يوجه مسؤولو الهيئات الصحية العالمية في اجتماع هذا الأسبوع، دعوات إلى إجراء مراجعة مستقلة حول مواجهة فيروس كورونا في العالم.
ويجتمع عبر الانترنت، ممثلون عن 194 دولة عضوة بمنظمة الصحة العالمية خلال الدورة الثالثة والسبعين للجميعة العامة للمنظمة.
وتأتي أزمة فيروس كورونا على قائمة القضايا التي ستناقش خلال الاجتماع.
وستطرح أسئلة حول إصابة أكثر من 4.5 مليون شخص ووفاة أكثر من 300 ألف بسبب الوباء.
ويلتقى ممثلو الدول سنويا لمراجعة نشاط منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وتنظيم أولويات العام الجديد.
ويتوقع أن يطلق الاتحاد الأوروبي إلى جانب دول أخرى كالمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزلندا دعوة إلى تحقيق حول كيفية مواجهة الوباء في العالم والدروس التي يمكن الاستفادة منها.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي فيرجيني باتو هنريكسون إن هناك أسئلة تحتاج إلى إجابات فـ”كيف انتشر الوباء؟ وكيف نشأ؟ كل هذا بالغ الأهمية لنا للمضي قدماً. لتجنّب جائحة أخرى من نوعها”.
لكنها أضافت أن الوقت غير ملائم لإلقاء اللوم على أحد.
ويرجّح أن تتعرض المنظمة لضغوط خلال الاجتماع بسبب تعاملها مع أزمة الوباء.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس إن اجتماع الجمعية العامة للمنظمة هو الوقت المناسب للتدقيق بعمل المنظمة. لكنها أضافت أن المنظمة ستواصل التركيز على العمل لقيادة “معركة العالم ضد الوباء وإيجاد حلول لمواجهته”.
صراع جيوسياسي
من المفترض أن تمثل منظمة الصحة العالمية مصالح جميع دولها الأعضاء بالتساوي، لكنها وجدت نفسها وسط صراع سياسي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وبلغت الأزمة بين منظمة الصحة والولايات المتحدة – المانح الأكبر والوحيد للمنظمة – ذروتها الشهر الماضي بعد سحب التمويل من المنظمة على إثر اتهامها من قبل الرئيس ترامب بسوء الإدارة وتغطية انتشار الفيروس في الصين.
ولا تستطيع الصحة العالمية إلزام الدول على مشاركة المعلومات.
ومن المتوقع أيضاً أن تطلق خلال تلك الدورة السنوية دعوات لمنح منظمة الصحة العالمية مزيداً من السلطات، ما يسمح بدخول المفتشين إلى البلدان في بداية تفشي المرض، وإجراء تحقيقات مستقلة.
وقال ديفي شريدار، أستاذ الصحة العامة العالمية في جامعة أدنبرة إن التحدي الكبير مع تفشي المرض هو عدم قبول أي دولة إجراء تحقيق:”كل دولة تريد إنكار وجوده (الفيروس)، وكل دولة تريد خفض عدد الوفيات”.
يُطلب من الدول حاليًا إخطار منظمة الصحة العالمية بالأمراض الناشئة في بلدانها كجزء من التعليمات الصحية الدولية. لكن قد تذهب الصلاحيات المقترحة إلى أبعد من ذلك.
وأضاف البروفيسور شريدار”: إن إمكانية إرسال منظمة الصحة العالمية بعثات فنية دولية تتمثل مهمتها في عدم إلقاء اللوم أو توجيه أصابع الاتهام ، بل تحديد أصل تفشي المرض وتقديم أفضل النصائح للبلدان الأخرى، قد تكون طريقة إيجابية لمنع تفشي المرض “.