- جاك غودمان فلورا كارمايكل
- وحدة تدقيق الحقائق – بي بي سي
11 أبريل/ نيسان 2021
يستمر تدفق منشورات تروج لنظريات لم يتم التوثق من صحتها عن فيروس كورونا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
ونتحقق هنا من مجموعة من المعلومات الخاطئة التي تنتشر بشأن أمور من أمثال اللقاحات وأدوات فحص الإصابة بالفيروس.
المسحات لا تحتوي على مادة كيميائية مسرطنة
تزايد استخدام الاختبارت السريعة لكشف الإصابة بالفيروس بشكل واسع مؤخرا في أماكن العمل والمدارس، لكن منشورات على موقع فيسبوك تدعي أنها قد تؤدي إلى انتشار السرطان.
وتدعي مقاطع فيديو وصور أن هذه الاختبارات تحتوي على مادة أُكسيد الإثيلين المسرطنة. وكُتب على العبوات الخاصة بالاختبارات التي تقدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أنها “عُقمت باستخدام أُكسيد الإثيلين”، لكن هذا جزء من الحقيقة.
وقالت لنا هيئة الصحة والرعاية الاجتماعية إن المادة الكيميائية المستخدمة تكون في حالة غازية لتعقيم المسحات، وبكميات مطابقة لمعايير الأمان، “وخضعت لاختبارات مكثفة للتأكد من استخدامها بشكل مستمر”.
وفي الحقيقة، فإن نحو نصف الأجهزة الطبية في الولايات المتحدة تُعقَم باستخدام أكسيد الإثيلين. وهي طريقة فعالة ولا تسبب أي تلف للمعدات. كما تزيل مراحل التعقيم الأخرى أي أثر للغاز المستخدم.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة إن التعرض المحدود والمستمر لهذه المادة قد يسبب السرطان بالفعل، لكن الكميات المستخدمة في الاختبارات أقل بكثير جدا من الكميات المسببة للسرطان.
سوء فهم لمسألة الإجهاض
ادعت مدونة أن معدلات حدوث إجهاض جراء التطعيم باللقاح ضد كوفيد-19 زادت بنسبة 366 في المئة، وسرعان ما انتشرت هذه المعلومة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن لا يوجد دليلي علمي على أن لقاحات كوفيد-19 تزيد من خطر الإجهاض.
وتعد البيانات المستخدمة في هذا المقال تفسيرا مشوشا لبيانات صادرة عن برنامج البطاقات الصفراء الذي تديره الهيئة المنظمة للدواء في المملكة المتحدة ” أم أج أر أيه”. ويسمح هذا البرنامج للعاملين المحترفين في القطاع الصحي والقطاع العام بالإبلاغ عن وقائع وشبهات الأعراض الجانبية للأدوية بشكل عام، لمراقبة جودتها وسلامتها والتعرف على أي أعراض جانبية شديدة الندرة.
وظهور بيانات عن حدوث إجهاض بعد تلقي اللقاح لا تعني بالضرورة أنه كان السبب.
وللأسف، فإن الإجهاض أمر متكرر بين النساء، إذ تتعرض له واحدة من بين كل ثماني نساء حوامل، وفقا لإحصائيات خدمات الصحة الوطنية.
وتمكن معرفة حدوث حالات إجهاض بعد تلقي اللقاح الهيئة المنظمة للدواء من تقييم ما إذا كان ذلك يحدث بمعدل أكثر من الطبيعي بين مجموع السكان الذين تلقوا اللقاح.
وادعاء أن الإجهاض زاد بين النساء ممن تلقين اللقاح بنسبة 366 في المئة يأتي بناء على زيادة حالات الإجهاض التي أُبلغت بها الهيئة المنظمة للدواء منذ بدء تلقي لقاحات كورونا في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين. ولا يأخذ هذه التفسير في الاعتبار أمور إحصائية أخرى مثل ملايين آخرين تلقوا اللقاح منذ يناير/كانون الثاني حتى الآن، ما يعني زيادة كبيرة في أعداد المبلغين عن وجود أعراض جانبية.
وقالت الهيئة المنظمة للدواء لوكالة رويترز إنه “لا توجد تراتبية تثبت أن لقاح كوفيد-19 يتسبب في زيادة خطر الإجهاض لدى الحوامل”.
وأضافت الهيئة أن النصيحة الطبية الحالية لا توصي بإعطاء لقاح كوفيد-19 للحوامل لأن البيانات المتاحة عن تأثيره على الحمل محدودة، ولأن الأشخاص المعرضين لمخاطر كبيرة بسبب الفيروس يجب عليهم الخضوع لتقييم طبي بشأن اللقاح.
