قبل 40 دقيقة

أسرة تتناول الطعام

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

يعاني بعض البالغين من فقدان حاسة الشم والتذوق فترات طويلة بعد الإصابة بفيروس كورونا

قال خبراء إن الأطفال الذين يقبلون بصعوبة تناول الطعام، بعد الإصابة بفيروس كورونا، ربما يعانون من فقدان حاستي الشم والتذوق، أو تأثرهما، كعرضين من أعراض الإصابة طويلة الأمد.

ويعرف ذلك الأمر باسم “باروسميا” حيث يعاني الأشخاص من فقدان الحاستين، وهي ظاهرة موثقة بشكل مؤكد في بعض البالغين، الذين تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا.

وكشفت جامعة (إيست أنغليا) البريطانية دليلا، إرشاديا بالتعاون مع جمعية (الحاسة الخامسة) الخيرية، للتعرف على هذه الأعراض لدى الأطفال.

وقال الأستاذ في جامعة إيست أنغليا، كارل فيلبوت، “أعتقد أن الكثير من الآباء يعانون، ويشعرون بالقلق، لهذا السبب”.

وأضاف “في الكثير من الحالات، يمنع ذلك العرض الأطفال من إنهاء الطعام، وربما يجد بعضهم، صعوبة في تناول أي طعام على الإطلاق”.

“غير معروف بعد”

وظهرت هذه الأعراض لدى نحو 25 ألفا من البالغين، المتعافين من الفيروس، وهو ما يجعلهم يشمون روائح كريهة للطعام، في بعض الأحيان، ويشعرون بطعم عفن أحيانا، لبعض الأطعمة أو المواد الكيميائية.

وقال فيلبوت الأستاذ والأخصائي في حاستي الشم والتذوق، في كلية الطب في نورويتش، إنه بدأ يشاهد العديد من المرضى من بين المراهقين، يعانون من هذه الظاهرة، وذلك لأول مرة في حياته.

وقال “إنها ظاهرة لم تكن معروفة حتى الآن، من قبل الأطباء والاختصاصيين، الذين كانوا يعتبرون أن الأطفال يأكلون كميات قليلة دون معرفة الأسباب”.

وأضاف “لبعض الأطفال وخاصة أولئك الذين كانوا يعانون بالفعل من صعوبة تناول الطعام، أو مشاكل أخرى مثل التوحد، يمكن أن تسبب هذه الظاهرة أزمة ضخمة”.

“لا يأكل”

ماليسي كافي قبل الإصابة

صدر الصورة، KAFI FAMILY

التعليق على الصورة،

ماليسي كافي قبل الإصابة

ماليسي كافي، طفل يبلغ من العمر 11 عاما، وأصيب قبل 4 أشهر بفيروس كورونا، وأصبح يتناول طعامه بكميات قليلة جدا، لأنه يقول إن كل الطعام أصبحت رائحته “مثل البراز، أو البيض الفاسد”.

أما والدته التي تعيش في ليفربول، فتقول إن تناول الطعام جعله يشعر بالغثيان، والرغبة في التقيؤ، لدرجة أنه خلال شهرين اضطروا لنقله إلى المستشفى بسبب الجفاف بعدما فقد كيلوغرامين من وزنه.

وتقول “لقد حاولنا فعل كل شيء، طهينا أطعمته المفضلة، لمحاولة جذبه لتناول القليل منه، لكنه كان دوما يشعر بالغثيان”.

وشخص الأطباء حالة الطفل على أنها “باروسميا” أو فقدان الشهية بسبب اضطراب حاستي الشم والتذوق، ورغم مداواته بعقار “السترويد” عن طريق الرش في الأنف، لم يتغير شيء، واضطروا إلى تغذيته عبر الأنبوب الحلقي.

وتعتبر هذه الطريقة أمرا شديد الإحباط لدرجة أن بعض السجون تستخدمها لمعاقبة السجناء.

ويتم خلط الوجبة الغذائية بالكامل في الخلاط الكهربائي، بحيث تصبح سائلة، ويمكن إضافة بعض الماء لها ثم يوضع خرطوم في حلق الشخص، وتصب الوجبة السائلة تدريجيا في الأنبوب حتى تصل إلى المعدة دون المرور عبر الفم.

وتقول الوالدة “لقد مررنا بوقت عصيب، ونحن نشاهد صحته تتداعى، فنحن لم نسمع عن الباروسميا من قبل”.

وتشير إلى أن ابنها حاليا يتناول القليل من الطعام خاصة السالمون، ومنتجات الألبان، لكنه دوما يشعر بالإرهاق والبرودة تسري في جسده.

ويضم الدليل الذي وضعته جامعة (إيست أنغليا) و “جمعية (الحاسة الخامسة) الخيرية عددا من الإرشادات للتعامل مع هذه الأعراض، لمساعدة الآباء في علاج أبنائهم.

ومن هذه الإرشادات خلط الأطعمة معا، واستكشاف قدرتهم على تذوقها تدريجيا أو شم رائحتها، وفي حال فشل ذلك، يمكن استخدام سدادات الأنف خلال تناول الطعام.

ويوفر الدليل أيضا إرشادات، بسيطة، كنوع من تدريبات الشم، بحيث يقوم المريض بتجربة شم بسيطة لأربع أنواع مختلفة من الأطعمة، مرتين يوميا لعدة أشهر في محاولة للتعافي التدريجي لحاستي الشم والتذوق.

بي بي سي العربية