قبل 21 دقيقة
توصلت دراسة جديدة إلى أن العيش مع الأطفال غير مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة الحادة بفيروس كورونا لدى البالغين.
ونظرت الدراسة في بيانات تسعة ملايين بالغ دون سن 65 بين فبراير/ شباط وأغسطس/ آب الماضيين، وقارنت بين المخاطر التي يتعرض لها الذين يعيشون مع أطفال والذين يعيشون بدونهم.
ولم تؤد مشاركة المنزل مع من هم دون سن 18 إلى زيادة خطر الإصابة بمرض خطير أو إلى الوفاة جراء فيروس كورونا.
وقال العلماء الذين أجروا الدراسة إنها أظهرت “عدم وجود ضرر خالص من الأطفال الذين يعودون إلى المنزل من المدرسة”.
“التعلم الحي”
وجد الباحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة أكسفورد، أن البالغين الذين يعيشون مع أطفال صغار جدا أو في سن المدرسة الابتدائية ليس لديهم خطر متزايد بالإصابة بفيروس كورونا أو لدخول المستشفى بسبب الإصابة.
في الواقع، كان هؤلاء أقل عرضة للوفاة جراء فيروس كورونا بنسبة 25% مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون من دون أطفال، وهو ما يعتقد الباحثون أنه قد يكون مرتبطا بعادات معيشية صحية أكثر، تم تحديدها مسبقا لدى أولئك الذين يعتنون بالأطفال.
وكان الأشخاص الذين يعيشون مع أطفال في سن المدرسة الثانوية لديهم نسبة ضئيلة للغاية (8 ٪) من الخطر المتزايد بالإصابة بعدوى فيروس كورونا، ولكن لم يكن لديهم خطر متزايد من دخول المستشفى.
وكانوا أقل عرضة للوفاة جراء المرض بنسبة 27٪، ربما لأنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة من البالغين من السن نفسه وليس لديهم أطفال.
ونظرت الدراسة التي لم تُنشر بعد في إحدى المجلات، في ما حدث بين فبراير/ شباط وأغسطس/ آب الماضيين، وامتدت إلى الفترة التي كانت فيها المدارس مفتوحة بالكامل وكذلك الفترة التي تلت 20 مارس/ آذار عندما أُغلقت المدارس أمام الجميع باستثناء عدد قليل من الأطفال.
وامتدت الدراسة أيضا إلى العطلة الصيفية، لكنها لم تشمل إعادة فتح المدارس في سبتمبر/ أيلول الماضي.
كما أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل التدخين والحرمان الاجتماعي والاقتصادي والعرق والمشاكل الصحية المزمنة.
“لا خطر من الأطفال“
قال أستاذ علم الأوبئة الإكلينيكي في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي ليام سميث الذي عمل في الدراسة: “نعلم أن الأشخاص الذين يعيشون مع أطفال يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام ولديهم مخاطر أقل للوفاة جراء أي شىء”.
وقال “نرى نمطا مشابها جدا لنتائج فيروس كورونا السيئة مثل دخول المستشفى والموت. لذلك لا يوجد ضرر خالص في عودة الأطفال إلى المنزل من المدرسة.”
وأضاف: “سيوافق الكثيرون إذا استطعنا إبقاء المدارس مفتوحة، فهذا مهم حقا لهذا الجيل من الشباب، وهذه الدراسة تساهم في جزء واحد من هذه المعادلة: أنه لا يوجد تأثير ضار خالص للعيش مع الأطفال”.
وقال مدير “داتا لاب” في جامعة أكسفورد الطبيب بن غولدكر، الذي عمل أيضا في الدراسة، إن الفريق سيواصل تحليل البيانات خلال الإغلاق العام الثاني، والذي تم بموجبه إغلاق العديد من مجالات المجتمع ولكن المدارس ظلت مفتوحة.
وقال: “من المهم أن نحصل على معلومات معمقة حول هذه التدخلات السياسية بأسرع ما يمكن، لأن ما يجري خلال وباء كورونا هو أننا نتعلم بشكل حي أي في الوقت نفسه الذي يضر فيه المرض الناس من حولنا”.
وقال محاضر الصحة العامة في جامعة غلاسغو الطبيب ديفيد مكاليستر الذي أجرى بحثا مماثلا، إنه أظهر أن “مشاركة المنزل مع أطفال في سن المدرسة لا يعرض البالغين الذين يعيشون معهم لخطر أكبر”.