- ميشيل روبرتس
- محررة شؤون الصحة- بي بي سي
قبل 18 دقيقة
بعد عام من اكتشاف فعالية عقار الستيرويد رخيص الثمن وتوفيره حماية من خطر الوفاة الناتجة عن الإصابة بكوفيد، قال باحثون إنهم توصلوا إلى علاج آخر ينقذ حياة المرضى.
ويقوم هذا العلاج الجديد، وهو باهظ الثمن، على طريقة حقن أجسام مضادة في الوريد لتحييد الفيروس، بدلا من تثبيط استجابة الجسم له.
وتشير نتائج التجربة التي تعرف باسم “ريكفري” إلى أن العلاج الجديد قد يساعد واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعانون من إصابة حادة بكوفيد ويتلقون الرعاية في المستشفى.
“علاج رائد”
يتعين على المرضى، الذين لا تستطيع أجسامهم بالفعل تكوين أي أجسام مضادة لمكافحة الفيروس، الحصول على العلاج، الذي تصل تكلفته إلى ما بين 1000 إلى 2000 جنيه إسترليني.
وقالت كيمبرلي فيذرستون، 37 عاما، إحدى أولئك الذين حصلوا على العلاج أثناء التجربة: “أشعر بأنني محظوظة جدا نظرا لتنفيذ التجربة في الوقت الذي نُقلت فيه إلى المستشفى بسبب إصابتي بكوفيد-19، ولأنني تمكنت من الحصول على هذا العلاج الرائد” .
وأضافت: “أنا سعيدة بأن مشاركتي لعبت دورا في اكتشاف نجاح هذا العلاج”.
والعلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، الذي تنتجه شركة “ريغينورون”، يكبّل الفيروس ويمنعه من إصابة الخلايا والتكاثر.
وخلصت التجربة، التي شملت نحو 10 آلاف مريض في مستشفى بريطاني، إلى أن العلاج قلل بشكل كبير من: خطر الوفاة، وطول فترة البقاء في المستشفى، (أربعة أيام في المتوسط)، واحتمال اللجوء إلى التنفس الاصطناعي.
وقال مارتن لاندراي، باحث بارز مشارك في التجربة: “إعطاء المرضى هذا المزيج من اثنين من الأجسام المضادة عن طريق الحقن في الوريد يؤدي في الحقيقة إلى تقليل احتمال الوفاة بواقع الخمس”.
وأضاف: “ما توصلنا إليه حتى الآن هو أنه بإمكاننا استخدام علاج مضاد للفيروسات، في هذه الحالة هي تلك الأجسام المضادة، مع مرضى يواجهون احتمال الوفاة دون علاج، بواقع حالة من كل ثلاث حالات، ويمكننا تقليل هذا الخطر لديهم”.
“شك كبير”
أعطى الباحثون العلاج لمرضى كوفيد المصابين إصابة شديدة، بالإضافة إلى عقار “ديكساميثازون” المضاد للالتهابات، الذي ينتمي إلى عائلة الستيرويدات، والذي يقلل خطر الوفاة بنسبة تصل إلى الثُلث.
وقال السير بيتر هوربي، كبير الباحثين وأحد الذين علقوا على هذه التجربة، إن هناك قدرا كبيرا من الشك في ما إذا كانت علاجات الأجسام المضادة تمثل النهج الصحيح، في ظل وجود بعض الدراسات الأخرى التي تتحدث عن عدم الفائدة منها.
فعلى سبيل المثال، لم يُثبت استخدام بلازما الدم من المرضى المتعافين – والتي تحتوي على أجسام مضادة يجب أن تتعرف على الفيروس وتكافحه – فعاليته كعلاج لكوفيد.
بيد أن العلاج بالأجسام المضادة المستخدم في تجربة “ريكفري”، يحتوي على جرعات كبيرة من اثنين من الأجسام المضادة المحددة، المصنوعة في المختبر، والتي تعتبر جيدة في الالتصاق بالفيروس الوبائي.
وقال السير بيتر: “إنه لأمر رائع أن نعلم أنه حتى في حالة الإصابة بمرض كوفيد-19 في المراحل المتقدمة، فإن استهداف الفيروس يمكن أن يقلل وفاة المرضى الذين فشلوا في تكوين استجابة بالأجسام المضادة بصورة ذاتية”.