- سام كابرال
- بي بي سي – واشنطن
قبل 3 دقيقة
وافقت الولايات المتحدة على إعطاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما، لقاح “فايزر/بيونتيك”، في خطوة تمهد السبيل أمام استفادة الملايين من صغار السن الأمريكيين وحصولهم على اللقاح.
يأتي القرار الذي اتخذته راشيل وولينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بعد دراسة متأنية أجراها منظمو الأدوية في الولايات المتحدة.
وتتيح الولايات المتحدة بالفعل اللقاح لمن هم فوق 12 عاما ، وتستهدف الموافقة الأخيرة نحو 28 مليون طفل أمريكي.
ويرى خبراء أن حصول صغار السن على اللقاح أمر ضروري للعودة إلى الحياة الطبيعية.
تأتي الموافقة بعد دراسة لجان ضمت خبراء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتعاون مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بعد تقييم مخاطر وفوائد تطعيم الأطفال للوقاية من الإصابة بكوفيد-19.
وخلص مسؤولو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن اللقاح كان فعالا بنسبة 91 في المئة من حيث حماية الأطفال الصغار من الإصابة بكوفيد، كما أن استجابتهم المناعية كانت مماثلة لتلك التي رُصدت في أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاما، ولم يسجل الباحثون أي آثار جانبية خطيرة.
ويُعطى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما جرعة تحتوي على ثُلث الجرعة الممنوحة للبالغين، الأمر الذي يفرض تحديا لوجستيا جديدا أمام موردي الأدوية والأطباء، كما تُستخدم إبر أصغر حجما، ويجب أن تفصل الجرعتين الأولى والثانية ثلاثة أسابيع.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان إن تطعيم الأطفال “سيسمح للآباء بإنهاء شهور من القلق بشأن أطفالهم، وتقليل مدى نقل الأطفال لعدوى الفيروس للآخرين”.
وقالت شبكة “إن بي سي” يوم الثلاثاء نقلا عن مسؤول بارز في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن انتشار كوفيد تسبب في إغلاق 2300 مدرسة هذا العام، مما أثر على 1.2 مليون تلميذ و 78 ألف معلم منذ أغسطس/آب.
ومن بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما، تأكد تسجيل نحو 1.8 مليون حالة إصابة بكوفيد في الولايات المتحدة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كما تم تسجيل أقل من مائتي حالة وفاة، معظمهم ممن يعانون من حالات مرضية.
ويقول بعض خبراء الطب إنه نظرا لاستمرار انتشار متحور دلتا والعودة إلى التعليم المدرسي عن بُعد، فإن تطعيم الأطفال يعد خطوة حاسمة أخرى في مكافحة الوباء.
وقال جيمس فيرسالوفيتش، أخصائي علم الأمراض في مستشفى تكساس للأطفال، يحتاج الآباء إلى فهم مدى الحاجة الماسة للتطعيم نظرا لأن الوباء لم يتوقف بعد”.
ويقدر فيرسالوفيتش تشخيص إصابة نحو 1500 طفل بالفيروس منذ بداية الوباء في مستشفى تكساس، أكبر مستشفى للأطفال في الولايات المتحدة، وقال “لم يسلم أحد من أي فئة عمرية”.
ما هي المعارضة التي تواجه الخطوة؟
لا يزال تردد البعض في الحصول على اللقاحات يمثل تحديا أمام السلطات الطبية الأمريكية، إذ بلغت نسبة إقبال البالغين أقل من 60 في المئة خلال الأشهر الماضية.
وقال ثُلث الآباء فقط، في استطلاع رأي أجرته مؤسسة “كايسر فاميلي”، الشهر الماضي إنهم سيعطون اللقاح لأطفالهم “فورا”، بينما قال ثُلث آخر إنهم يرغبون في “الانتظار والترقب”.
كما أعرب بعض الآباء عن قلقهم من مئات حالات الإصابة بالتهاب عضلة القلب، بعد الإبلاغ عنها في الغالب بين شباب حصلوا على اللقاح، معظمها حالات إصابة بعد الجرعة الثانية.
وتعتقد ليز مومبر، الرئيسة التنفيذية لمركز ريملاند للطب التكاملي، أنه “لا ينبغي إعطاء الأطفال علاجات لا يحتاجون إليها”، مشيرة إلى انخفاض خطر الإصابة بفيروس كوفيد ونقص البيانات طويلة المدى عن لقاحات كوفيد.
