يشارك أكثر من 6500 متطوع في تجربة رائدة تجرى في بريطانيا لمعرفة ما إذا كانت بلازما دم الناجين من فيروس كوفيد -19 قادرة على علاج مرضى المستشفيات المصابين بالفيروس.
ويأمل الخبراء أن يؤدي نقل بلازما الدم من أشخاص متعافين إلى المرضى المصابين إلى تقوية أنظمتهم المناعية الضعيفة.
وتحتوي البلازما، وهي الجزء السائل من الدم، على أجسام مضادة لفيروسات كورونا. والأجسام المضادة، هي بروتينات يصنعها الجهاز المناعي يمكنها استهداف الفيروس وتحييده.
وتستغرق عملية بناء الأجسام المضادة في البلازما حوالي شهر من تاريخ الإصابة بالفيروس.
وكانت خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا قد بدأت بجمع عينات من دم أشخاص تعافوا من إصابتهم بالفيروس . وفي إنجلترا تقدم حتى الآن 148 شخصا، وتبرعوا بعينات من البلازما.
ويعكف الباحثون على جمع بيانات من خدمة الصحة الوطنية عن الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالفيروس، ونجوا منه لسؤالهم عمّا إذا كانوا يرغبون بالمشاركة في التجارب. وتستغرق عملية التبرع 45 دقيقة، ويتم خلالها تصفية الدم في جهاز خاص لاستخلاص البلازما، ويطلق على هذه العملية تقنيا “فصل البلازما”.
ويقول الدكتور مانو شانكار- هاري، الذي يقود مع آخرين التجارب التي تشارك فيها عدة مستشفيات في المملكة المتحدة، إن أجهزة الناس المناعية ليس لديها حالياً حماية ضد هذا الفيروس لأنه جديد، ويضيف أن ما يسعى إليه المشاركون هو منح أجهزة المناعة عند البشر حماية فورية ضد الفيروس من خلال استخدام الأجسام المضادة التي تطورت في أجسام االمتعافين من المرض.
- إلى أي مدى اقتربنا من إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا؟
- ما صحة تصريحات ترامب حول اختبارات فيروس كورونا في بلاده؟
وفي إحدى جلسات التبرع بالدم التي جرت في مدينة بيرمنغهام هذا الأسبوع، أظهر المشاركون حماسا في الإسهام بمساعدة المصابين بالفيروس الذين يتلقون الرعاية الطبية في المستشفيات.
وقالت إحدى المشاركات إنها قررت التبرع بالدم رغم خوفها من الحقن الطبية، وذلك بعد أن أصيبت كل عائلتها بالمرض، واضطر زوجها إلى تمضية خمسة أيام في المستشفى بسبب تفاقم أعراض إصابته.
وأضافت أنها لم تفكر في السابق بالتبرع بالدم، لكنها قررت المشاركة بعد أن قرأت شيئاً عن أهمية هذه التجارب على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة وأن لديها تجربة شخصية الآن مع الوباء.
وتستعد خدمة الصحة الوطنية البريطانية إلى جمع وتسليم كميات كبيرة من البلازما للمستشفيات، في حال ثبت أن البلازما المتبرع بها تحتوي على أجسام مضادة تساعد المرضى المصابين بالفيروس.
وتأمل الخدمة الصحية البريطانية في جمع أكثر من عشرة آلاف وحدة دم أسبوعيا مع حلول شهر يونيو / حزيران المقبل.
وهناك تجارب مشابهة تجرى في العديد من المستشفيات حول العالم، ومنها مستشفى جامعة كارديف في مقاطعة ويلز البريطانية، والذي يأمل أن يكون تقديم العلاج جزءا من هذه التجربة.
وفي الولايات المتحدة شارك أكثر من 2000 مستشفى في تجارب مماثلة ووفر العلاج لحوالي 4400 مريض.