قبل 33 دقيقة
حذر باحثون في بريطانيا من “انخفاض سريع” في مستويات الأجسام المضادة لدى المتعافين من كوفيد-19.
وتلعب الأجسام المضادة دورا أساسيا في أجهزة المناعة لدينا، وتمنع الفيروسات من الدخول إلى خلايا الجسم.
ووجد باحثون تابعون جامعة “إمبريال كوليدج لندن” أنّ عدد الأشخاص، الذين ثبت وجود أجسام مضادة لديهم، انخفض بنسبة 26 في المئة بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر.
وقال فريق الباحثين إن المناعة تتلاشى، بحسب ما يبدو، وهو ما يعني احتمال الإصابة بالفيروس عدة مرات.
وأجرى أكثر من 350 ألف شخص في إنجلترا اختبار الأجسام المضادة في إطار الدراسة.
وفي المرحلة الأولى، تبين أن 60 شخصا من كل ألف لديهم أجسام مضادة. ولكن في آخر مرحلة من الاختبارات، ظهرت الأجسام المضادة لدى 44 شخصا فقط من بين كل ألف.
ويعني ذلك أن عدد من لديهم أجسام مضادة انخفض بنسبة أكثر من 25 في المئة في الفترة ما بين الصيف والخريف.
وقال أحد الباحثين، البروفسور هيلين وارد: “المناعة تتلاشى بسرعة كبيرة. مضت ثلاثة أشهر فقط على جولة الاختبارات الأولى، والآن نرى انخفاضاً في الأجسام المضادة بنسبة 26 في المئة”.
ويظهر انخفاض مستوى الأجسام المضادة بنسبة كبيرة لدى من تخطى عمره 65 سنة، مقارنة مع مجموعات الشباب التي خضعت للاختبار. ويظهر انخفاضها أيضاً لدى أولئك التي لا تظهر عليهم أعراض بنسبة أكبر من الذين يعانون من أعراض شديدة.
وأشار الباحثون أن عدد الأجسام المضادة كان مرتفعا لدى العاملين في القطاع الصحي بسبب تعرضهم بشكل دائم للفيروس.
وعادة ما تلتصق الأجسام المضادة بسطح فيروس كورونا وتمنعه من الوصول إلى خلايا أجسادنا وتحفز نشاط جهاز المناعة.
وقالت الأستاذة ويندي باركلي إنه “يبدو أن المناعة تتلاشى بذات مستوى انخفاض عدد الأجسام المضادة، وهذا دليل على انحدار المناعة”.
وهناك حالات نادرة لأشخاص أصيبوا مرتين بفيروس كوفيد-19. ورغم ذلك يحذر الباحثون من أن هذا قد يكون سببه المناعة التي بدأت بالتلاشي.
وهناك أمل بأن تكون الموجة الثانية من تفشي الفيروس أقل فتكا من الأولى، حتى لو كان مستوى المناعة ينخفض، لأنه يجدر بالجسم أن يملك “ذاكرة مناعية” من جراء الإصابة الأولى وأن يدرك كيف يواجه المرض.
وقال الباحثون إن النتائج التي حصلوا عليها لا تؤثر على الآمال بشأن فوائد الحصول على لقاح، الذي قد يكون أكثر فعالية من العدوى الحقيقية. وأكد أحدهم أن الحاجة إلى لقاح لا تزال كبيرة جداً، والبيانات لا تغيّر هذا الواقع.