تمثل عقاقير الاغتصاب (Date rape drugs) الأدوية أو الكحوليات المُستخدَمة لتسهيل عمليّة الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي؛ غالبًا ما تُمزَج الأدوية مع مشروبٍ كحولي، ويمكن أن توضَع في المشروب بغير علمِ صاحبِه.

تؤدّي هذه العقاقير إلى تشوُّش إدراكِ الشَّخص عمّا يَجري من حوله؛ عادةً ما تصبح الضَّحيّة غير قادرةٍ على الدِّفاع عن نَفسها ضِد أي اتِّصالٍ جِنسي غير مرغوبٍ به، وغير قادرةٍ على تذكُّر الأحداثِ فيما بعد.

تعرّضت ما يُقارب إحدى عشرة مليون امرأةٍ إلى الاغتصابِ في الولايات المُتحدة الأمريكِية بعد تناوُلِ الكحول، أو المَواد المُخدِّرَة.

ما هي عقاقير الاغتصاب؟
هي الأدوية أو الكُحوليات المُستخدَمة لتَسهيل عَمليّة الاغتِصاب أو الاعتِداء الجِنسِي. تُغيِّب الكُحوليات أو الأدوية من وَعَي الشَّخص، وتُشوِّش من إدراكِه بما يَجري مِن حَولِه؛ عادةً ما يؤدّي ذلك إلى جَعلِ الضحيّة غير قادرةٍ على الدِّفاع عن نفسها ضِد أيِّ اتِّصالٍ جِنسي غير مَرغوب فيه، وغير قادرةٍ على تذكر الأحداث فيما بعد.

يَشيعُ استخدامُ عبارة الاغتصاب أثناء المواعيد الغرامية (Date rape)، ولكن قد لا يكون المُعتدي في علاقةٍ أو في موعدٍ غرامي مع الضَّحيَّة، بل قد يكون المُعتدي شخصًا تعرفه الضحيّة عن قرب، أو عن طريق الأصدقاء، أو شخصًا قابلته للتَّو.

تُسمَّى هذه الأدوية أحيانًا بعقاقير الملاهي الليليّة (club drugs)، لأنها أكثر شيوعًا في نوادي الرقص، والحفلات الغنائية، والحانات. لدى معظم المخدِّرات -وخاصةً مخدرات الملاهي الليلية- أسماء مُستعارة تتغيّر بمرور الوقتِ، وتختلف باختلاف المَنطقة أو البلَد.

كيف تُستخدَم عقاقير الاغتصاب؟
قد يلجأ المُعتدي للمشروبات الكحوليّة أو الأدوية المُخدِّرة لإخضاع الضَّحيَّة وإجبارها على نسيان الاعتداء. قد توضَع تلك الأدوية في مشروبِ الضَّحية بغيرِ عِلمِها، أو قد تُمزَج -دون عِلمِ الضَّحية- مع الكُحول أو المخدّرات لزيادة تأثيرها.

كيف يبدو شكل عقاقير الاغتصاب؟
قد تَبدو بعضُ العقاقير كمشروباتٍ عادية أو كأدويَة شائِعة الاستِخدام.

غالبًا ما تَكون عقاقير الاغتصاب عديمةَ اللون، والرائحة، والطَّعم إذا ما أُضيفت إلى طعامٍ أو مشروبٍ.

عند إضافةِ أحد عقاقير الاغتصاب إلى مشروبٍ، فقد يؤدِّي ذلك إلى تغيُّرِ لونه أو تعتيمِه إن كان رائِقًا، ولكن من الصَّعب مُلاحظة هذه التَّغيُّرات إن كان المشروبُ ذا لونٍ غامقٍ -كالكولا أو البيرة- أو إن كانت الغرفةُ مظلمةً، كما أنَّه من الصَّعب تحديدُ إذا ما قد وُضِعَ عقارٌ ما في المشروب أو لا بمُجرَّد النظر إليه أو تذوّقه.

كيف تؤثِّر عقاقير الاغتصاب والمشروبات الكحوليّة على الجِسم؟
تؤثر بعض العقاقير تأثيرًا قويًّا جدًّا، فقد تؤثِّر بسرعةٍ كبيرةٍ على الضحيَّة دون أن تدري أن هناك خطبًا ما. تتفاوتُ مُدَّة هذا التأثير، إذ يعتمدُ ذلك على كميَّة المُخدِّر في الجسم، وإذا ما كان ممزوجًا مع غيره من المُخدرات أو مع الكحول. يُمكن للكحول أن يزيدَ من تأثير المُخدِّر، وأن يؤدِّي إلى مضاعفاتٍ صحيَّة خطيرة قد تصل للوَفاة.

