• راشيل شراير
  • بي بي سي نيوز

قبل 17 دقيقة

وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد يتحدث إلى ستيف جيمس

صدر الصورة، PA Media

التعليق على الصورة،

قال ستيف جيمس لوزير الصحة البريطاني إنه لم يحصل على اللقاح

حقق مقطع فيديو يظهر فيه طبيب لم يحصل على اللقاح متحديا وزير الصحة البريطاني بشأن خطة الحكومة الرامية إلى تطعيم موظفي هيئة التأمين الصحي بلقاح كورونا أو فقدان وظائفهم، ما يزيد على مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويُطبق بالفعل شرط التطعيم قبل التوظيف على العاملين في دور الرعاية الصحية، واعتبارا من أول أبريل/نيسان، سيجري تمديد العمل به ليشمل العاملين في هيئة التأمين الصحي الذين حصل نحو 90 في المئة منهم بالفعل على اللقاح.

وقال ستيف جيمس، وهو طبيب استشاري في وحدة العناية الفائقة اختار عدم التطعيم، لوزير الصحة، ساجد جاويد، أثناء زيارته لمستشفى كينغز كوليدج: “العلم ليس قويا بما يكفي” لدعم الخطة.

وأضاف: “اللقاحات تقلل انتقال العدوى فقط لنحو ثمانية أسابيع في حالة الإصابة بمتحور دلتا”.

وقال: “ربما يكون الوضع أقل من ذلك في حالة متحور أوميكرون”.

لكن ذلك ليس بالضبط ما تظهره الأدلة.

ما هو رأي العلم؟

على الرغم من أن اللقاحات فعّالة جدا من حيث توفير الحماية من الإصابة بأعراض كوفيد الشديدة، فإن الحماية التي توفرها ضد الإصابة به ونقله تتضاءل بسرعة أكبر.

وكان جيمس قد أشار إلى دراسة خلصت إلى أن الشخص الذي حصل على لقاح كوفيد يكون احتمال نقل العدوى بواسطته أقل بنسبة 2 في المئة فقط من الشخص غير الملقح، بعد 12 أسبوعا من جرعة ثانية من لقاح “أوكسفور-أسترازينيكا”، معترفا بأن إشارته إلى “ثمانية أسابيع” كانت على سبيل الخطأ.

بيد أن الدراسة نفسها خلصت إلى أن لقاح “فايزر-بيونتيك”، الذي من المحتمل أن يكون طاقم العاملين في هيئة التأمين الصحي البريطانية قد حصلوا عليه، لديهم مقاومة على نحو أفضل، ويكون احتمال نقل العدوى من أشخاص حصلوا على اللقاح لآخرين غير ملقحين، بعد 12 أسبوعا، أقل بنسبة 25 في المئة.

ولا تتحدث هذه الدراسة عن الصورة كاملة، فاللقاحات تقلل أيضا خطر الإصابة بالفيروس في المقام الأول.

وخلصت دراسة إلى أن الذين حصلوا على لقاح فايزر أقل عرضة للإصابة بكوفيد بنسبة 85 في المئة، مقارنة بآخرين من غير الملقحين بعد أسبوعين، وأقل بنسبة 75 في المئة بعد 12 أسبوعا.

كما يبدو أن الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح يتعافون من الفيروس بشكل أسرع، ويقل وجوده في أجسامهم، مما يقلل من فرص انتقاله لآخرين.

وتناولت جميع هذه الدراسات متحور دلتا، الذي ظهر في الهند أول مرة.

ويبدو أن جرعتين من اللقاح تكونان أقل فاعلية ضد الإصابة بعدوى متحور أوميكرون وانتقاله، على الرغم من أنها لا تزال جيدة من حيث توفير حماية من الأعراض الشديدة، بيد أن الحصول على جرعة ثالثة تعزيزية تحقق الكثير من الفوائد مرة أخرى.

منذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة في أوائل عام 2020 ، ظهرت عليه آلاف الطفرات

صدر الصورة، Getty Images

ماذا قال الطبيب أيضا؟

يتمثل الجانب الثاني من حجة جيمس في أنه ربما أصيب بكوفيد، الأمر الذي وفر لديه بعض الحماية دون الحصول على لقاح.

