قبل 47 دقيقة
قامت شركة تويتر بتعليق منح “العلامة الزرقاء” مقابل اشتراك شهري يبلغ نحو 8 دولارات، وسط حالة من الفوضى شهدتها المنصة إثر ظهور العديد من الحسابات المزيفة.
وحصلت حسابات عدة تنتحل صفة علامات تجارية كبرى على “العلامة الزرقاء”، التي كانت في السابق وسيلة للتثبت من أن هوية المستخدم حقيقية.
وفي واحدة من الحالات، زعم مستخدم أنه شركة الأدوية “Eli Lilly”، وقال إن “الإنسولين مجاني”، وهو ما تسبب في حالة فوضى وتراجع أسهم الشركة.
ولم تعلّق تويتر حول ما جرى.
وأضافت الحادثة المزيد من المخاوف حول طريقة تعامل إدارة إيلون ماسك الجديدة مع المعلومات المضللة عبر المنصة.
وقال محلل العلاقات العامة ماكس بيرنز، إنه شاهد حسابات مزيفة قامت بشراء العلامة الزرقاء، وتدعي أنها حسابات دعم لشركات طيران حقيقية.
وقال بيرنز “كم من الوقت يحتاج إليه منتحلو الحسابات للحصول على معلومات عن تذاكر سفر الركاب الحقيقيين ثمّ يقومون بإلغاء رحلاتهم أو الحصول على معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بهم، ويشرعون في استخدامها؟”.
وأتم ماسك صفقة شراء تويتر بقيمة 44 مليار دولار الشهر الماضي، وسرعان ما بدأ في إحداث تغييرات على الشركة.
وفصل ماسك 3700 موظف بحسب التقديرات، أي ما يمثل نحو نصف الموظفين. ودفع الشركة إلى التركيز على إيجاد طرق خارج إطار الإعلانات لكسب المال.
وحذّر في أول رسالة إلكترونية وجهها إلى الموظفين قائلا: “الطريق أمامنا شاق ويتطلب عملاً مكثفا لتحقيق النجاح”.
وقال: “دون عائدات اشتراك كبيرة، هناك احتمال كبير ألا تنجو تويتر من التدهور الاقتصادي المقبل”.
وتفاقمت مشاكل تويتر مع دخول سوق الإعلانات الرقمية في حالة ركود، وتوقف العلامات التجارية الكبرى وشركات التسويق عن الإنفاق على المنصة، وسط مخاوف بشأن مسارها.
وتلزم خدمة اشتراك “Twitter Blue” المستخدمين بدفع مبلغ 7.99 دولارات في الشهر مقابل الحصول على العلامة الزرقاء التي كانت في السابق مجانية.
وسرعان ما أثارت الخطوة المخاوف من ظهور حسابات مزيفة، وهو السبب الذي جعل تويتر يلجأ إلى هذه العلامات أولا.
وقد علقت عدة حسابات مزيفة تدعي أنها تابعة لعلامات تجارية، من بينها نينتندو وشركة “بي بي (BP)”.
وكتب لو باسكاليس، رئيس مجموعة “أم أم آي غلوبال” على تويتر قائلا إن إيلون ماسك بحاجة إلى تعيين رئيس تنفيذي جديد ، وأن يلتزم بالابتعاد عن عمليات الشركة.
وقال:”من الواضح أن قيادة تويتر ليس من ضمن مواهبك المتعددة”.
وتسببت تصرفات ماسك في مغادرة مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين البارزين، الذين نجوا من اقتطاع عدد الموظفين، من بينهم الأشخاص المسؤولين عن حماية بيانات المستخدمين.
وكانت رئيسة دائرة الأمان في المنصة، ليا كيسنر، قد غردّت قائلة: “اتخذت القرار الصعب بمغادرة تويتر”.
وأعلنت المفوضية الفيدرالية للتجارة في الولايات المتحدة يوم الخميس أنها تراقب “بقلق شديد” ما يجري في تويتر.
وقدّم يويل روث، رئيس قسم الثقة والأمان في المنصة، استقالته بعد يوم واحد فقط على دفاعه بقوة أمام المعلنين عن سياسة تعديل المحتوى التي يتبعها ماسك.
وفي وقت متأخر من يوم الخميس، تم تعديل تعريف روث على تويتر، ليصبح “الرئيس السابق للثقة والأمان في تويتر”.
وكان روث واجهة تويتر في الدفاع عن سياسة تعديل المحتوى بعد أن تولى ماسك منصبه.
وأشاد ماسك به لدفاعه عن جهود تويتر المستمرة في مكافحة المعلومات المضللة الضارة وخطاب الكراهية.
تحليل: زوي كلاينمان – محررة شؤون التكنولوجيا في بي بي سي
يشبه البعض شركة تويتر في وضعها الحالي بطائرة في منتصف رحلتها من دون طيارين.
ويمثّل الرحيل المفاجئ لرئيس الثقة والأمان، وكبير مسؤولي أمن المعلومات وكبار مسؤولي الخصوصية والامتثال، تطورا دراماتيكيا.
وليس واضحا بعد متى سيتم استبدالهم، في الوقت الذي لا تزال فيه الشركة غير مستقرة، وقد خفض عدد الوظائف بشكل كبير.
من منظور أمني، ستكون تويتر مثل جميع المنصات الكبيرة، هدفا دائما للمتسللين والمستخدمين السيئين في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة لخصوصية المستخدمين، لست بحاجة لمن يخبرك بمدى أهمية ذلك. وبالفعل، كما رأينا، المنظمون الأمريكيون يراقبون عن كثب ما يحدث.
ومن ناحية أخرى، يقول إيلون ماسك إن المشاركة وأعداد المستخدمين أكبر من أي وقت مضى.
كما قال إيلون ماسك أيضا إن الإفلاس ليس مستبعدا.
وعلى الرغم من أننا قد نشعر وكأننا نشاهد تويتر تسارع نحو حافة منحدر. وأعتقد أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان سيتمكن من دوس المكابح في الوقت المناسب.
في الأيام الأولى لفيسبوك، كان شعار مارك زوكربيرغ “تحرك بسرعة وحطم الأشياء” – يبدو أن إيلون ماسك وصل إلى مستوى آخر.