قبل 29 دقيقة
قررت الحكومة الفرنسية السماح لكبار السن الذين يعانون من مشكلات صحية سابقة بالحصول على لقاح أسترازينيكا، وذلك في تراجع عن موقفها السابق بشأن هذه المسألة.
وقال وزير الصحة إن “الأشخاص المصابين بأمراض مصاحبة يمكن تطعيمهم بلقاح أسترازينيكا، بمن فيهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاما”.
وكانت فرنسا قد رخصت الشهر الماضي استخدام اللقاح للأشخاص دون سن 65 عاما فقط، مشيرة إلى نقص البيانات المتعلقة بمن هم أكبر.
ومنذ ذلك الحين، أظهرت دراسات أن اللقاح فعال جدا بالنسبة لكبار السن.
ويتم استخدام لقاح أسترازينيكا على نطاق واسع في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، لكن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي لا تزال تقصر استخدامه على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن سن 65 عاما، بما في ذلك ألمانيا.
وسمحت الهيئة المنظمة لاستخدام الأدوية في الاتحاد الأوروبي لكل البالغين باستخدام هذا اللقاح، لكن من حق كل دولة عضو تحديد سياستها الخاصة.
وفي تطور آخر، أوصت لجنة التطعيم في كندا يوم الاثنين بعدم إعطاء لقاح أسترازينيكا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، قائلة إن بيانات التجارب السريرية لهذه الفئة محدودة جدا.
ما الذي يقوله الفرنسيون؟
قال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية إن الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية سابقة يمكن لهم الحصول على اللقاح من عياداتهم المحلية أو من المستشفيات أو “في غضون أيام” من الصيدليات.
وأضاف قائلا إن الأشخاص الذين تفوق أعمارهم سن 75 عاما سيحصلون على لقاح فايزر أو لقاح موديرنا في أحد مراكز التطعيم.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير/كانون الثاني الماضي إن لقاح أسترازينيكا “غير فعال تقريبا” بالنسبة إلى الفئات العمرية الأكبر سنا. لكن مسؤولين وعلماء بريطانيين رفضوا آنذاك هذا الادعاء.
لكن في أعقاب اجتماع للمجلس الأوروبي يوم الجمعة، قال ماكرون: “إذا كان هذا هو اللقاح الذي عرض علي، فمن الطبيعي أن آخذه”.
وبعد ظهور مزيد من البيانات، حاول مسؤولون صحيون فرنسيون إقناع الناس بأن هذا اللقاح آمن وفعال مثل لقاحات كوفيد-19 الأخرى.
وأظهرت أرقام صادرة عن وزارة الصحة الفرنسية أنه تم استخدام نحو 273 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا في فرنسا من مجموع 1.7 مليون جرعة مُنحت في البلد حتى نهاية فبراير/شباط.
ورفض بعض الأطباء الفرنسيين اللقاح باعتبار أن له آثارا جانبية عند بعض الناس، وأن بيانات الاختبارات أشارت إلى أنه يوفر حماية محدودة ضد الحالات الخفيفة من سلالة كوفيد الجديدة الجنوب أفريقية.
وتصدت نقابة الأطباء في فرنسا لهذه الاتهامات الموجهة للقاح أسترازينيكا، وانتقدت عدم استخدام العديد من الجرعات المتاحة. وأيد المسؤول عن عملية التلقيح في فرنسا أيضا لقاح أسترازينيكا، قائلا إنه تعرض بشكل غير عادل لـ”دعاية سيئة”.
وتلقى نحو 3 ملايين شخص حتى الآن جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيدـ19 في فرنسا مقارنة بأكثر من 20 مليون شخص في المملكة المتحدة التي لها نفس عدد السكان تقريبا.
ولا تزال فرنسا تسعى جاهدة من أجل السيطرة على معدلات الإصابة في بعض المناطق، بالرغم من استمرار فرض حظر التجوال خلال الليل.
ولا تزال الحانات، والمطاعم، والمتاحف مغلقة أمام الجمهور. وتريد الحكومة تجنب فرض إغلاق تام، وتلجأ بدلا من هذا إلى تشديد الإجراءات في بعض المناطق، مثل نيس بجنوب البلد.
ما هو الوضع في ألمانيا؟
ألمانيا قلقة أيضا من أن جرعات لقاح أسترازينيكا يتم إهدارها. وهناك دعوات لتوسيع عدد الفئات السكانية التي يمكنها تلقي هذا اللقاح. وتم استخدام 240 ألف جرعة فقط من اللقاح من مجموع 1.45 مليون جرعة تم استخدامها بحلول 23 فبراير/شباط.
وحث كارستن واتزل، وهو أحد العلماء الألمان المختصين في التطعيم، حكومة بلاده على تغيير موقفها والبدء في السماح للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم سن 65 عاما بالحصول على اللقاح.
وتراجع لجنة اللقاح الألمانية حاليا توصياتها. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأسبوع الماضي عن لقاح أسترازينيكا إنه “لقاح يمكن الوثوق به”.
ما الذي نعرفه عن اللقاح؟
تستخدم بريطانيا اللقاح الذي صنعته شركة أسترازينيكا وهي شركة أدوية بريطانية-سويدية، في برنامجها للتطعيم الجماعي منذ شهر ديسمبر/كانون الأول.
ويقول مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة إن اللقاح يقدم “مستويات عالية من الحماية” بالنسبة إلى كل الأعمار.
ولم يضطر أي شخص تلقى لقاح جامعة أكسفورد خلال التجارب إلى الدخول إلى المستشفى أو يصب بحالة شديدة من مرض كوفيد-19.
ويتلقى الناس جرعتين من هذا اللقاح في أذرعهم على أن تكون الجرعة الثانية ما بين 4 و 12 أسبوعا من الجرعة الأولى.