قبل 10 دقيقة
بعد رصد سلالة جديدة من فيروس كورونا يمكنها الانتقال إلى البشر في مزارع لتربية حيوان “المنك” في الدنمارك، أصيب أكثر من ألفي شخص وفقا للتقارير التي تحدثت أيضا عن ذبح الملايين من “المنك” في الدنمارك.
وقد فرض إغلاق عام على جزء من الدنمارك بعد أن اقتنعت السلطات هناك بأن التغيرات الوراثية التي لوحظت قد تقوض مفعول أي لقاح قادم ضد كوفيد-19.
وقالت منطمة الصحة العالمية إنه من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات.
وقالت كبيرة العلماء في المنظمة، سميه سواميناذان، “نحن بحاجة للانتظار لنرى التطورات ولا أظن أن علينا التوصل إلى استنتاجات فيما إذا كانت هذه التحولات في الفيروس ستؤثر على فعالية اي لقاح قادم”.
ويشهد فيروس كورونا طفرات، مثل كل الفيروسات، وليس هناك دليل على أن الطفرة التي رصدت في الدنمارك تشكل خطرا متزايدا على البشر.
ومصدر القلق بالنسبة للعلماء الدنماركيين هو نمط واحد من التحولات رصد عند 12 شخصا يقولون إنه أقل تأثرا بالأجسام المضادة للفيروس، مما يثير قلقا بخصوص اللقاح القادم.
وقد فرضت المملكة المتحدة حظرا فوريا على الزائرين من الدنمارك وسط مخاوف من التحور الجديد للفيروس.
وقالت خبيرة علم الاوبئة في معهد الأبحاث الفرنسي”سيراد”، د. ماريسا بير إن التطور الأخير يبعث على القلق لكن الصورة الكلية لم تتضح بعد.
وأضافت “في كل مرة ينتشر الفيروس بين الحيوانات فإن تغيرات تطرأ عليه ، ويصبح مختلفا إلى حد كبير عن الفيروس المنتشر بين البشر، مما يعني أن اي لقاح أو علاج يجدري التوصل إليه في المستقبل القريب قد لا يكون فعالا كما يجب”.
ويبدو هذه التطور غريبا: فيروس جاء في الاصل من حيوان (ربما خفاش) قفز إلى البشر ، ربما عبر مضيف حيواني غير معروف، وتسبب بوباء.
وقد انتقل الفيروس من حيوانات “المنك” التي تحفظ في مجموعات ضخمة في مزارع خاصة من البشر، وفي عدد محدود من الحالات عاود الفيروس الانتقال إلى البشر بعد أن طرأت عليه تغيرات وراثية.
وتفيد التقارير أن بعض التغيرات الوراثية تطال البروتين في الفيروس الذي تستهدفه بعض اللقاحات قيد التطوير.
“إذا حصل التغير في البروتين الذي تستهدفه اللقاحات لتثير عبره ردود الفعل في الشخص، فإن هذا يعني أن اللقاح لن يكون فعالا”، كما قال د بير لبي بي سي.
ويجري إنتاج أكثر من 50 مليون “منك” كل سنة من أجل فرائها، بشكل أساسي في الصين والدنمارك وبولندا. وقد وردت تقارير عن انتشار العدوى في مزارع الفرو في كل من هولندا والدنمارك وإسبانيا والسويد وإيطاليا والولايات المتحدة، وذبحت ملايين الحيوانات بسبب ذلك.
وحيوانات “المنك” ، مثل الحيوانات التي تشبهها، معرضة للإصابة بفيروس كورونا، وتظهر عليها أعراض مختلفة كما البشر، تتراوح في شدتها بين غياب أعراض المرض تماما والأعراض الخطيرة كالتهاب الرئة.
ويشك العلماء بأن الفيروس ينتقل من المنك من خلال قطرات ملوثة، أو عبر الطعام أو من خلال الغبار الذي يحمل القطرات الملوثة.
وقد انتقل الفيروس إلى حيوانات المنك عبر البشر لكن التحقيقات الوراثية أظهرت أنه في عدد محدود من الحالات انتقل الفيروس من حيوان المنك إلى البشر مرة أخرى، وهذا يتطلب رقابة على الحيوانات البرية والأليفة الأخرى المعرضة لنقل العدوى كما قالت دوان سانتيني من يونيفرستي كوليج أوف لندن.
وأضافت سانتيني في حديث لبي بي سي نيوز ” حيوان المنك هو الحالة المتطرفة لكن قد تحدث العدوى مع حيوانات أخرى دون أن نلاحظ، لذلك يجب أن نراقب الوضع. ما نعرفه أن الفيروس ينتقل من البشر إلى حيوان المنك. يصاب حيوان المينك بالفيروس ويستطيع نشره ويصل في النهاية إلى البشر “.
ويٌجري العلماء في الدنمارك أبحاثا وراثية على الفصائل الفيروسية المتعلقة بحيوان المنك، ويخططون لوضع نتائج أبحاثهم تحت تصرف العلماء الآخرين من أجل متابعة الموضوع.
“نحن بحاجة لإيجاد التحورات ومعرفة دورها في انتقال الفيروس ودرجة قدرتها على نقل العدوى، فإذا اتضح أنها متغيرة وأكثر قدرة على نقل العدوى أو قادرة على الانتقال عبر عدد أكبر من المخلوقات فإن الوضع سيكون مخيفا، لكنا لا نعرف الوضع على حقيقته بعد”، كما قالت بروفيسور سانتيني.
وطالب بعض العلماء بفرض قيود جديدة على تربية حيوانات المنك، وقالوا إن مزارع المنك تحد من قدرتنا على التعامل مع الوباء والقضاء عليه.
وقد كتب ثلاثة علماء من الصين والدنمارك وماليزيا إلى مجلة “العلوم” إن الرقابة على حيوانات المنك وفرض قيود عليها وحظرها إن أمكن بات ملحا”.