انتشار الأخبار عن التحورات
يروج مناهضو اللقاحات لمخاوف بشأن ظهور تحورات ونسخ جديدة من فيروس كورونا.
ويشير الكثير منهم إلى تصريحات نشرها الطبيب البيطري والباحث في اللقاحات البلجيكي، خيرت فاندين بوشه.
ويقول بوشه إنه يدعم اللقاحات، لكنه يحذر في مجموعة من الرسائل من خطرها، إذ يقول إن لقاحات كوفيد-19 تزيد من خطر ظهور تحورات جديدة للفيروس “ما قد يتسبب في كارثة عالمية غير مسبوقة”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه مع تلقي المزيد من الناس للقاحات، فمن المتوقع أن “تقل دورة انتشار الفيروس، ما قد يؤدي إلى تحورات أقل”.
وكل الفيروسات تتحور وتصنع نسخا من نفسها لتتمكن من الانتشار والبقاء.
وتختلف أشكال التحورات هذه، من بينها تحورات داخل أجسام من تلقوا اللقاح الذين يكونون في مرحلة تكوين رد فعل مناعي. وقد يدفع ذلك الفيروس لتطوير نفسه لتفادي هذا التأثير المناعي.
ويدرس العلماء ما إذا كانت اللقاحات تعمل كذلك ضد هذه النسخ الجديدة من الفيروس، وكذلك يسعون لتحديد: من أين تنشأ مثل هذه التحورات.
ويقول الدكتور جوليان تانغ، عالم فيروسات في جامعة ليستر، إن “هذه الأنواع من التحورات ربما تحدث حتى الآن على مستوى قليل. لكنه ليس أمرا مخيفا عند الأخذ بنظر الاعتبار فوائد تلقيح المزيد من الناس ضد نسخة الفيروس المنتشرة حاليا على نطاق واسع وعالمي”.
ويقول الدكتور رافي غوبتا، عالم ميكروبيولوجي في جامعة كامبريدج، إن “هناك مخاطر عند ظهور تحورات في المجموعات التي تلقى الكثيرون فيها اللقاح”.
ويعكف غوبتا على دراسة التحورات الجديدة، ويقول إن “فوائد التطعيم على نطاق واسع لمنع العدوى تفوق المخاطر الأخرى”.
ولذا، يرى الخبراء الذين تحدثنا إليهم أنه لا يوجد دليل على أن التطعيمات قد تؤدي إلى ظهور نسخ أخرى أكثر خطورة من الفيروس، وهو ما ينفي الحاجة لتغيير كبير في خطة التلقيح الذي يطالب به بوشه.
وطلبنا من بوشه التعليق على الأمر، لكنه أحالنا إلى موقعه الإلكتروني حيث أجاب عن أسئلة سابقة عن دراساته وأبحاثه.
الطبيب الروسي
وأخيرا، يروج أحد المنشورات لكذبة أخرى لها علاقة بالجائحة، وهي الإشعاعات الكهرومغناطيسية لشبكات الجيل الخامس وعلاقتها بالفيروس.
ويقول المنشور إن أطباء روس شرحوا جثامين مرضى توفوا جراء إصابتهم بكوفيد-19، ووجدوا دليلا على أن كورونا “ليس موجودا كفيروس”.
وجاءت هذه الادعاءات في منشور على تطبيق تليغرام، ويقول إن الوفيات كانت جراء “إشعاع كهرومغناطيسي”. لكن لا يوجد دليل على ذلك.
وكان منشور مطابق لهذا قد انتشر في ربيع العام الماضي، نُسبت فيه هذه الادعاءات لأطباء وهيئات إيطالية. وأشارت هذه النظريات بدورها للتسمم الإشعاعي، وادعت أن كوفيد-19 يحدث نتيجة لبكتيريا وليس فيروس، وهو ادعاء خاطئ كذلك.
والنسخ الجديدة من المنشور ذاته تشير في مصدرها – خطأ – للسلطات الصحية الروسية.
وانتشرت هذه الادعاءات على موقع فيسبوك في النمسا وألمانيا منذ فبراير/شباط الماضي. وانتشرت نسخ مختصرة منها بين أوساط الحملات المناهضة للتطعيمات وقنوات جماعة نظرية المؤامرة، كيو آنون، على تطبيق تليغرام.
ساعد في البحث: أولغا روبنسون وأليستير كولمان.