- فرانسيس ماو
- بي بي سي نيوز
آخر تحديث قبل 12 دقيقة
اكتشف العلماء أن لدى الأفعى بظرا، مما يدحض الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأنه ليس لديها عضو جنسي.
يقدّم البحث المنشور يوم الأربعاء أول وصف تشريحي للأعضاء التناسلية لأنثى الثعبان.
تمت دراسة الأعضاء الذكرية للثعبان لعقود، وقال العلماء إنها متشعبة وبعضها مدمج بالأشواك. لكن الباحثين قالوا إن العضو الجنسي الأنثوي “تم إغفاله بالمقارنة”.
لم يكن الأمر بالضرورة بعيد المنال. بالأحرى، لم يكن العلماء يبحثون عنه حقا.
قالت ميغان فولويل، الباحثة المشاركة في الدراسة “كان هناك مزيج من الأعضاء التناسلية الأنثوية التي تعتبر من المحرمات، والعلماء غير قادرين على العثور عليها، والناس يقبلون التسمية الخاطئة للثعابين على أنها مزدوجة الجنس”.
حدّدت ورقتها، التي شاركت في تأليفها ونشرت في مجلة “بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسيتي بي جورنال” هذا الأسبوع، موقع البظر في ذيل الأفعى.
الثعابين لها بظران فرديان، يفصل بينهما نسيج، والبظر مخبأ على الجانب السفلي من الذيل. وقال باحثون إن العضو مزدوج الجدار يتكون من أعصاب وكولاجين وخلايا دم حمراء متوافقة مع أنسجة الانتصاب.
وقالت فولويل إنها لم تكن مقتنعة بأنه ليس للأفعى عضو أنثوي، الأمر الذي دفعها للبحث عنها.
وأوضحت “أعلم أن (البظر) موجود في كثير من الحيوانات وليس من المنطقي ألا يوجد في كل الأفاعي”.
وقالت “كان علىّ فقط أن ألقي نظرة، لأرى ما إذا كان نسيج البظر موجودا أم مفقودا”.
بدأت العمل على أفعى الموت ووجدت البظر، هيكل على شكل قلب، بالقرب من غدد رائحة الثعبان التي تستخدم في جذب شركاء التزاوج.
“كان هناك هذا النسيج المزدوج الذي كان بارزا جدا في الأنثى، والذي كان مختلفا تماما عن الأنسجة المحيطة، ولم يكن هناك أي أثر لأنسجة (العضو الذكري) التي رأيتها من قبل”.
ثم فحص فريق البحث هذه الأنسجة في مجموعة متنوعة من الثعابين، عبر تشريح تسعة أنواع من بينها ثعبان السجاد، والأفعى النفاثة، وأفعى الكانتيل. وتباينت الهياكل في الحجم ولكنها كانت بارزة.
إعادة النظر في الجنس لدى الثعبان
يسمح الاكتشاف الآن بنظريات جديدة حول الجنس لدى الثعابين، والتي يمكن أن تنطوي على تحفيز الإناث والمتعة.
حتى الآن، يعتقد العلماء أن ممارسة الثعابين الجنس “تتعلق في الغالب بالإكراه ويمارس الثعبان الذكر الإجبار على التزاوج”، كما تقول فولويل.
وقالت “لكن الآن مع اكتشاف البظر، يمكننا أن نبدأ في البحث أكثر نحو الإغواء والتحفيز”.
كما يلقي البحث ضوءا جديدا على مداعبة الثعبان المفترضة. وغالبا ما يلتف الذكور حول ذيل شريكها، حيث يوجد البظر، وتضغط.
“هناك الكثير من السلوكيات التي من المحتمل أن تشير إلى أنهم يريدون تحفيز الأنثى”.
قالت فولويل إنه كان هناك استقبال إيجابي لهذا الاكتشاف في عالم علوم الثعابين. وأضافت “صدمت بعض الشيء لأنه (العضو التناسلي الأنثوي) قد خفي لفترة طويلة، لكنها كانت مفاجأة أيضا لأنه من المنطقي وجوده”.
وأشارت إلى أنه في بعض أنواع الثعابين، يكون البظر هشا وصغيرا بشكل خاص، أقل من ملليمتر.
كان هناك أيضا اعتقاد سائد بأن إناث الثعابين لديها نسخة أصغر من عضو الذكر، كما هو الحال في سحالي الورل كبيرة الحجم. وبناء عليه أخطأ العلماء، في بعض الدراسات التي أجريت على الثعابين ثنائية الجنس، في تسمية الأعضاء التناسلية للثعابين.
وقالت البروفيسورة المساعدة كيت ساندرز بجامعة أديلايد، إحدى الباحثات في المشروع، إن الاكتشاف لم يكن ليحدث لولا “المنظور الجديد” لفولويل.
“يوضح هذا الاكتشاف كيف يحتاج العلم إلى مفكرين متنوعين لديهم أفكار متنوعة للتقدم في البحث”.