قبل 47 دقيقة
سجلت الولايات المتحدة أكثر من 250 ألف حالة وفاة بسبب كوفيد – 19 مع ارتفاع عدد حالات الإصابة مرة أخرى، في جميع أنحاء البلاد.
ووفقا لجامعة جونز هوبكنز، سجلت البلاد الآن 250,029 حالة وفاة، وحوالى 11.5 مليون حالة إصابة.
ولدى الولايات المتحدة عدد من الوفيات والإصابات بفيروس كورونا أكثر من أي دولة أخرى.
وبدأت الحالات في الارتفاع مرة أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مسجلة أعلى مستوياتها اليومية في الأسبوع الماضي.
وفي حديث لـ بي بي سي يوم الأربعاء، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الفيروسات في الولايات المتحدة، إن البلاد “تسير في الاتجاه الخاطئ في وقت غير مستقر للغاية”، ومن المرجح أن يتجمع الناس في الأماكن الداخلية مع برودة الطقس.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي أمرت فيه مدينة نيويورك – بؤرة تفشي المرض في الولايات المتحدة في الربيع – بإغلاق مدارسها اعتبارا من يوم الخميس، وسط ارتفاع في عدد الحالات.
وقال مسؤولون إن قرار إغلاق أكبر نظام للمدارس العامة في الولايات المتحدة، جاء بعد أن تجاوزت معدلات الاختبار الإيجابية للفيروس عتبة 3٪.
وسيؤثر على حوالى 300 ألف طفل.
ماذا قال فاوتشي؟
في مقابلة مع بي بي سي، حذّر الدكتور فاوتشي من الزيادة الجديدة في الحالات التي تؤدي إلى المزيد من الوفيات.
وكرّر دعوته إلى “مضاعفة” إجراءات الصحة العامة، مثل ارتداء أقنعة الوجه، والتباعد الجسدي، وتجنب الازدحام.
وقال الدكتور فاوتشي “هناك درجة من التعب بسبب مرض كوفيد، فالناس منهكون بسبب هذه القيود”.
لكنه حث الناس على “الصمود لفترة أطول قليلا، لأن المساعدة في الطريق” على شكل لقاحات.
وفي نهاية شهر مارس/آذار – عندما سجلت الولايات المتحدة 2200 حالة وفاة – توقع الدكتور فاوتشي أن الوباء يمكن أن يقتل ما يصل إلى 200 ألف أمريكي ويصيب ملايين آخرين.
وقالت البيانات الصادرة عن شركتي فايزر وبيونتيك، يوم الأربعاء، إن اللقاح الذي طورتاه لمواجهة الفيروس، حقق نجاحا بنسبة 94 في المئة لحماية من هم فوق 65 عاما.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت الشركتان بيانات أولية، تشير إلى أن اللقاح يوفر حماية بنسبة 90 ٪ ضد كوفيد – 19، وقالتا إنه لا توجد مخاوف تتعلق بالسلامة.
وتبع ذلك بيانات عن لقاح أنتجته شركة موديرنا الأمريكية، يشير إلى حماية بنسبة 95٪ تقريبا ونتائج واعدة، مثل تجارب لقاح آخر، تم تطويره في روسيا يسمى سبوتنيك.
ماذا يحصل في نيويورك؟
صدر خطاب من مدير مدارس مدينة نيويورك ريتشارد كارانزا، يوم الأربعاء، أبلغ الآباء أن جميع المدارس ستغلق، وستتحول الفصول الدراسية على الفور إلى التعلم عبر الإنترنت “حتى إشعار آخر”.
وتأتي هذه الخطوة بعد ثمانية أسابيع فقط من إعادة فتح المدارس. وتعد نيويورك أحدث مدينة تغلق المدرسة وتتحول إلى التعلم عبر الإنترنت بعد بوسطن وديترويت، مع تأجيل خطط لاس فيغاس وفيلادلفيا لإعادة التلاميذ إلى الفصول الدراسية.
وقال بيل دي بلاسيو، عمدة نيويورك “لا أحد يشعر بالسعادة بهذا القرار. نحن جميعا في الواقع نشعر بالحزن الشديد بشأن هذا القرار، لأنه تم بذل الكثير من العمل الجيد لإبقاء المدارس مفتوحة”.
رغم ذلك، قال إن المسؤولين قد “وضعوا معيارا واضحا للغاية” بشأن مقاييس السلامة التي يجب الوفاء بها، حتى تستوعب المدارس الطلاب، “وعلينا الالتزام بهذا المعيار”.
وأضاف “أريد أن أؤكد للآباء والمعلمين والموظفين والأطفال أننا نعتزم العودة، والعودة في أسرع وقت ممكن”.
وإغلاق المدرسة هو أحدث إجراء وسط محاولات للحد من تفشي جديد للحالات.
في الأسبوع الماضي، تم وضع قيود أخرى – بما في ذلك الحانات والمطاعم التي تنتقل إلى الوجبات الجاهزة – فقط بعد الساعة 22:00 والحفلات في المساكن الخاصة تقتصر على 10 أشخاص.
ويتناقض قرار إغلاق المدارس مع الإجراءات في أوروبا، حيث أغلقت الشركات أبوابها لكن المدارس ظلت مفتوحة إلى حد كبير.
هذه الخطوة، التي تمثل تراجعا كبيرا في تعافي المدينة من فيروس كورونا، تركت الآباء يتدافعون لترتيب رعاية الأطفال في اللحظة الأخيرة.
كيف تتعامل المستشفيات مع الأمر؟
مع ارتفاع عدد الإصابات في جميع أنحاء البلاد، يكافح نظام الرعاية الصحية للتعامل معها.
في مدينة إل باسو في تكساس، تم تحويل مركز المؤتمرات مؤخرا إلى مستشفى مؤقت. ويتم نقل بعض المرضى جوا إلى أماكن أخرى في الولاية بسبب الاكتظاظ في المرافق، وقد طلبت السلطات عشر مقطورات مبردة لاستخدامها كمشارح متحركة.
لكن المشاكل تنتشر عبر الولايات المتحدة. أخبرت أليسون جونسون، مديرة مركز جونسون سيتي الطبي في ولاية تينيسي، وكالة أسوشيتيد برس أنها تقود سيارتها من وإلى العمل في بعض الأيام وهي تبكي.
وقالت “نشعر بالاكتئاب والإحباط والتعب حتى النخاع”. وأفادت تقارير الوكالة أن الأطباء في ولاية أيداهو يقولون إنهم في المرحلة التي يحتاجون فيها تقريبا إلى تقنين الرعاية، بينما بدأ مركز ريناون الطبي الإقليمي في نيفادا بوضع بعض مرضى فيروس كورونا في مرآب السيارات الخاص به.