صورة فنية لمدفع كارتيك R-23M الذي اختبره الإتحاد السوفييتي على متن محطة ساليوت 3 عام 1975. حقوق الصورة: ANATOLY ZAK
في عام 1975، قام الاتحاد السوفياتي بشيء لم يفعله أحد في الفضاء من قبل. إذ استعملوا سلاحاً على متن محطة فضائية، وهي المرة الوحيدة التي حدث فيها أمرٌ مماثل. تم الكشف عن هذه الأمر بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات.
لم يكن السلاح الذي أطلقه السوفييت في الفضاء مسدساً، بل كان في الواقع مدفعاً يستند على تصميم مدفع استُخدم على متن قاذفة سوفيتية. تم تطوير مدفع كارتيك R-23M في منتصف الستينيات، وكان من المقرر استخدامه في مشروعٍ سوفيتيٍ سري يُسمى ألماز Almaz. كان الهدف من مشروع ألماز هو بناء محطاتٍ فضائية في المدار لاستخدامها لأغراض عسكرية ولاستخدام المدفع كإجراءٍ مضاد لأي تهديد أمريكي في الفضاء.
تم التستر على محطات الفضاء السرية من خلال تضمينها في برنامج محطات الفضاء السوفييتية المعروف المُسمى ساليوت Salyut. من أصل سبع محطات ساليوت فضائية تم إطلاقها بين عامي 1971 و1982، كانت ثلاث منها تابعة لمشروع ألماز السري. لم يُعلن عن مشروع ألماز إلا بعد انتهاء الحرب الباردة.
قام الاتحاد السوفياتي بتثبيت مدفع R-23M على محطة ساليوت 3، التي تم إطلاقها في 25 يونيو/حزيران 1974. غادر الطاقم محطة ساليوت 3 بعد ذلك بشهر تقريباً، وخطط السوفييت لاختبار المدفع في 24 يناير/كانون الثاني 1975، قبل ساعاتٍ قليلة من تخفيض مدار المحطة وتدميرها في الغلاف الجوي. اختار المسؤولون الروس هذه الموعد لأنهم لم يكونوا متأكدين من تأثير إطلاق القذيفة على محطة الفضاء.
لكن إطلاق المدفع لم يكن بهذه السهولة. لتوجيه المدفع، كان لابد من تحريك المحطة الفضاء ذات الـ 20 طناً نحو الهدف المقصود، وهو أمرٌ لم يكن سهلاً. كان من الممكن أن يُسهل وجود رواد الفضاء عملية إطلاق السلاح، لكن لم يكن أحدٌ موجوداً. أطلق السوفييت المدفع ثلاث مرات، 20 طلقة بالمجمل، وتم تشغيل الدافعات الصاروخية على المحطة لمعادلة ارتداد المدفع.
لا تزال نتائج الاختبار سريةً حتى يومنا هذا. كان شكل المدفع أيضاً لغزاً حتى عام 2015 عندما عرض برنامج تلفزيوني روسي يسمى Voennaya Priemka المدفع المعروض في متحف المكتب الذي صممه.