قبل 43 دقيقة
خلصت دراسة إلى أن خطر الإصابة بجلطة دماغية خطيرة تعرف باسم تجلط الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي) أعلى بمعدل يتراوح ما بين 8 إلى 10 مرات لدى الأشخاص المصابين بـكوفيد –19 مقارنة بأولئك الذين قد يصابون بها بعد أخذهم اللقاح المضاد للفيروس.
ويقول فريق البحث الذي أجرى الدراسة في جامعة أكسفورد إن الأشخاص الذين يتم تلقيحهم يجب أن يطمئنوا بسبب هذه النتائج التي تستند إلى بيانات أمريكية.
وجاء ذلك في أعقاب تحقيقات في علاقة لقاح أسترازينيكا بجلطات دموية نادرة.
وشملت دراسة جامعة اكسفورد أولئك الذين تلقوا لقاح فايزر أو موديرنا فقط.
ورصد البحث، الذي تضمن سجلات صحية إلكترونية لـ 81 مليون شخص في الولايات المتحدة، عدد حالات تجلط الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي) التي ظهرت في الأسبوعين التاليين لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا وعدد الحالات التي حدثت في الأسبوعين التاليين لتلقي الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا.
وتشير التقديرات إلى أنه على الرغم من أن جلطات الدم هذه غير شائعة نتيجة الاصابة بمرض كوفيد-19 حيث يصاب 39 من كل مليون شخص في غضون أسبوعين من المرض، إلا أنها أكثر ندرة بعد أخذ اللقاح.
“مازالت مستمرة”
لكن الباحثين يقولون إن دراستهم، التي لم تخضع لمراجعة رسمية ومنفصلة عن دراسة فريق لقاحات أكسفورد، ما زالت مستمرة ويجب النظر إليها بحذر لأنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة حول مدى انتشار تجلط الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي) بين السكان، ويرجع ذلك جزئياً إلى ندرتها.
كما وجدت الدراسة أيضا:
• كانت الجلطات أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب والأوعية الدموية.
• يظل 80 في المئة من المصابين بالجلطات على قيد الحياة.
• شوهدت بعض الحالات لدى من هم دون الثلاثين مما يدل على أنهم ليسوا محصنين ضد المضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا.
• يقدر عدد حالات تجلط الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي) لدى أولئك الذين حصلوا على لقاح إم آر إن إيه مثل فايزر وموديرنا بحوالي 4 من كل مليون شخص.
• يقول العلماء إن دراستهم غير قادرة على تحديد ما إذا كانت اللقاحات مرتبطة بهذه الجلطات، وهناك حاجة إلى دراسات أوسع بكثير لمعالجة هذا الأمر، ويقولون إن هناك حاجة إلى قاعدة بيانات أكثر تفصيلاً وأوسع لأنه في بعض الحالات لم يكن من الواضح بالضبط أي لقاح تم إعطاؤه للشخص.
• لا يمكن مقارنة هذه الأرقام بشكل مباشر بعدد الحالات المرتبطة بلقاح أسترازينيكا لأنه لم يتم استخدام هذا اللقاح في الولايات المتحدة.
وتقول وكالة الأدوية الأوروبية إن نوعا معينا من تجلط الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي) يحدث في حوالي 5 من كل مليون شخص بعد الجرعة الأولى من لقاح أكسفورد أسترازينيكاالذي أعطي لفئات عمرية مختلفة في الدول الأوروبية عن تلك التي تم تلقيحها الولايات المتحدة وبالتالي لا تجوز المقارنة.
وقال بول هاريسون، أستاذ الطب النفسي في جامعة أكسفورد، إن دراستهم توصلت إلى استنتاجات مهمة بالنسبة للأشخاص الذين مازالوا بصدد اتخاذ قرار حول أخذ اللقاحات.
وأضاف قائلا: “أولاً، يزيد كوفيد – 19 بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بتجلط الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي)، ليضيف مشكلة إلى قائمة مشاكل تخثر الدم التي تسببها هذه العدوى”.
وتابع قائلا: “ثانيا، خطر كوفيد- 19 أعلى بدون أخذ اللقاحات حتى لدى أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، وهو أمر يجب أخذه في الاعتبار عند المقارنة بين مخاطر التلقيح وفوائده”.
ولم يتمكن فريق البحث من التحقق، بناءً على قاعدة البيانات الخاصة بهم، مما إذا كانت جلطات الجيوب الوريدية الدماغية (سي في إس تي) التي درسوها لها سمات مشابهة لتلك التي شوهدت في حالات نادرة بعد أخذ اللقاحات، والتي كان لها قاسم مشترك هو تراجع نسبة صفائح الدم بشكل ملحوظ.
وقالت البروفيسورة بيفرلي هانت من مركز جلطات الدم في بريطانيا، إنه من المرجح أن تكون الآليات الكامنة وراء إصابة الأشخاص بالجلطات بعد كوفيد-19 وتلك الجلطات التي تظهر بعد أخذ اللقاحات مختلفة.
وأضافت قائلة: “إن المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب كوفيد- 19 لديهم تغيرات شديدة (تراجع لزوجة) في دمائهم، وتستمر حتى بعد خروجهم من المستشفى، وذلك يؤدي إلى زيادة معدل الجلطات الدموية، وهذه تختلف عن الجلطات الدموية النادرة جدا والمترافقة بانخفاض عدد صفائح الدم التي قد تظهر بعد أخذ لقاح أسترازينيكا، فالأخيرة مرتبطة بالاستجابة المناعية”.