- مونيكا ميلر
- بي بي سي نيوز ــ سنغافورة
قبل 21 دقيقة
اعتذرت شركة فوكسكون، الموردة لأجهزة آبل في الصين وتايوان عن “خطأ تقني” في أنظمة الدفع، بعد يوم من احتجاجات غاضبة عصفت بمصنع آيفون في الصين.
وأظهرت مقاطع فيديو مئات العمال يسيرون في أكبر مصانع آيفون في العالم في مدينة تشنغتشو، مع شكاوى بشأن قيود كوفيد وتأخير في دفع الأجور.
وأشار أولئك الذين بثوا الاحتجاجات في أثناء حدوثها إلى أن العمال تعرضوا للضرب من الشرطة.
وقال أحد العاملين في فوكسكون لبي بي سي، إن الوضع قد تم حله منذ ذلك الحين.
وخلال الشهر الماضي، أدت حالات كوفيد المتزايدة إلى إغلاق المصنع، مما دفع بعض العمال للهروب والعودة إلى منازلهم. ثم قامت الشركة بتوظيف عمال جدد مع وعد بمكافآت سخية.
لكن أحد العمال قال إن هذه العقود تم تغييرها، بحيث “لا يمكنهم الحصول على الدعم الموعود”، مضيفاً أنهم وُضعوا في الحجر الصحي من دون طعام.
وأصدرت شركة فوكسكون، يوم الخميس، بيانا قالت فيه إنه “حدث خطأ فني أثناء عملية الإعداد”، مضيفة أن رواتب الموظفين الجدد “هي نفسها التي تم الاتفاق عليها [في] ملصقات التوظيف الرسمية”.
وقالت الشركة إنها على اتصال دائم بالموظفين المتضررين بشأن الرواتب والمكافآت وإنها تبذل قصارى جهدها “للتعامل مع مخاوف الموظفين ومطالبهم المعقولة”.
كما قال عامل لبي بي سي يوم الخميس، إنه تلقى منذ ذلك الحين 8000 يوان (1120 دولاراً)، ومن المقرر أن يتلقى 2000 يوان أخرى. وأضاف أنه لم يعد هناك متظاهرون وأنه سيعود هو وزملاؤه إلى مصنع فوكسكون.
ويعمل في مصنع تشنغتشو أكثر من 200 ألف شخص، ويصنعون أجهزة آبل، بما في ذلك آيفون 14 برو وبرو ماكس.
وأمرت سلطات المدينة بشكل منفصل يوم الخميس بإغلاقها، قائلة إن الناس لن يتمكنوا من مغادرة المنطقة، ما لم يكن لديهم اختبار كوفيد سلبي. وأثر ذلك على أكثر من ستة ملايين شخص في المدينة.
وجاء ذلك، في الوقت الذي سجلت فيه الصين أعلى عدد من حالات الإصابة اليومية بكوفيد منذ بدء الوباء، حيث شهدت البلاد موجة انتشار جديدة، مع تأثر العديد من المدن الكبرى مثل بكين، العاصمة، وقوانغتشو.
ودعا صندوق النقد الدولي الصين إلى إعادة ضبط استراتيجيتها الخاصة بـ”صفر كوفيد” مع انخفاض مستوى نموها الاقتصادي.
وشهد ثاني أكبر اقتصاد في العالم انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.6٪ خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو/حزيران مقارنة بالربع السابق من العام.
وقال صندوق النقد الدولي: “على الرغم من أن استراتيجية صفر كوفيد أصبحت أكثر ذكاءً بمرور الوقت، إلا أن الجمع بين متغيرات كوفيد الأكثر عدوى والفجوات المستمرة في التلقيحات، أدى إلى الحاجة إلى المزيد من عمليات الإغلاق المتكررة، مما أثر على الاستهلاك والاستثمار الخاص، بما في ذلك الإسكان” .
كما طالب الصندوق بكين بتطعيم المزيد من الناس وتقديم المزيد من المساعدات لقطاع العقارات المتضرر من الأزمة.
ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن توجيهات صندوق النقد الدولي لن تقنع الصين بتغيير سياساتها.
وقال سايمون بابتيست، كبير الاقتصاديين العالميين في وحدة التحليل في مجلة الإيكونوميست، لبي بي سي: “بالنظر إلى أنه من غير المرجح أن تذهب الصين إلى صندوق النقد الدولي للحصول على المساعدة، فلا يهم حقاً ما إذا كانوا ينتبهون إلى هذا البيان أم لا”.