قبل 37 دقيقة
نبّه باحثون بريطانيون إلى أن المؤشرات الدالة على شراسة السلالة الجديدة من فيروس كورونا لا يجب أن تؤثر سلبا على جهود التصدي للوباء.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تحدث عن “بعض أدلة” على أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا ربما تكون على علاقة بارتفاع معدل الوفيات جرّاء الإصابة.
لكن باحثا مشاركا في الدراسة التي بنى جونسون حديثه عليها، قال إن مدى شراسة هذه السلالة الجديدة لا يزال “سؤالا مفتوحا” لم يبتّ فيه بعد.
وأبدى باحث آخر اندهاشه من مشاركة جونسون لنتائج لم يتم التأكد بعد من مدى صحتها بشكل قاطع.
وأكد ثالث أنه من السابق لأوانه الفصل في هذا الشأن.
وقال جونسون في مؤتمر صحفي في داونينغ ستريت، أمس الجمعة: “بالإضافة إلى الانتشار بسرعة أكبر، يبدو الآن أيضا أن هناك بعض الأدلة على أن السلالة الجديدة التي تم التعرف عليها لأول مرة في لندن والجنوب الشرقي – قد تكون على علاقة بارتفاع معدّل الوفيات”.
وبالإضافة إلى رئيس الوزراء، قال كبير المستشارين العلميين للحكومة، السير باتريك فالانس، إن هناك الكثير من عدم اليقين حول هذه الأعداد ونحن بحاجة إلى مزيد من العمل للحصول على معالجة دقيقة لها”.
لكن هذا الاستدلال المبكر أشار إلى أن السلالة الجديدة من الفيروس قد تكون أكثر فتكًا بنسبة 30 في المئة.
على سبيل المثال، مع إصابة ألف شخص في الستين من العمر بالسلالة القديمة، من المتوقع أن يموت عشرة منهم. لكن هذا الرقم يرتفع إلى حوالي 13 مع السلالة الجديدة.
وعقب التصريحات السابقة، خرجت المجموعة الاستشارية الخاصة بالتهديدات الجديدة الناشئة عن فيروسات الجهاز التنفسي والمعروفة باسم (نيرفتاغ)، ببيان قالت فيه إن هناك “احتمالا مدعوما بوقائع” يشير إلى أن السلالة الجديدة من الفيروس على علاقة بارتفاع معدل الوفيات جراء الإصابة.
لكن الباحث غراهام ميدلي، أحد واضعي بيان (نيرفتاغ)، قال لبي بي سي: “مسألة ما إذا كانت السلالة الجديدة من الفيروس أكثر فتكًا لا تزال مفتوحة باعتقادي”.
وأكد ميدلي، الذي يدرّس النماذج الرياضية لانتشار الأمراض المعدية في كلية لندن لعلوم الصحة والطب الاستوائي: “فيما يتعلق بارتباط السلالة الجديدة من الفيروس بارتفاع معدل الوفيات، هذا ليس عنصرا قادرا على تغيير المعادلة، رغم أنه أمر سيء للغاية”.
وأحصت المملكة المتحدة 1,401 حالة وفاة في 28 يوما جراء الإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن 40,261 إصابة جديدة.
ودافع الباحث بيتر هوربي، رئيس (نيرفتاغ)، عن “شفافية” الحكومة في الإعلان عن هذا الأمر.
وقال هوربي: “بعد أسبوع من مقارنة البيانات توصلنا إلى أن احتمالية أن تكون السلالة الجديدة من الفيروس أكثر شراسة هي احتمالية مدعومة بوقائع”.
وأضاف هوربي: “نحتاج إلى الشفافية في هذا الصدد. إذا لم نتكاشف مع الناس فسوف نُتّهَم بالتستّر على الوضع”.
لكن الباحث مايك تيلديسلي، عضو المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية للطوارئ، يتفق مع الرأي القائل إنه من السابق لأوانه الفصل في هذا الشأن، لا سيما وأن الزيادة في أعداد الوفيات المشار إليها هي استنتاج قائم على أساس قاعدة بيانات ضيقة.
وأعرب تيلديسلي لبي بي سي عن اندهاشه من تصريح رئيس الوزراء بنتائج مبكرة تحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين آخرين للتثبت من صحتها.