تصوُّر فني لمركبة ناسا الفضائية مارس أوديسي 2001 2001 Mars Odyssey، وهي تدرس الجليد على المريخ. حقوق الصورة: © NASA
قد تطرأ تغيرات على بعض مهمّات الكوكب الأحمر، في حال اعتماد طلب الميزانية الجديد الذي قدّمه الرئيس دونالد ترامب Donald Trump لوكالة ناسا، وقد تتضمن هذه التغيرات تطوير مهمة جديدة وهي ماسح الجليد المريخي مارس آيس مابر Mars Ice Mapper.
قدّم الرئيس دونالد ترامب وإدارته للكونغرس الأمريكي طلب ميزانية للخطة المالية لعام 2021، وقد تضمن هذا الطلب في نسخته الدقيقة بضعة تغييرات رئيسية مُحتملة قد تطرأ على برنامج ناسا للاستكشاف الآلي للمريخ، حيث يقترح تخفيض كبير في التمويل لمهمّتي مارس أوديسي 2001 Mars Odyssey وكوريوستي Curiosity بشكل سيؤدي لانتهائهما حتمًا، كما يقدّم الطلب أيضًا طرحًا لمهمة مدارية جديدة وهي مارس آيس مابر.
وقد ناقشت إدارة ناسا الطلب، والذي بدوره يحدد الميزانية السنوية، ويرسم أولويات الإدارة، خلال اجتماع رقمي مفتوح للوكالة عُقد في 20 آذار/مارس، ولكن وعلى الرغم من ذلك سيبقى الطلب على حاله إلى حين صدور القرار الأخير من الكونغرس الأمريكي لأنه المسؤول عن تحديد مخصصات التمويل.
وبحسب ما قال كريج توبر Craig Tupper مدير قسم إدارة الموارد في ناسا في الاجتماع: “تذكروا أن الطلب الذي قدمه الرئيس هو مجرد اقتراح وليس ميزانية فعلية، ونحن لا نتصرف بحسب المقترحات“.
ومع ذلك، يتضمن الطلب بعض الثغرات التمويلية التي لاحظها علماء ناسا بسهولة، فقد برز العديد منها في ملخص الطلب مثل إلغاء مهمّتين علميتين للأرض وإيقاف تلسكوب WFIRST. أما في حال إقرار جميع المقترحات لميزانية 2021 النهائية، فإن المهمات العلمية لكوكب المريخ ستشهد تغييرات كبيرة خلال السنين القادمة.
وعلى صعيدٍ آخر، قد نشاهد النهاية لمهمتين تقومان بعملٍ جيدٍ، وهما مارس أوديسي 2001 والمركبة المتجولة كوريوستي قبل الأوان المتوقع، تقول لوري غلايز Lori Glaze، رئيسة قسم علوم الكواكب في ناسا: “أعرف أن هذا الأمر صعبٌ جدًا، فقد قدمت هاتان المهمّتان الكثير للعلم ونتمنى أن نراهما مستمرتين بذلك“.
وأكدت غلايز أيضًا على عدم جاهزية أحدٍ لإنهاء عمل هاتين المهمّتين، ولا يزال البحث مستمرًا عن طرق لإبقائهما في العمل.
وأضافت معلقةً على هذه الفكرة أنه إذا ما قررت ناسا إيقاف عمل هذه المركبات فسيتوجب على الوكالة إطلاق مركباتٍ جديدةٍ، وذلك لأن أوديسي تلعب دورًا رئيسًا كقمرٍ صناعيٍّ يقوم ببث الاتصالات ويبعث بالرسائل بين الأرض ومهمات ناسا على سطح الكوكب الأحمر، وعلى أيّ حالٍ فإن مقترح مهمّة المريخ المقدم ضمن طلب الميزانية يقدم حلول محتملة لتلك المشكلة بالإضافة لكونه مشروعًا علميًا جديدًا أيضًا.
وعلى هذا الصعيد فإن هذه المركبة الفضائية المسماة بـ مارس آيس مابر Mars Ice Mapper ستقوم كما يشير اسمها على رسم خرائط الجليد على كوكب المريخ، باستخدام رادار أبدت كندا اهتمامها بتصنيعه وإطلاقه، وأضافت غلايز أن المركبة يمكن أن تقوم بنقل الاتصالات بين الأرض وبعثات الكوكب الأحمر، تمامًا كما تفعل أوديسي الآن.
وبحسب توماس زوربوكن Thomas Zurbuchen، رئيس مديرية المهمات العلمية، فلا تزال الوكالة في مراحل تقييمها الأولى لهذا المشروع، والذي أُطلق عليه “مهمّة تفتقر للمقياس الاستراتيجي” في ذلك الاجتماع.
وقد ختمت غلايز الحديث قائلة: “هناك تمويل لبدء دراسة أفكار محتملة لتطوير مهمة الماسح الجليدي للمريخ، ولا يوجد المزيد لقوله في هذا الخصوص“.