يمكن أن يكون اختبار وجود فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي “سهل الإنجاز”، الأمر الذي من شأنه أن يرصد طفرات العدوى قبل 10 أيام من الاختبارات الطبية.
ويعمل العلماء بقيادة مركز الإيكولوجيا والهيدرولوجيا في المملكة المتحدة، على اختبار موحد “لحساب” جحم وجود فيروس كورونا في عينة مياه الصرف الصحي.
ويقول الباحث الدكتور أندرو سنغر، إنه “كلما وجدت (إشارة) مبكراً، كلما تعززت إمكانية التدخل المبكر”، مضيفا أنه هذا “يعني أن الحياة ستصبح أكثر قابلية للعيش في الأزمة الحالية”.
رسم خريطة العدوى من خلال الصرف الصحي
وقد تعاونت شبكة من العلماء من عدة جامعات، بما في ذلك نيوكاسل وبانغور وإدنبره، مع شركات المياه المحلية لجمع عينات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة من محطات المعالجة. وهذه هي المرحلة الأولى من مشروع رسم خريطة التفشي من خلال قنوات الصرف الصحي.
وفي وقت مبكر من انتشار كوفيد – 19، كشفت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالفيروس “يُخرجون” المواد الفيروسية في برازهم.
وأثارت هذه الأبحاث الاهتمام بـ “وبائيات الصرف الصحي”.
وقال سنغر “من خلال أخذ عينات من مياه الصرف الصحي في أجزاء مختلفة من شبكة الصرف الصحي، يمكننا تضييق انتشار المرض تدريجياً إلى مناطق جغرافية أصغر، ما يمكّن مسؤولي الصحة العامة من التدخل بسرعة في تلك المناطق الأكثر عرضة لخطر انتشار العدوى”.
وأضاف “تمتلك شبكتنا بالفعل ستة مختبرات قادرة على القيام بهذا العمل، لذلك يمكن أن ينشأ نظام مراقبة وطني غداً”.
وفي حين يقول الباحثون إن لديهم اختباراً موثوقاً يمكن أن يظهر وجود فيروس كورونا من عدمه، فإنهم يعملون الآن على طريقة لقياس مستويات العدوى بشكل منتظم وموثوق عبر شبكة معالجة المياه.
وأوضح البروفيسور ديفيد غراهام، من جامعة نيوكاسل، الذي يشارك في تطوير هذا الاختبار:”من السهل أن نقول ما إذا كان الفيروس موجودا أم لا بوجود البصمات الوراثية”.
وأضاف: “لكن بالنسبة لعلم الأوبئة، الذي له تأثيره على الحياة، علينا أن نكون أكثر دقة”.
وطور البروفيسور غراهام وزملاؤه الآن طريقة لقياس كمية المادة الوراثية من فيروس كورونا.
وأوضح “يمكننا أن نحسب كمية الفيروس في العينة”، وأضاف “ولأن كل عينة تأتي من محطة معالجة مياه تخدم مجتمعاً محدداً، يمكننا أيضاً أن نخبرك بالعدد التقريبي للبشر الذين أتت منهم”.
وأشار إلى أن الأمر يستغرق حالياً ما بين 7 إلى 10 أيام لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بالمرض.
لكنه قال “يمكننا جمع عينة من مياه الصرف الصحي وإعطاؤك رقماً دقيقاً لكل شخص خلال اليوم التالي، وهذا من أجل المجتمع”، مضيفا “يمكننا أن نخبرك بما إذا كان شخص ما في المجتمع مصاباً أم لا خلال فترة تقل بأسبوع على الأقل”، عنه في حالة الاختبار العادي.
ويريد الباحثون ضبط هذا الاختبار وإعادة إنتاجه قبل أن يتم طرحه كجزء من نظام إنذار خاص بكوفيد – 19.
وفي حين أن العديد من البلدان، بما فيها إسبانيا، بدأ في مراقبة مياه الصرف الصحي الخاصة به، هناك بعض المشاكل المبكرة. فإحدى النتائج أشارت إلى أن فيروس كورونا الذي كان موجوداً في برشلونة في مارس/آذار 2019 ربما نتيجة للتلوث المختبري.
وهناك مشاكل يجب حلها من أجل زيادة دقة وقيمة نظام المراقبة القائم على الصرف الصحي: ميل الفيروس إلى التفتت عندما يكون في الماء، والتأثير على نتائج الملوثات الأخرى وحجم العينات اللازمة لتكوين صورة مفيدة عن تفشي المرض في المملكة المتحدة.
وقال الدكتور سنغر “يبدو من الواضح أننا يجب أن نفعل ذلك .. لكنه أسلوب لم يُدرس قط للتعامل مع وباء نشط.”