قبل 11 دقيقة
خسر الاتحاد الأوروبي معركة قانونية في بروكسل، لإجبار شركة الأدوية الأنجلو-سويدية، أسترازينيكا، على توفير 120 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19 بحلول نهاية يونيو/ حزيران.
وتم رفع القضية أمام المحكمة الشهر الماضي، بعد أن أخرت الشركة شحن اللقاحات الحيوية، والتي كانت التزمت بتزويد 300 مليون جرعة منها بحلول التاريخ نفسه.
ومع ذلك، لم يحكم القاضي في بروكسل لصالح طلب الاتحاد الأوروبي.
إلا انه حدد موعدا نهائيا يجب على أسترازينيكا احترامه، لتزويد الاتحاد الأوروبي بجرعات خلال الصيف أو مواجهة غرامات باهظة.
وتحدث كل من الاتحاد الأوروبي وشركة الأدوية عن قرار المحكمة يوم الجمعة، حيث قالت بروكسل إنه أكد صواب موقفها، فيما قالت شركة أسترازينيكا إنها ترحب بالقرار.
ويعتبر لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا المكون من جرعتين، أحد اللقاحات الثلاث الكبرى في العالم، إلى جانب اللقاحات التي طورتها كل من شركة فايزر-بايونتك وموديرنا، وهو يتمتع بأكبر انتشار عالمي.
ماذا جاء في قرار القاضي؟
أمر قاضي المحكمة الابتدائية في بروكسل، أن تقدم شركة أسترازينيكا ما مجموعه 80.2 مليون جرعة بحلول 27 سبتمبر/ أيلول.
وينص قرار المحكمة على أنه إذا فشلت الشركة في القيام بذلك، يجب عليها دفع غرامة قدرها 10 يورو لكل جرعة لم يتم تسليمها.
ولم يتم قبول طلب الاتحاد الأوروبي للحصول على 120 مليون جرعة بنهاية الشهر الحالي.
وفي ترحيبها بقرار المحكمة، قالت أسترازينيكا إنها قدمت حتى الآن أكثر من 70 مليون جرعة إلى الاتحاد الأوروبي وستتجاوز 80.2 مليون جرعة بحلول نهاية يونيو/ حزيران.
وأشارت إلى أن القرار القضائي أقر بأن “الصعوبات التي واجهتها أسترازينيكا في هذا الوضع غير المسبوق” كان لها “تأثير كبير على تأخير” تسليم اللقاحات.
وأضافت أن “أسترازينيكا تتطلع الآن إلى تجديد التعاون مع المفوضية الأوروبية للمساعدة في مكافحة الوباء في أوروبا”.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالقرار، لكنها قالت إنه أكد وجهة نظر المفوضية بأن أسترازينيكا لم تفِ “بالالتزامات التي قطعتها في العقد”.
وقالت: “من الجيد أن نرى أن قاضيا مستقلا يؤكد ذلك”. وأضافت ان قرار المحكمة اثبت ان حملة التطعيم الأوروبية “تأسست على أساس قانوني سليم”.
ما الذي يختلف عليه الجانبان أيضا؟
قال محام يمثل الاتحاد الأوروبي، إن أمر المحكمة يعني أن أسترازينيكا يجب أن تستخدم أيضا مصنعا بريطانيا، وهو أوكسفورد بايوميديكا، لتأمين لقاحات كوفيد-19 إلى الاتحاد الأوروبي إذا لزم الأمر. وتم استخدام المصنع لتزويد المملكة المتحدة باللقاح.
ومن بين أمور أخرى، ينص قرار المحكمة: “يبدو أن خيار احتكار موقع أوكسفورد لصالح المملكة المتحدة وحرمان الاتحاد الأوروبي من موقع إنتاج كان محسوبا عليه، كان أكثر ضررا وذلك بسبب ان قدرته الإنتاجية تفوق ضعف القدرة الإنتاجية لمواقع أخرى”.
لكن أسترازينيكا تقول إن الحكم القانوني لا يلزم الشركة باستخدام مصنع أوكسفورد بايوميديكا للوفاء بعقدها مع الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع صدور حكم آخر في سبتمبر/ أيلول بشأن ما إذا كانت أسترازينيكا قد بذلت قصارى جهدها للوفاء باتفاقية الشراء المسبق مع الاتحاد الأوروبي.
وتم الاتفاق على الهدف الأصلي لشهر يونيو/ حزيران وهو 300 مليون جرعة في مفاوضات أجريت الصيف الماضي، ولكن تم تخفيضه بعد ذلك من قبل أسترازينيكا إلى 100 مليون، بسبب مشاكل الإنتاج وقيود التصدير. ودفع هذا التخفيض الاتحاد الأوروبي إلى المطالبة بـ 120 مليون جرعة.