قبل 29 دقيقة
أفادت تقرير جديد بأن “كوفيد طويل الأمد” – أو التأثير طويل الأمد لعدوى فيروس كورونا – قد يؤثر على المصابين بأربع طرق مختلفة.
وهذا يمكن أن يفسر سبب عدم تصديق أو علاج بعض الأشخاص الذين يعانون من أعراض مستمرة.
وذكر تقرير المعهد الوطني البريطاني للبحوث الصحية إنه قد يكون هناك تأثير نفسي كبير على الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 طويلة الأمد.
ؤلذلك هم بحاجة إلى مزيد من الدعم – ويحتاج موظفو الرعاية الصحية إلى معلومات أفضل حول الحالات المماثلة.
تجارب مُغيرة للحياة
تمّ إخبار معظم الأشخاص أنهم سيتعافون من عدوى فيروس كورونا الخفيفة في غضون أسبوعين ومن العدوى الأكثر خطورة في غضون ثلاثة أسابيع.
لكن التقرير يقول إن الآلاف قد يتعايشون مع “كوفيد المستمر”.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء المملكة المتحدة، فمن المرجح أيضاً أن يزداد هذا العدد في الأشهر المقبلة.
استناداً إلى مقابلات مع 14 عضواً من مجموعة دعم للذين يعانون من أعراض كوفيد طويل الأمد على فيسبوك وأحدث الأبحاث المنشورة، كشفت الدراسة الجديدة أعراضاً متكررة تؤثر على كل شيء بدءاً من التنفس والدماغ والقلب ونظام القلب والأوعية الدموية إلى الكلى والأمعاء والكبد والجلد.
وقد تكون هذه الأعراض ناتجة عن أربع متلازمات مختلفة:
- تلف دائم للرئتين والقلب
- متلازمة ما بعد العناية المركزة
- متلازمة تعب ما بعد الإصابة بفيروسات
- استمرار أعراض كوفيد-19
وبقي بعض المصابين في المستشفى لفترة طويلة بسبب إصابتهم بمرض كوفيد-19 الحاد – لكن آخرين ممن أصيبوا بعدوى خفيفة، لم يتم اختبارهم أو تشخيصهم.
ووفقا للدراسة فإن التوصل إلى “تشخيص عملي لـ كوفيد-19 المستمر” من شأنه أن يساعد الناس في الوصول إلى الدعم.
ويقول التقرير: “لقد أصبح من الواضح أن عدوى كوفيد-19 بالنسبة لبعض الأشخاص مرض طويل الأمد”.
وأضاف: “بالنسبة للبعض، ذلك مرتبط بإعادة تأهيلهم بعد دخول المستشفى – لكن آخرين أبلغوا عن تجارب غيرت حياتهم بعد معانتهم من عدوى عولجوا منها في المنزل، وأصبحت الأعراض أكثر حدة مع مرور الوقت”.
وقالت معدة التقرير الدكتورة إيلين ماكسويل، إنها افترضت أن أولئك الذين عانوا من أعراض حادة من كوفيد-19 سيتأثرون أكثر وأنّ الأشخاص الذين تعرضوا لآثار أقل هم أيضاً معرضون لآثار أقل ولكن على المدى الطويل.
لكن الدراسة كشفت عكس ذلك. وقالت الدكتورة ماكسويل “نحن نعلم الآن أنّ هناك أشخاصاً ليس لديهم سجل إصابة بكوفيد يعانون أكثر من شخص تمّ وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي لعدة أسابيع”.
وهذه الآثار المنهكة على بعض الناس يمكن أن تشكل “عبئاً كبيراً على هيئة الخدمات الصحية الوطنية”.
“أبنائي يتولون الطبخ والتنظيف”
جو هاوس، المحاضرة في جامعة بريستول، لم تعد إلى العمل بعد أكثر من ستة أشهر على إصابتها.
بدأ الأمر بسعال شديد وصعوبة في التنفس، لكن تحول ذلك بعدها إلى إجهاد شديد وصداع، قبل أن تبدأ مشاكل القلب وآلام العضلات.
وقالت: “في ذلك اليوم، استيقظت، أصبت بدوار شديد، وأغمي عليّ وانتهى بي المطاف في غرفة الطوارئ”.
وعلى الرغم من تحسن نبضها المتسارع وضيق التنفس قليلاً، إلا أنّ أعراضها المستمرة لا تزال تؤثر بشكل كبير على حياتها وحياة أسرتها.
يعاني شريكها آش أيضاً من أعراض لم تختف. فاضطر أبناؤها المراهقون نتيجة ذلك، إلى القيام بكل أعمال الطهي والتنظيف.
وتقول: “يصنف الكثير من الأشخاص على أنهم يعانون من أعراض خفيفة، لكنها في الحقيقة ليست خفيفة على الإطلاق. نحن بحاجة إلى الدعم”.
وعلى الرغم من إصابة جو بالتهاب رئوي، لم يتم اختبارها أبداً لمعرفة إذا كانت مصابة بالفيروس ولم تدخل المستشفى.
وقالت: “كلانا أبلغ وصيته عندما كنّا مريضين جداً. كان الأمر مخيفاً”.
ويدعو التقرير إلى تقديم الدعم في المجتمع بالإضافة الى عيادات المستشفى الشاملة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً للذين يعانون من أعراض كوفيد طويلة الأمد.
ويضيف إنه من المحتمل أن يكون لكوفيد المستمر، تأثير غير متناسب على مجموعات معينة، مثل السود أو الآسيويين وكذلك أولئك الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية أو صعوبات التعلم.
وأضافت الدكتورة ماكسويل: “هدفنا هو أن تستخدم خدمات الرعاية الصحية وموظفيها هذه المراجعة لفهم أفضل للتجارب التي يمكن للمرضى أن يتعاملوا معها، وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى العلاج والرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه”.