وقالت: “أعارض طرح هذه اللقاحات لجميع الأطفال بطريقة واحدة تناسب جميع النماذج. الغالبية العظمى من الأطفال يصابون بالفعل بحالات إصابة خفيفة”.
كما حالت الحصانة القانونية الممنوحة لشركات الأدوية، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دون مقاضاة شركات تصنيع الأدوية في حالة رصد أي آثار جانبيبة تظهر نتيجة التطعيم حتى عام 2024.
كيف سيبدو برنامج التطعيم؟
قال البيت الأبيض، يوم الاثنين، إنه اشترى بالفعل لقاحات كافية لتطعيم جميع الأطفال البالغ عددهم 28 مليونا، وتنطبق عليهم شروط الحصول على اللقاح.
وقال جيفري زينتس، منسق البيت الأبيض لشؤون الاستجابة لفيروس كوفيد، خلال مؤتمر صحفي إن نحو 15 مليون جرعة مخففة من لقاحات الأطفال نُقلت بالفعل من منشآت تخزين شركة فايزر إلى مراكز التوزيع.
وأضاف زينتس أن قرار البدء في إعداد الجرعات اتُخذ الأسبوع الماضي بعد أن منحت إدارة الغذاء والدواء الموافقة، مضيفا أن إعطاء الجرعات سيبدأ على الأرجح قبل نهاية الأسبوع.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي عن خطط لتوزيع اللقاحات عبر ما يزيد على 25 ألف عيادة للأطفال و100 مستشفى للأطفال، وكذلك من خلال الصيدليات والعيادات المدرسية ومراكز الصحة المحلية.
ووُضعت الخطة لتأخذ في الاعتبار، بالنسبة لهذه الفئة العمرية، كل شيء بداية من الجرعات إلى الدعم الاستشاري من الأطباء وحتى فترة الانتظار بعد الحصول على اللقاحات على خلاف الفئات العمرية الأخرى، وسيتاح للآباء إبداء رأي موثوق به.
وقالت إيمي ويمبي نايت، رئيسة رابطة مستشفيات الأطفال: “نصيحة دكتور فاوتشي في الأخبار الوطنية بأنه يجب تطعيم أطفالكم شيء، وإجراء محادثة مباشرة مع العائلات شيء آخر بالنسبة لطبيب موثوق به في المجتمع”.
وقالت نايت لبي بي سي إن مراكز التطعيم الجماعي ليست أماكن جيدة لتطعيم الأطفال الصغار، لذا سيحتاج مسؤولو الصحة بالولاية والمحلية إلى التواصل بسرعة مع المدارس والمراكز المحلية وعيادات الأطباء.
هل يدعم الأطباء الخطة؟
شارك المرضى في مستشفى تكساس للأطفال في تجارب طبية أجرتها شركة فايزر على الأطفال، وقال الطبيب فيرسالوفيتش إن أي آثار جانبية “يمكن علاجها ومراقبتها بسهولة”.
وأضاف: “نحن واثقون تماما بلقاحات كوفيد للأطفال، إنها مصممة خصيصا للأطفال”، في إشارة منه إلى الجرعة المخففة.
وقال إنه بالنسبة لمركز تطعيم كبير مثل مستشفى تكساس للأطفال، فإن ضمان الإمداد الكافي للقاح في مواقع الرعاية المتعددة سيكون مصدر قلق رئيسي.
وفي عيادات طب الأطفال الأصغر، فالأطباء أكثر حذرا إلى حد ما.
وحذر روبرت دراكر، المدير الطبي لمركز سمروود لطب الأطفال في شمال ولاية نيويورك، من أن طرح لقاح للأطفال سيتعارض مع حقائق أخرى: بداية موسم الإنفلونزا، وأزمة الصحة النفسية لأطفال المدارس، ونقص الموظفين.
وقال: “عيادات أطباء الأطفال كانت تعاني بشكل كبير خلال السنوات الماضية”.
ويقول دراكر إن مسؤولي الصحة بالولاية وضعوا إرشادات، ويخططون لتوزيع 300 جرعة مخصصة لعيادته. لكنه محبط بسبب عدم توافر التنسيق الكافي.
وأضاف: “علينا السعي للتواصل مع جميع الآباء لمعرفة عدد من يرغبون في تطعيم أطفالهم، ثم تحديد أوقات مخصصة لذلك في العيادة”.
وقال: “بدلا من الإملاء علينا ما يتعين عمله، يحتاج مسؤولو الحكومة بالفعل إلى الاستماع إلى آراء الأطباء الممارسين”.