أظهرت بيانات القمر الصناعي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA والتي عولجَت في جامعة ويسكونسن عموداً غباريّاً لم يسبق له مثيل بلونه الأصفر المائل إلى الإحمرار وهو يقترب من الولايات المتحدة بتاريخ 26 حزيران/يونيو.
(حقوق الصورة: UW-CIMSS/NOAA-HRD)
غطّى عمودٌ هائلٌ من غبار الصحراء العربية Sahara Desert المحيط الأطلسي، ووصل حتى القسم الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة.
على حدِّ تعبير مارشال شيبيرد Marshall Shepherd، مدير برنامج علوم الغلاف الجوي بجامعة جورجيا، فإنَّ هذه الأحداث قد وقعت مُسبقًا. كتب شيبرد لمجلة الأعمال الأمريكيّة Forbes أنَّ مئات الملايين من أطنان الغبار من صحراء شمال إفريقيا العملاقة تتجمع على شكل أعمدةٍ وتتحرك غربًا كلّ عامٍ، وقد ساعدت هذه الأعمدة لفترةٍ طويلةٍ في بناء رمال شواطئ الكاريبي وتخصيب التربة في الأمازون، وكما هو معروفٌ روتينيًّا فإنَّ الغبار يسبب مشاكلَ في التنفس للأشخاص في تلك المناطق المتأثرة.
تتوقع وكالة خدمات الطقس الوطنية NWS أن يغطي عمود الغبار هذا جنوب شرق الولايات المتحدة وبورتوريكو خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو الأكبر منذ 50 عامًا على الأقل.
كتب ميتشل لوري Michael Lowry بتغريدةٍ له على تويتر، وهو عالم في الغلاف الجوي في الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ FEMA: “إنّ تفشي الغبار مؤخرًا كان الأشدُّ وفقًا لسجلات أداة القمر الصناعيّ التي تُسمّى مقياس الطيف التصويري المتوسط الدقة MODIS، والذي يُعدّ السجل العالمي للغبار والأكثر تفصيلًا واستمرارًا منذ عام 2002″.
يُعتبر MODIS اختصارًا لمقياس الطيف التصويري المتوسط الدقة؛ وهو أداةٌ للقمر الصناعي التابع لوكالة الإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، والتي تلتقط صورًا يوميةً للأرض لتتبع الأحداث الجويّة.
بحسب ما أفادت وكالة الأنباء رويترز Reuters؛ يبلغ طول عمود الغبار 3,500 ميلٍ أي ما يُعادل 5,600 كيلومتر، وكما صرّحت وكالة خدمات الطقس الوطنيّة NWS فإنَّه سيؤثر على مناطقَ بعيدةٍ مثل بورتوريكو وتكساس ونورث كارولينا خلال عطلة نهاية الأسبوع. أبلغت قناة الأحوال الجويّة Weather أنَّ بعض الغبار قد يصل إلى الغرب الأوسط وأقصى شمال خليج تشيسابيك قبل أن يتراجع إلى المحيط الأطلسي.
صرّحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA إنَّ عمود الغبار يمتد بشكلٍّ عموديٍّ من 5,000 إلى 20,000 قدمٍ أي من 1,500 إلى 6,000 مترًا في الغلاف الجويّ، وهو ما يعادل ارتفاع جبل دينالي الذي يبلغ 20,310 قدماً أو 6,190 متراً في ألاسكا، والذي يصنّف كأعلى جبل في أمريكا الشماليّة.
وفقًا لما صرحت به وكالة الخدمات الطقسية الوطنية NWS فإنَّ أحد آثار هذه الغبار هو أنها ستمنع تشكّل العواصف المطريّة، كما أفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA أنَّ الهواء الجاف والكثيف الناتج عن هذا العمود الغباريّ سيوقف أو يُبطئ تشكّل الأعاصير المداريّة والعواصف الموسمية وربما يحفز الغبار ذاته نمو الأشنيّات السامة.
بحسب ما أفادت قناة الأحوال الجوية فإن الضبابة البنيّة اللون أسفرت عن مشهدًا خلابًا لغروب الشمس، ولكنَّ التأثير المباشر هو تقليله لجودة الهواء والذي بدوره سيسبب أذىً للجميع وبالأخص لأولئك الذين يعانون من أمراضٍ تنفسيّةٍ مزمنةٍ كالربو.