وقال: “لدي أجسام مضادة”.

وأضاف: “أعمل من البداية في (وحدة العناية الفائقة) لمرضى كوفيد”.

يمكن أن توفر المناعة الطبيعية، أي توافر خلايا مناعية مثل الأجسام المضادة وخلايا “تي” المساعدة في الجهاز المناعي والتي تتعرف على الفيروس وتقاومه حال العدوى بدلا من اللقاح، حماية فعّالة، على الرغم من خطر الإصابة بأعراض شديدة أو تطور “كوفيد طويل الأجل”.

لكن ما لم يذكره الطبيب هو أنه، كما هو الحال مع وجهة نظره بشأن اللقاحات، تتراجع هذه الحماية أيضا وقد تكون غير فعّالة ضد الإصابة بمتحور مختلف.

وتشير دراسة أجرتها جامعة “إمبريال كوليدج” في لندن إلى أن الحماية من الإصابة بعدوى متحور أوميكرون، الذي اكتُشف في جنوب أفريقيا أول مرة، “قد تصل إلى 19 في المئة”.

وخلصت العديد من الدراسات إلى أن أفضل حماية ضد الإصابة بكوفيد تأتي من الإصابة بعدوى والحصول على لقاح أيضا.

وقال دومينيك ويلكينسون، أستاذ آداب مهنة الطب بجامعة أكسفورد، إن الأطباء عليهم مسؤولية أخلاقية من حيث حصولهم على اللقاح، لكن تضليل شخص آخر، بحقيقة أن الإصابة الحديثة بعدوى كوفيد قد توفر حماية مماثلة، يعد أمرا غير مبرر.

سلالات كورونا

ما هي ردود الفعل على الإنترنت؟

يقول جيمس إنه لا يعارض جميع لقاحات كوفيد، لكنه يعتقد أن ثمة تلفيق للقضية على هذا النحو على الإنترنت، بعد معارضته التطعيم الإجباري.

ويصف نفسه بأنه “مؤيد للاختيار ومؤيد للقاح”، قائلا إن وجهة نظره كانت تحديدا تتحدث عن الحجج العلمية التي يستندون إليها وليس اللقاح في حد ذاته.

بيد أن مينال فيز، طبيبة أخرى في مستشفى هيئة التأمين الصحي البريطانية، تقضي وقت فراغها على الإنترنت لتصحيح المعلومات الخاطئة، قالت لبي بي سي إنها تخشى من الاحتيال على مقطع جيمس من جانب أولئك الذين يرغبون في الإشارة إلى أن علم اللقاح بشكل عام لم يكن قويا بما يكفي، على الرغم من الثقل الهائل لحجم الأدلة التي نشرتها مئات المؤسسات المستقلة وملايين الأشخاص والتي تؤكد عدم الإصابة بالمرض والوفاة.

ويتفق ذلك تماما مع ما نشهده دوما على الإنترنت، إذ “تنتشر جدا” مقاطع قصيرة أو إحصاءات فردية أو سطور من دراسات علمية مقتطعة من سياقها بغية التسبب في حالة إرباك أكثر من نشر الأكاذيب مباشرة.

وقالت فيز: “يميل الأشخاص على الإنترنت، الذي تنتشر عبره الأمور بسرعة، إلى اختيار ما يريدون”، وهو ما ترك انطباعا على الأرجح لدى الناس بأن طبيب وحدة العناية الفائقة يشكك في علم اللقاح، بدلا من الإمعان في المسألة المعقدة التي يطرحها جيمس.

ولم تكن مخاوفها في غير محلها، إذ احتال أولئك الذي يعارضون اللقاح على تعليقات جيمس بشغف، وروّجوا لنظريات خاطئة من بينها أن الفيروس خدعة.

بيد أن جيمس متمسك بتعليقاته: “إذا كان الناس يرغبون في الاستقطاب، فإنهم سيفعلون ذلك”، على حد قوله.

بي بي سي العربية