مريض في المستشفىمصدر الصورة Getty Images

خلصت دراسة نشرت في مجلة لانسيت البريطانية إلى أن الهذيان والارتباك قد يكونان شائعين بين حالات الإصابة الخطيرة بمرض كوفيد-19.

وذهب الباحثون إلى وجود اعتقاد بأن البقاء في العناية الفائقة لمدة طويلة إلى جانب التنفس الاصطناعي يفاقمان الخطر الذي يتعرض له المريض.

وينبغي على الأطباء أن يبحثوا عن أعراض الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة في أعقاب تعافي المصابين من المرض، بحسب الدراسة.

ولن يتأثر معظم المرضى، وخصوصا أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة، من مشكلات مرتبطة بالصحة العقلية.

وتقوم الأدلة على دراسات المرضى الذين عانوا من متلازمة تنفسية حادة شديدة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، بالإضافة إلى البيانات الأولية بشأن مرضى كوفيد-19.

ووجد الباحثون، وهم من المملكة المتحدة وإيطاليا، أدلة على الارتباك والاضطراب الذي يعاني منه أكثر من 60% من مرضى وباء كوفيد-19 الذين أُدخلوا إلى العناية الفائقة منشورة في عدد قليل من الدراسات، ومعظمها دراسات صينية.

وحذروا من أن اضطرابات ما بعد الصدمة يمكن أن تصبح مشكلة عند بعض المرضى، بناء على حقيقة أن 33% من الناجين من متلازمة سارس ومتلازمة ميرس عانوا من اضطرابات ما بعد الصدمة أكثر من عامين من بدء إصابتهم الشديدة بالمرض.

وكانت هناك أيضا تقارير متواترة صادرة عن المرضى يعانون من مشكلات في الذاكرة، والإرهاق، والأرق، وتعكر المزاج خلال فترة التعافي.

وتخلص الدراسة إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إن كان هذا الوباء سيؤثر في الصحة العقلية للمرضى.

“مخاطر شديدة جدا”

ويقول الدكتور جوناثان روجرز من كلية لندن الجامعية الذي أشرف على البحث بالتشارك مع آخرين “يوحي تحليلنا لأكثر من 3550 حالة من الإصابة بفيروس كورونا بأن معظم الناس لن يعانوا من مشكلات متعلقة بالصحة العقلية في أعقاب الإصابة بفيروس كورونا”.

وحذر من أن الهذيان – الذي يمكن أن يشمل كل شيء بدءا من المرضى المصابين بالهلوسة إلى حالة السكون التام التي يبديها بعض المرضى – يمكن أن يصيب بعض المصابين.

وقال إن الارتباك ليس أمرا مألوفا بين المرضى الموجودين في العناية الفائقة لكنه قد يصيب كبار السن من المرضى، وهم أكثر إصابة بالمرض وأشدهم معاناة.

وكلما طالت مدة الإقامة في المستشفى بدون اتصال مع الأقارب، يكون الارتباك أسوأ.

وخلصت دراسة بريطانية، لم تخضع للتقييم بعد، إلى أن نحو 20% من الناس الذين تم قبولهم في المستشفيات بعد إصابتهم بأعراض حادة لوباء كوفيد-19 يعانون من حالة ارتباك.

وقال الدكتور روجرز “متابعة المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض ينبغي أن يكون جزءا من العناية التي نقدمها”.

وقالت الدكتورة أيرس سومر من المركز الطبي الجامعي في مقاطعة خرونينغن بهولندا تعليقا على الدراسة إن مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى العلاج في وحدات العناية الفائقة هم مجموعة شديدة الخطورة جدا معرضة لتطوير اضطرابات نفسية حادة، ولا سيما الهذيان.

وأضافت قائلة إنه بخلاف الناجين من متلازمتي سارس وميرس، فإن الناجين من وباء كوفيد-19 يعودون إلى مجتمع يعاني من “أزمة اقتصادية عميقة” علما بأن بعض البلدان “لا تزال في حالة إغلاق عام”.

واختتمت حديثها قائلة إن هذا سيجعل مستويات الضغط مرتفعة بعد التعافي ويمكن أن يضاعف مسببات القلق والاكتئاب.

بي بي سي العربية