- جيم ريد
- محرر شؤون صحية في بي بي سي
قبل 16 دقيقة
تشير نتائج التجارب السريرية المؤقتة إلى أن عقارا تجريبيا لعلاج كوفيد-19 يقلل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة بمقدار النصف تقريبا.
وأعطي قرص (حبة دواء) من عقار “مولنوبيرافير” مرتين يوميا للمرضى الذين شُخصت إصابتهم مؤخرا بالمرض.
وقالت شركة ميرك الأمريكية للأدوية إن نتائجها إيجابية للغاية لدرجة أن مراقبين خارجيين طلبوا وقف التجربة في وقت مبكر.
وأوضحت أنها ستتقدم بطلب للحصول على ترخيص استخدام طارئ للعقار في الولايات المتحدة في الأسبوعين المقبلين.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن، إن النتائج كانت “أخبارا جيدة للغاية”، لكنه حث على توخي الحذر حتى تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بمراجعة البيانات.
أول علاج عن طريق الفم
وإذا أذنت السلطات المسؤولة عن إجازة الأدوية، فسيكون “مولنوبيرافير” أول دواء مضاد للفيروسات يؤخذ عن طريق الفم.
وصُمم حبوب الدواء الذي تم تطويره في الأصل لعلاج الإنفلونزا، من أجل إدخال أخطاء في الشفرة الجينية للفيروس، ما يمنعه من الانتشار في الجسم.
- ووجد تحليل شمل 775 مريضا في الدراسة أنه:
- تم نقل 7.3% من المرضى الذين عولجوا بمولنوبيرافير إلى المستشفى
- مقارنة بـ 14.1٪ من المرضى الذين تناولوا دواء وهميا
لم تكن هناك وفيات في مجموعة مولنوبيرافير، لكن ثمانية مرضى أعطوا دواء وهميا في التجربة ماتوا لاحقا بسبب فيروس كورونا.
ونُشرت البيانات في بيان صحفي ولم تخضع بعد لفحص لجان تقييم علمية خارجية مُحكمّة.
على عكس معظم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا والتي تستهدف البروتين الذي يشكل الأشواك (النتوءات التاجية) الموجود على السطح الخارجي للفيروس، يعمل العلاج عن طريق استهداف إنزيم يستخدمه الفيروس لاستنساخ نفسه وصنع نسخ أخرى منه.
وقالت شركة ميرك، المعروفة باسم أم أس دي في المملكة المتحدة، إن ذلك من شأنه أن يجعل العقار فعالا بنفس القدر ضد المتحورات الجديدة للفيروس مع تطوره في المستقبل.
وقالت داريا هازودا، نائبة رئيس شركة ميرك لشؤون تشخيص الأمراض المعدية، لبي بي سي: “إن إعطاء العلاج المضاد للفيروسات للأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم أو الذين هم أقل استجابة للمناعة التي تنتجها اللقاحات، هو أداة مهمة للغاية في المساعدة على إنهاء هذا الوباء”.
وتشير نتائج التجربة إلى أن مولنوبيرافير يجب أن يؤخذ في وقت مبكر بعد ظهور الأعراض حتى يكون له تأثير. وتم إيقاف دراسة سابقة لاستخدامه أجريت على المرضى الذين أدخلوا بالفعل إلى المستشفى جراء حالات إصابة حادة من فيروس كورونا، بعد نتائج مخيبة للآمال.
تجارب أخرى
وتعد ميرك أول شركة تقدم نتاج تجارب على استخدام حبوب دواء لعلاج كوفيد، لكن هناك شركات أخرى تعمل على علاجات مماثلة. وبدأت منافستها الأمريكية فايزر مؤخرا المراحل الأخيرة من تجاربها على قرصي دواء مختلفين من مضادات الفيروسات، بينما تعمل شركة روش السويسرية على دواء مشابه.
وقالت شركة ميرك إنها تتوقع إنتاج 10 ملايين مغلف يضم دورة علاج كاملة من عقار مولنوبيرافير بحلول نهاية عام 2021. وقد وافقت الحكومة الأمريكية بالفعل على شراء ما قيمته 1.2 مليار دولار من العقار إذا حصلت على موافقة من الهيئة التنظيمية، إدارة الغذاء والدواء.
وقالت الشركة إنها في نقاش مستمر مع دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، ووافقت أيضا على اتفاقيات ترخيص مع عدد من الشركات المصنّعة العامة لتجهيز العلاج إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقالت البروفيسورة بيني وارد، من كينغز كوليدج في لندن، والتي لم تشارك في التجربة: “من المؤمل بشدة أن تطلب الجهات المسؤولة عن العلاجات المضادة للفيروسات مسبقا دورات علاج من هذا الدواء، كما هي الحال مع اللقاحات التي حصلت على طلب مسبق”.
وأضافت “[وبهذا] يمكن لبريطانيا أن تتمكن، أخيرا، من إدارة هذه الحالة بشكل صحيح عن طريق علاج حالات المرض التي قد تحدث لدى بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، وبالتالي تخفيف الضغط على الخدمات الصحية الوطنية خلال فصل الشتاء القادم.”
وقال البروفيسور بيتر هوربي، خبير الأمراض المعدية في جامعة أكسفورد: “إن مضادات الفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم بشكل آمن وفعال وبأسعار معقولة ستكون بمثابة تقدم كبير في مكافحة كورونا”.
وأضاف “بدا مولنوبيرافير واعدا في المختبر، لكن الاختبار الحقيقي هو هل سيكون نفاعا عن استخدامه للمرضى بشكل مباشر. إن العديد من الأدوية تفشل في هذه المرحلة، لذا فإن هذه النتائج المؤقتة مشجعة للغاية”.