قبل 22 دقيقة
عدل قادة الاتحاد الأوروبي عن اتخاذ قرار بحظر تصدير لقاح أسترازينيكا، إثر خلاف مطوّل مع الشركة البريطانية- السويدية المصنّعة له.
وفي قمة افتراضية عُقدت أمس الخميس، دعم قادة الاتحاد مقتَرحاً بتشديد القيود على تصدير اللقاح.
لكن بياناً أعقب القمة، أكدّ على أهمية توفير الدعم العالمي اللازم لإنتاج لقاحات.
وتُصنّع العناصر المكونة للقاح أسترازينيكا في عدد من دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، إن شركة أسترازينيكا يجب أن “تفي بالمتأخرات” من دُفعات اللقاح للاتحاد الأوروبي، قبل تصديره لوجهات أخرى.
وصرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين بأن ذلك يمثل “نهاية عهد السذاجة” من جانب الاتحاد الأوروبي.
وعانت عملية توزيع اللقاح في الاتحاد الأوروبي شيئاً من البُطء، وألقى الاتحاد باللوم في ذلك على شركات الأدوية -لا سيما أسترازينيكا- متهماً إياها بعدم الوفاء بالتزامات التعاقد، وهو ما تنفيه الشركة.
ويتوقع الاتحاد الأوروبي الحصول على 30 مليون جرعة من اللقاح نهاية شهر مارس/ آذار الحالي، وذلك هو ثلث الكمية التي كان يأمل بها.
وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحافي أعقب اجتماع قادة الاتحاد: “على الشركة الوفاء بالتزامات التعاقد مع دول الاتحاد الأوروبي قبل إبرام تعاقدات لتصدير اللقاح لوجهات أخرى”.
وأضافت: “نريد أن نوضّح لمواطنينا الأوروبيين أن بإمكانهم الحصول على حصتهم العادلة.”
وواجه الاتحاد الأوروبي اتهاماً، تزعّمته المملكة المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، بما يمكن وصفه بمحاولة “إضفاء صبغة قومية” على اللقاحات، وذلك بعد فرض الاتحاد قيوداً على تصدير اللقاحات المصنّعة داخل دوله الأعضاء.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قرار الاتحاد الأوروبي بـ “قِصر النظر”، مشبّهاً خطوة فرض قيود تصدير اللقاح بالـ “الحصار”.
ورأى جونسون أن خطوة كتلك كفيلة بعرقلة جهود التلقيح في الملكة المتحدة التي سجلت تفوقاً على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على هذا الصعيد.
ونوّه جونسون كذلك إلى أن خطوة تقييد صادرات اللقاح لن تقتصر على أسترازينيكا، وإنما ستشمل لقاح بيونتك/ فايزر في بلجيكا.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة إن الاتحاد الأوروبي “لا ينبغي أن يدفع ثمن” سياسة التطعيم البريطانية.
وقالت فون دير لاين الخميس إن الاتحاد الأوروبي “هو المنطقة التي تصدّر معظم اللقاحات إلى العالم. ونحن ندعو الآخرين لمواكبتنا في الانفتاح”.
وجاءت تعليقات فون دير لاين بعد يوم من إصدار الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا مع المملكة المتحدة تعهد فيه الجانبان بتنسيق الجهود بعد أسابيع من التوتر بشأن لقاح أكسفورد-أسترازينيكا.
وفي غضون ذلك، دعم الرئيس الفرنسي قرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود على تصدير اللقاح.
وقال ماكرون: “أدعم فرض حظر على كل الصادرات ما لم توف شركات الأدوية بالتزاماتها التعاقدية مع الأوروبيين.”
وقالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي “لا يوفّر احتياجاته وفقط، وإنما يصدّر للعالم – على خلاف الولايات المتحدة وبريطانيا”.
وفي غضون ذلك، تحدّث رئيس الوزراء الهولندي مارك روته عن اتفاقية سيعلَن عنها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري مع المملكة المتحدة حول مكونات لقاح أسترازينيكا التي تنتَج في هولندا.
كيف يعزز الاتحاد الأوروبي عملية التلقيح؟
اتفق قادة الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على محاولة زيادة إنتاج اللقاحات في دول الاتحاد.
وجاء في البيان المشترك الذي أعقب القمة الافتراضية: “تسريع وتيرة إنتاج، وتسليم، وتوزيع اللقاحات لا يزال أمراً ضرورياً وملحّا للتغلب على الأزمة. ويجب تكثيف الجهود في هذا الصدد.”
كما دعا الاتحاد الأوروبي شركات تصنيع اللقاحات إلى “التأكد من قدرتها على الوفاء بالكميات المتوقعة من إنتاج اللقاح واحترام مواعيد التسليم المنصوص عليها في التعاقدات”.
وحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاجتماع الافتراضي لقادة الاتحاد الأوروبي، في محاولة لتحسين العلاقات مع التكتل بعد توتر شابها إبان ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكان قادة في الاتحاد الأوروبي انتقدوا قرارات اتخذها ترامب بخصوص اتفاقية باريس للمناخ واتفاق إيران النووي.
واستبق رئيس المفوضية الأوروبية السابق، جان كلود يونكر، انعقاد اجتماع قادة الاتحاد بالتحذير من إثارة “حرب غبية على اللقاحات” مع المملكة المتحدة.
وقال يونكر لبي بي سي: “لا يمكن التعاطي مع هذه المسألة في أجواء حرب. لسنا في حرب. ولا نحن أعداء.”
ونوّه يونكر إلى أن التهديد بفرض حظر على الصادرات قد يتسبب في “ضرر كبير بسمعة” الاتحاد الأوروبي.
ما وضع تفشي كورونا في الاتحاد الأوروبي؟
تجتاح موجة ثالثة من العدوى معظم أنحاء القارة العجوز.
وشهدت دول في الاتحاد الأوروبي بعضاً من أسوأ حالات تفشي الوباء وأكثرها دموية. وسجلت إيطاليا وفاة أكثر من 106 آلاف مصاب بكوفيد. وسجلت فرنسا أكثر من 93 ألف وفاة. وسجلت ألمانيا 75 ألفاً، كما سجلت إسبانيا 73 ألفاً.
ومع ذلك، تشير إحصاءات حديثة إلى أن نسبة التطعيم باللقاحات في أوروبا لم تتجاوز 12.9 جرعة لكل 100 شخص، مقابل نسبة 44.7 جرعة لكل 100 شخص في المملكة المتحدة، ونسبة 37.2 جرعة لكل 100 شخص في الولايات المتحدة.
وقالت المستشارة الألمانية في وقت سابق إن السلالة البريطانية من فيروس كورونا وجدت طريقها للانتشار في ألمانيا ووصلت إلى مستوى “وباء جديد”.
وقالت ميركل: “الوضع خطير. أعداد الحالات تسجل ارتفاعاً ملموساً، ومعدلات شَغل أسرّة الرعاية المكثفة تصل إلى ذروتها مجدداً.”
وشهدت دول مثل بلجيكا وهولندا إعادة فرض للإغلاقات أو تمديدها.
وتتزايد المخاوف بشأن دول أوروبا الشرقية. وتنظر بولندا إغلاق دور الحضانة، ورياض الأطفال، ومحلات تصفيف الشعر لأسبوعين ابتداءً من غد السبت بعد ارتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا.