أطلق صاروخ لونج مارش 5 بي وحدة تيانهي Tianhe، الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية الجديدة، في 28 أبريل 2021. عادت المرحلة الأساسية الضخمة للصاروخ إلى الأرض بشكل خارج عن السيطرة وسقطت في مكان ما فوق شبه الجزيرة العربية في 8 مايو. حقوق الصورة: CASC
لقد سقط الصاروخ الصيني أخيراً.
سقطت المرحلة الأساسية لصاروخ لونج مارش التي تبلغ كتلتها 23 طناً ليلة السبت (8 مايو)، منهيةً 10 أيام مثيرة للجدل لفتت انتباه العالم وبدأت محادثاتٍ أوسع حول الحطام الفضائي.
دخلت المرحلة الرئيسية لصاروخ لونج مارش 5 بي الغلاف الجوي فوق شبه الجزيرة العربية في نحو الساعة 10:15 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم السبت (0215 بتوقيت جرينتش يوم الأحد 9 مايو)، وفقا لقيادة الفضاء الأمريكية.
كتب مسؤولو قيادة الفضاء في تحديث موجز ليلة السبت: “من غير المعروف ما إذا كان الحطام قد سقط على اليابسة أو الماء”.
لكن وفقاً لبعض المحللين، فقد سقط الحطام في الماء. على سبيل المثال، ذكر موقع Space-Track.org على موقع تويتر ليلة السبت أن الصاروخ “سقط في المحيط الهندي شمال جزر المالديف”، وهي سلسلة من الجزر قبالة الساحل الجنوبي الغربي للهند.
أطلق صاروخ لونج مارش 5 بي الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية الجديدة في 28 أبريل. وبدلاً من السقوط بأمان في المحيط بعد قيامها بعملها، وصلت المرحلة الأولى من الصاروخ إلى المدار، لتصبح قطعة خردة فضائية تنتظر السقوط على الأرض نتيجة مقاومة الغلاف الجوي.
هذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ صيني على الأرض. حدث نفس الأمر العام الماضي مع مرحلة رئيسية أخرى لصاروخ لونج مارش 5 بي، إذ سقطت بشكل خارج عن السيطرة فوق المحيط الأطلسي قبالة ساحل غرب إفريقيا. يبدو أن بعض القطع الكبيرة من ذلك الصاروخ قد سقطت مؤخراً في ساحل العاج، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
بالإضافة إلى ذلك، سقط أول نموذج لمحطة الفضاء الصينية، تيانجونج 1 Tiangong 1، البالغ كتلته 8 أطنان والذي صُمم للمساعدة في تمهيد الطريق لبناء محطة الفضاء الجديدة، بشكل خارج عن السيطرة في أبريل 2018، واحترق فوق المحيط الهادئ.
وفقاً لعالم الفلك ومتعقب الأقمار الصناعية جوناثان ماكدويل Jonathan McDowell، الذي يعمل في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، لم تسقط سوى ثلاثة أجسام من صنع الإنسان أثقل من المرحلة الرئيسية لصاروخ لونج مارش 5: محطة سكايلاب الفضائية (83 طناً)، التي تحطمت فوق أستراليا في يوليو 1979؛ والمرحلة العليا لصاروخ ساتورن 5 (50 طناً) الذي أطلق محطة سكايلاب، والذي سقط فوق المحيط الأطلسي غرب ماديرا في يناير 1975؛ ومحطة الفضاء ساليوت 7 التابعة للاتحاد السوفيتي ووحدة كوزموس 1686 المرفقة على متنها (43 طناً) التي سقطت فوق الأرجنتين في فبراير 1991. (يمكن أيضاً إضافة مكوك الفضاء كولومبيا (117 طناً) إلى القائمة، الذي دخل الغلاف الجوي بشكل خارج عن السيطرة في فبراير 2003 ما أسفر عن مقتل جميع رواد الفضاء السبعة الموجودين على متنه.)
انتقد العديد من الأشخاص الصين بسبب حطام صاروخ لونج مارش 5، متهمين برنامج الفضاء الصيني بالتصرف بلا مبالاة، إن لم يكن بتهور. جاء أحد هذه الانتقادات يوم السبت من رئيس ناسا الجديد بيل نيلسون Bill Nelson.
كتب نيلسون في بيان نُشر قبل سقوط الصاروخ: “يجب على الدول التي ترتاد الفضاء تقليل المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص والممتلكات جراء إعادة دخول الأجسام الفضائية ويجب زيادة الشفافية فيما يتعلق بهذه العمليات”.
وأضاف: “من الواضح فشل الصين في الوفاء بالمعايير المسؤولة فيما يتعلق بالحطام الفضائي. من المهم أن تتصرف الصين وجميع الدول والشركات التي ترتاد الفضاء بمسؤولية وشفافية لضمان سلامة أنشطة الفضاء الخارجي واستقرارها وأمنها واستدامتها على المدى الطويل”.