يحذر خبراء في بريطانيا من أن الفحوص، التي تجرى على موظفي هيئة الرعاية الصحية، لبحث الأجسام المضادة، التي يفرزها نظام المناعة لمواجهة مرض كوفيد-19، تتم بدون “تقييم كاف”.
وقد تعد تلك الفحوص عبئا غير ضروري على كاهل هيئة التأمين الصحي، بحسب ما يقوله 14 أكاديميا كبيرا في خطاب بالنشرة الطبية البريطانية.
وكانت الحكومة قد قالت الشهر الماضي إنها اشترت 10 ملايين أداة فحص، وطلبت من هيئة التأمين الصحي ودور الرعاية إتاحتها للموظفين.
ويقول مسؤولون إن فحص تحليل الدم، لمعرفة إن كان شخص ما قد أصيب بالفيروس أم لا، سوف “يؤدي دورا مهما”.
وعُرضت فحوص الأجسام المضادة كذلك على بعض المرضى والأشخاص الذين يجرون تحليلات للدم بصفة دورية.
ما هي فحوص الأجسام المضادة؟
تبين هذه الفحوص إن كان جسم الشخص، الذي عانى جراء الإصابة بعدوى ما، قد طور مضادات تحميه في المستقبل من نوبات أخرى من المرض.
ولكن الطريقة التي يتعامل بها نظام مناعة الجسم مع الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 لا تزال غير مؤكدة.
وفي الوقت الحالي، فإن النتيجة الإيجابية للفحوص المعملية تعني أن الشخص كان قد أُصيب بفيروس كورونا، بحسب ما تقوله هيئة التأمين الصحي.
ولكنها لا تؤكد أمرا غاية في الأهمية. فهي لا تثبت أن لدى الشخص مناعة لمواجهة أي هجمات في المستقبل، ولا تبين أيضا إن كان يمكن أن ينقل الفيروس إلى آخرين.
ومع ذلك، فإن مسؤولين في قطاع الصحة يقولون إن تجميع نتائج تلك الفحوص سوف يساعدهم في أن يفهموا أكثر طريقة انتشار المرض.
ما هي المخاوف؟
تقول مجموعة العلماء الـ14 إنه مع عدم إظهار نتائج الفحص الإيجابية إن كان هناك مناعة أو لا، فإن الفحوص ليس من ورائها “أي فائدة” للمستشفيات وموظفي الرعاية الصحية.
ويضيفون أن النتائج لا تساهم في تغيير معدات الحماية التي يجب على الموظفين ارتداؤها، على سبيل المثال.
ويشير هؤلاء الأكاديميون إلى أنه ليس هناك معلومات عن كيفية عمل الفحص في حالة الأشخاص المعرضين أكثر للخطر، ومن بينهم بعض الأقليات العرقية وكبار السن من المرضى.
ويطالبون، بدلا من ذلك، بتصميم استراتيجية جديدة تساعد في مراقبة انتشار الفيروس.
ماذا يقول الخبراء الآخرون؟
قال جون بيل، الأستاذ بجامعة أكسفورد، وهو من أوصى الحكومة بفحوص الأجسام المضادة، إن الأكاديميين الذين كتبوا الرسالة أغفلوا قيمة الاختبارات.
وأضاف في مقابلة مع بي بي سي: “نريد أن نعرف عدد الأشخاص الذين أصيبوا، والطريقة الوحيدة لعمل ذلك هي فحص الأجسام المضادة”.
ولكنه قال إنهم على حق في أن يقولوا إنه ليس هناك أدلة كافية تشير إلى أن النتيجة الإيجابية بالإصابة تعني وجود مناعة، مضيفا “تستطيع استخدام الفحص بأمان كطريقة تخبر بها الناس إن كانوا عرضة للإصابة أم لا”.
ووصف مارتن هيبيرد، الأستاذ بكلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الاستوائية، الفحوص بأنها عنصر مهم بالنسبة للصحة العامة للناس.
وأضاف: “إذا استخدمت بطريقة ناجحة، فإن البيانات الناتجة عنها ستكون بمثابة معلومات تفيد في مراقبة الوضع وفهم تأثير إجراءات الاحتواء التي اتخذتها السلطات”.
أما الدكتور توم وينغفيلد، من كلية ليفربول لطب المناطق الاستوائية، فيقول إنه يشارك الأكاديميين مخاوفهم، التي أثاروها في خطابهم.
وأضاف: “ليس لدينا أدلة كافية بشأن دقة فحوص الأجسام المضادة وتفسيرها”.