروة الزخات قبيل الفجر، لكنَّ شُهُب النسريات ستكون مرئية بدءاً من حوالي الساعة 10:30 مساءً بحسب التوقيت المحلي. وقال كوك إنَّ القمر سيكون هلالًا رفيعاً قبل يومين فقط من القمر الجديد، لذا فإن ضوء القمر لن يطغى على عمليات الرصد التي تجريها.
وأوضح كوك قائلاً بأنه في حين أنَّ زخات شُهُب النسريات العادية تنتج مابين 15 إلى 20 نيزكاً في الساعة، إلا أنَّ مراقبي السماء يتوقعون رؤية حوالي 10 في الساعة هذا العام اعتماداً على مدى صفاء وظلام السماء لديك. تزداد زخات شهاب النسريات بعض السنوات فينتج ما يصل إلى 100 نيزكاً في الساعة فيما يُسمًّى بظاهرة “الإنفجار”، ولكن من الصعب التنبؤ بموعد حدوث ذلك بالضبط.
قال كوك “يقول الناس بأن هناك فترةً دوريةً لحدوث ذلك” وأضاف “لكن البيانات لاتدعم ذلك.” فعلى الرغم من أن هذه الانفجارات تبعد عن بعضها بحوالي ثلاثين عاما، إلا أنَّ ذلك لايعدو كونه معدلاً وسطياً فقط، حيث أنَّ العدد الحقيقي للسنوات بين هذه الظواهر يبقى متنوعاً.
سوف يكون الإشعاع – وهو النقطة التي تبدأ الشُهُب بالظهور منها – مرتفعا في سماء المساء ضمن كوكبة لايرا إلى الشمال الشرقيّ من النجم فيغا Vega، وهو واحدٌ من ألمع النجوم المرئية في السماء ليلاً في مثل هذا الوقت من العام. لا تنظر نحو الإشعاع مباشرةً، فقد تفوتك رؤية الشُهُب ذات الذيول الأطول.
قال كوك بأن لزخات شُهُب النسريات توهّجا متوسطا، ولكنها ليست مضيئة مثل زخات شُهُب البرشاويات Perseid الشهيرة التي تحدث في شهر آب/أغسطس وتنتج مساراتٍ أكثر وضوحا.
إن شُهُب النسريات هي قطعٌ صغيرةٌ من النجم المذنّب ثاتشر Thatcher، وهو مذنّبٌ طويل المدى يكمل مداره حول الشمس مرّةً كل 415 سنةً. ومع ذلك، تظهر قطع من الحطام في أعقاب المذنّب كلّ عامٍ. (كان أحدَث حضيضٍ شمسي للمذنّب تاتشر، أي أكثر مرة اقترب فيها من الشمس هو عام 1861، ولن يعود حتى عام 2276).
تحدث زخات الشُهُب عندما تعبُر الأرض مسار مذنّب ما، مصطدمةً مع خط متواصل من فتات المذنّب. ذلك هو سبب حدوثها في نفس الوقت تقريباً من كل عام ونشأتها من نقاطٍ محددةٍ في السماء. تترك الشُهُب في أثناء احتراقها في الغلاف الجوي خطوطًاً مضيئةً في السماء يشار إليها عادةً باسم “الشهب.”
قال كوك إنّ شُهُب النسريات تأتي بسرعة، لكن ليس بسرعة شُهُب الأسديات Leonids التي تبلغ ذروتها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر. كما قال “إنَّ شُهُب الأسديات تضربنا بشكل مباشر” مضيفاً “أما شُهُب النسريات فهي أشبه بضرب السور الأمامي الأيسر.”
وأشار كوك إلى أنّ شُهُب النسريات تعتبر من أقدم الزخات المسجلة وفقاً لعمليات رصدٍ تعود إلى عام 687 قبل الميلاد. إنك لست بحاجةٍ إلى أي نوع من المعدات الخاصة لرؤية الشُهُب؛ فقط ارفع نظرك إلى السماء المظلمة وكُن صبوراً ثم استمتع بهذا المشهد.