قبل 42 دقيقة
كشفت دراسة جديدة أن الخفافيش تتباعد اجتماعيا عنما تشعر بالمرض، فتقضي وقتا أقل مع بعضها البعض وتخالط عددا أقل من الخفافيش الأخرى.
وكان العلماء قد لاحظوا من قبل هذا السلوك في المختبرات، ولكنهم تأكدوا الآن من ذلك بمراقبة الخفافيش في البراري بأمريكا الوسطى.
ونشر الباحثون من جامعة أوهايو الأمريكية دراستهم في نشرية علم البيئة السلوكي.
وتابع الباحثون مجموعة من الخفافيش تعيش داخل جذع شجرة، من خلال تثبيت أجهزة استشعار قريبا منها لمراقبة تواصلها فيما بينها.
وبغرض إنجاز الدراسة حقن العلماء 16 خفاشا بمادة تسمى ليبوبوليساكاريد، التي تجعل نظام المناعة عندها يتصرف مؤقتا كأنها مريضة، لمراقبة ما إذا كان سلوك الخفافيش سيتغير.
وكان في الشجرة 31 خفاشا في المجموع إذ حقن 15 الباقية منها بمادة لا تؤثر على نظام المناعة. وأكد الأطباء أن الخفافيش لم تصب بأي أذى خلال الدراسة.
احتكاك أقل
ولاحظ العلماء أن الخفافيش “المريضة” التي احتالت المادة المحقونة على نظامها المناعي وجعلته يتوهم أنه يقاوم العدوى أصبحت تخالط عددا أقل من الخفافيش الأخر السليمة.
ورفضت أن تشارك في الاحتكاك الجسدي مع الخفافيش الأخرى، وقلت حركتها.
ويخف الاختلاف في السلوك بعد 6 ساعات من الحقن، وعندما تنام الخفافيش أو تذهب للبحث عن الأكل.
وبعد 48 ساعة يزول تأثير الحقنة تماما فتعود الخفافيش إلى سلوكها الاجتماعي الاعتيادي.
فعندما تشعر الخفافيش بأنها مريضة لا تنشر العدوى في البراري لأنها تقضي وقتا أقل مع الخفافيش السليمة.
ويسمي كبير الباحثين في الدراسة سيمون ريبرغر هذا السلوك بأنه “التباعد الاجتماعي السلبي” ويعتقد أنه ربما يكون منتشرا بين الحيوانات أكثر مما نعرف.
البقاء في الفراش
وقال: إن أجهزة الاستشعار فتحت لنا نافذة أطلعنا من خلالها على تغير التباعد الاجتماعي عند هذه الخفافيش من ساعة لأخرى، ومن دقيقة لأخرى ليلا ونهارا، حتى عندما تختفي في الظلام.
فالتباعد الاجتماعي السلبي يشبه سلوك الإنسان الذي يريد البقاء في الفراش عندما يشعر بالمرض بدل الاختلاط بالناس.
وتكمن أهمية هذا السلوك بالنسبة للصحة الحيوانية العامة في أنه يمنع انتشار المرض عل نطاق أوسع.