تؤدِّي عقاقير الاغتصاب أو الاستهلاك المُفرط للكحول إلى الاصابة بـ:
• الدُّوار.
• مشاكل في الكلام أو اللَّعثمة في الحديث.
• صُعوبة في تحريكِ العَضلات والتَّحكم بها.
• الشَّعور بالغثيان والقِيء.
• زيادة أو بُطء ضربات القلب.
• النّعاس.
• تشوُّش الذِّهن والإدراك.
• مشاكِل في التَّنفُّس.
• الإغماء.
قد تُسبب المُخدرات والكحول صعوبةً في التفكير، واتِّخاذ القرارات، وتذكُّر الأحداث.

كيف يُمكن الرَّبط بين المشروبات الكحوليّة وحدوثِ الاعتداء؟
يَستخدم المُعتدي غالبًا الكُحول وحده أو مخلوطًا مع غيره من العقاقير للتَّسهيل من عمليّة الاعتداء، فقد يستخدم الكحول كوسيلةٍ لإصابة الضَّحية بالثَّمالة، وجعلِها مجبرة، وغير قادرة على إدراك ما يحدث، أو على تذكر الاعتداء. قد يستغِل المُعتدي ضحيةً تتناول الكحول بالفِعل ويضغط عليها لتتناول أكثر من المُعتاد، وقد يستخدم -أيضًا- المُخدرات لزيادة تأثير الكحول؛ إذ يزيد تناول المشروبات الكحوليّة والمخدرات في الوقت نفسه من خطرِ التَّعرض للاعتداء الجنسِي.

عادةً ما يُربط بين الكحول والاعتداء الجنسي للأسباب التالية:
• كَون المُعتدي ثملًا؛ فقد كشفت الأبحاثُ أنّ 3 من كل 4 مُعتدين كانوا يشربون الكحول أثناء الاعتداء الجنسي.
• كَون الضحية ثملة، فقد أفضت الأبحاثُ أنّ نصف ضحايا الاعتداء الجنسي كُنَّ يشربن الكحول، ولكن لا يعني ذلك أن الكحول هو السبب في حدوث الاعتداء، أو أن الذَّنب يقع على عاتِق الضحية.

من غير المُمكن مَنح موافقةٍ مستنيرةٍ لحدوثِ اتِّصال جنسي أثناء الثَّمالة أو الإغماء. يُعدّ أيُّ نشاطٍ جنسي بدون الموافقة المستنيرة غيرُ قانونِيّ، بغضِّ النَّظر عن كميَّة الكحول أو المواد المخدِّرة المُستهلَكة، أو عمر الضَّحيَّة.

ماذا أفعل لأكون أكثر أمانًا في المناسبات الاجتماعيَّة؟
يمكن لأي شخصٍ اتّخاذ هذه الخطوات ليكون آمِنًا قَدرَ الإمكان بين الآخرين:
• الحذر من المشروبات المُقدَّمة في وعاء شرابِ البنش (punchbowls)، أو غيرِه من الأوعية التي من السَّهل إضافة مُخدر أو كحول فيها دون إذن.
• عدم قبول مشروباتٍ من الناس؛ عندما يعرِض أحدهم أن يُحضِر لك مشروبًا في إحدى الحفلات أو الحانات، لا تقبلي ذلك. اذهبي بنفسك لإحضاره. راقبي السًّاقي وهو يَصُبّ الشَّراب في الكَأس واحمِليه بِنفسك.
• افتَحي مشروبَك بنفسِك، وابقي مُتيقِّظة له طوال الوقت.
• عدم شرب شيء ذي رائحةٍ غريبَة أو مذاقٍ غريبٍ. مُعظم عقاقير الاغتصاب عَديمة الطَّعم والرائِحة، لكن بعضُها قد يكون ذا طعمٍ مالحٍ أو لاذِع.
• عدم الشرب أكثر من اللازم فقط لإبهار شخص ما أو إرضائه.
• طلب المُساعدة فورًا حال الشعور بالثمالة رغم عَدم تَناوُل الكحول أو عند الشعور أن تأثيرَ الكحول أكثرُ من المُعتاد. جِدي صديقًا ليأخذك لمكانٍ آمن.
• ارعي أصدقاءك واطلبي منهم رعايتك. يُمكنكِ أن تلعَبي دورًا فعّالًا في مساعدة الآخرين على البقاء آمنين. إن وجدتي صديقةً تبدو فاقدةً للسَّيطرة، أو أكثر ثمالةً عمّا يُفترض بها أن تكونَ عليه، أو تتصرَّف بصورةٍ غير طبيعيَّة، أو تبدو في حالة من الثمالة قد تودي بها إلى الخطر، اصطحِبيها إلى مكانٍ آمِن، واطلبي من أصدقائك فعل المِثل لك.
• إن كنتِ تظنين أنك قد خُدِّرتِ أنتِ أو أحد أصدقائك، اتصلي فورًا برقم الطوارئ المحلّي أو توجّهي إلى غرفة الطوارئ في المستشفى الأقرب. رغم صعوبة الأمر، فمن المُهم إخبار الطبيب أو الممرِّضة بما حدَث وبحقيقةِ كونكِ قد تعرَّضت لمادَّة مُخدِّرة، وذلك لإجراءِ الفحوصاتِ اللازمة.

هل يمكنكِ معرفة إن كنت تعرَّضتِ للتخدير والاغتصاب؟
قد تجعلكِ عقاقيرُ الاغتصاب تشعرين بالثَّمالة رغم عَدم تَناوُلك الكحول. قد تشعرين -أيضًا- أن تأثيرَ الكحول أكثرُ من المُعتاد، أو أكثر ممَّا يُفترَضُ به أن يكون عليه طبقًا للكميَّة التي شربتِيها.

تُؤثِّر عقاقير الاغتصاب على الذّاكرة؛ قد يُصعِّب ذلك من مهمَّة تذكُّر التَّعرض للتخدير والاغتصاب، وقد يكون من الصَّعب على الضَّحية تذكُّر حدوث اعتداءٍ إلا بعد مُرور عِدّة ساعات، أو قد لا تتذكَّر مُطلقًا.

قد تكونين تعرضت للتخدير والاغتصاب في حالة إن كنتِ:
• لا تتذكرين لماذا ملابسك غير مُرتَّبة، أو مقطوعة، أو مُلطَّخة ببقعٍ غريبة، أو إن استيقظتِ بلا ملابس رغم أنكِ لا تتذكرين خلعَها بنفسِك.
• تشعرين أنك مارست الجنس، لكن لا تتذكرين حدوثَ ذلك.
• تعانين من كدماتٍ، أو نزيفٍ، أو ألمٍ، أو خدوشٍ، أو جروحٍ مجهولة المّصدَر، وخاصةً بعد الاستيقاظ بعد حفلةٍ، أو موعدٍ غرامي، أو أي مناسبة اجتماعية أخرى.
إن لاحظتِ أيًّا من هذه العلامات، بالإضافة لفقدانِ القدرة على تذكر فترةٍ زمنيّة ما، أو يُمكنكِ تذكُّرِ تناول مشروبٍ ما لكن لا يُمكنك تذكُّر ما حدث بعد ذلك، فمن المُرجَّح أن تكوني قد تعرضت للتَّخدير والاعتداء.

ماذا تفعلين إن كنتِ تعتقدين أنك تعرَّضتِ للتخدير والاغتصاب؟
إن كنتِ تظنين أنك قد خُدِّرتِ واغتُصِبتِ، اتصلي فورًا برقم الطوارئ المحلّي أو اطلبي من صديقٍ موثوق اصطحابكِ إلى غرفة الطوارئ في المستشفى. رغم صعوبة الأمر، فمن المُهم تجنُّب التَّبوُّل، والاغتسال، والاستحمام، وغسل اليدين، وتنظيف الأسنان، وغسيل الشعر، وتغيير المَلابِس، والأكل أو الشُّرب. قد يستطيع الطبيب أو الممرِّضة جَمع الأدلّة على حدوثِ الاعتداءِ من على جسدِك وملابسكِ.

اطلبي من المستشفى أخذَ عيِّنة بولٍ؛ للكشف عن وُجود أحد عقاقير الاغتصاب. يتخلَّص الجسمُ من بعضِ عقاقير الاغتصاب بسرعةٍ كبيرةٍ. قد يُصعِّب التأخير في طلبِ المساعدة من مهمة الكشف عن وجود عقاقير الاغتصاب، ولذلك من الضروري السَّعي للحصول على المُساعدة الطِّبيَّة بأسرع وقتٍ مُمكن.

بعد التَّعرُّض لاعتداءٍ جنسي، قد تنتابُكِ مشاعِر خِزيٍ، أو خوفٍ، أو صدمةٍ، أو ذنبٍ. جميع هذه المشاعر طبيعيَّة، وتتفاوَت المشاعِر التي تختبرها كل ناجية عن الأخرى، وتختلف من وقتٍ لآخر خلال عمليّة التَّعافي. حتى وإن اخترت تناول الكحول أو المُخدّرات، فحدوثُ الاعتداء ليس خطأك. من الضَّروري التَّغلُّب على مشاعر الخوف من ذِكر تعرضك للاعتداء، والسعي لطلب المُساعدة الفوريّة.

 

ملاحظة:

حُذفت أسماء العقاقير من المقال؛ تجنباً لاستغلالها من قبل اصحاب النوايا السيئة.

nasainarabic.net