القلق هو أحد أكثر مشاكل الصحة العقلية شيوعاً في المملكة المتحدة.وأدت التغييرات الجذرية التي طرأت على جميع نواحي حياتنا خلال الأشهر الستة الماضية، إلى ارتفاع مستويات القلق. وتشير دراسة جديدة إلى أن الأمهات والآباءيشعرون بقلق متزايد حول صحة أطفالهم.
ما هو شعور بالقلق وكيف تتغلب عليه؟
إنه أكثر من مجرد الشعور بالتوتر أو القلق. هذه ردود أفعال طبيعية نشعر بها جميعا في مرحلة ما في حياتنا، وقد يكون شيئاً جيداً.
لكن القلق المستمر يبدو وكأنه شعور دائم بالخوف، وإذا تفاقمت الحالة، فقد يسيطر على حياتك ويمنعك من القيام بالإعمال اليومية العادية.
فالشجن، أو الإرهاق العميق، يشعرك بالقلق والتعب وعدم القدرة على التركيز على الدوام. وقد يسبب هذا اضطراباً في النوم ويجعلك تشعر بالاكتئاب.
وغالباً ما تكون هناك أعراض تؤثر على الجسم أيضاً، مثل سرعة نبضات القلب أو صعوبة التنفس والإحساس بالرجفة والتعرق والدوخة والإسهال والغثيان.
وقد يظهر القلق بأشكال مختلفة، و بدرجات تتراوح بين البسيط إلى الحاد.
ويعاني تقريباً شخص واحد من أصل 10 من مشكلة القلق أو الرهاب في مرحلة ما من حياتهم – لكن لا يسعى كثيرون منهم إلى الحصول على علاج.
فيروس كورونا: وزير الصحة البريطاني يحذر من موجة ثانية بسبب “سلوك الشباب”
فيروس كورونا: اضطراب المعدة عند الأطفال “قد يكون مؤشرا على إصابتهم”
فيروس كورونا: العزل المنزلي يلهم مصورة تقمّص شخصيات فنية وسينمائية
فيروس كورونا: كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟k
من أين أحصل على المساعدة؟
تقترح الكلية الملكية للأطباء النفسيين في المملكة المتحدة، القيام بتجربة تقنيات المساعدة الذاتية أولاً، مثل:
- التحدث إلى صديق أو شخص مقرب
- الانضمام إلى مجموعات المساعدة الذاتية أو الدعم عبر الإنترنت
- تعلم تقنيات الاسترخاء
- وقد تساعدك أيضاً أنشطة مثل اليوغا والتمارين الرياضية والقراءة والاستماع إلى الموسيقى.
ويقول الخبراء إنها فكرة جيدة أن تقلل من شرب الكحول وتتوقف عن التدخين لتقليل القلق.
وإذا استمر قلقك، فهناك الكثير من كتب المساعدة الذاتية حول أفضل العلاجات، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) ، والذي توفره خدمة الصحة الوطنية البريطانية أيضاً.
والعلاج المعرفي السلوكي هو علاج بالكلام يساعد الناس على التعامل مع المشاكل الكبيرة عن طريق تقسيمها إلى أجزاء أصغر.
وهي مناسبة أيضاً للأطفال الذين يعانون من القلق الشديد، ويمكن تعليم الآباء كيفية القيام بذلك.
وتقول نيكي ليدبيتر، من منظمة “أنكزايتي” الخيرية البريطانية إنه “من المهم جداً ألا تعاني بصمت”. كما أنها توصي بحجز موعد مع طبيب العائلة العام لشرح الأعراض التي تعاني منها. لكنها تضيف “لا يوجد سبيل واحد مناسب للجميع”.
هل يتأثر الأطفال والشباب أيضاً؟
تقول كاثي كريسويل، أستاذة علم النفس السريري في جامعة أكسفورد: “البعض يعاني والبعض ينتعش بسبب عدم وجود ضغط من الواجبات المدرسية”.
وأظهر مسح قامت به وشمل الأطفال والآباء خلال الشهر الأول من الإغلاق زيادة في مستويات مشاعر التعاسة والقلق وتدني الحالة المزاجية بين أطفال المدارس الابتدائية.
لكن الآباء الذين لديهم أبناء في المرحلة الثانوية أبلغوا عن مشاكل عاطفية أقل، وقال المراهقون أنفسهم إن مزاجهم وسلوكهم لم يتغير.
واظهرت دراسة استقصائية أخرى شملت أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عاماً، أنهم كانوا أقل قلقاً أثناء الإغلاق عما كانوا عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يشير إلى وجود تباين كبير بين الأطفال من مختلف الأعمار.
وتقدم خدمة الصحة الوطنية البريطانية خمس نصائح للأباء والأمهات لدعم الأطفال والشباب:
- كن جاهزاً دائماً للاستماع إليهم: اسألهم عن أحوالهم بانتظام، حتى يعتادوا على التحدث والتعبيرعن مشاعرهم.
- شاركهم في حياتهم باستمرار: أظهر الاهتمام بهم وبالأشياء التي تهمهم.
- أدعم الروتين الإيجابي: كن نموذجاً إيجابياً وادعم روتين وقت النوم المنتظم والأكل الصحي والنشاط.
- تحمس لاهتماماتهم: أن تكون نشيطاً ومبدعاً، وأن تتعلم الأشياء وأن تكون جزءاً من فريق، كلها أمور جيدة للصحة العقلية.
- خذ ما يقولونه على محمل الجد: ساعدهم على الشعور بالتقدير فيما يقولونه، وساعدهم على التغلب على المشاعر الصعبة
ما هي المحفّزات؟
أي شيء يمكن أن يسبب قلقاً عميقاً بدءاً من القلق بشأن الصحة والمال إلى التغييرات في العمل أو المدرسة أو العلاقات.
وخلال تفشي الوباء، كان هناك العديد من مسببات القلق المحتمل مثل المخاوف من التقاط الفيروس، والخروج في جولة في الهواء الطلق، وإصابة الآخرين بالوباء، وارتداء الأقنعة والعودة إلى الحياة الطبيعية، وكذلك ما قد يخبئه المستقبل.
وقد وصفت المنظمة الخيرية البريطانية التي تعني بحالات القلق (Anxiety UK) هذه بـ “رهاب كورونا”.
وتلقت المنظمة عدداً متزايداً من الاتصالات عبر خط المساعدة الخاص بها منذ أن تم تخفيف قواعد الإغلاق.
وتقول المنظمة إن المتصلين يعانون من مشاكل أكثر تعقيداً من المعتاد وتستمر المكالمات لفترات أطول.
ويحذر الأطباء النفسيون من أن الإغلاق والتباعد الاجتماعي يؤثران على روتين الناس ويمنعهم من رؤية الأصدقاء والعائلة. وقد يزيد هذا من تفاقم مشاكلهم .
ثمة أيضاً مخاوف من ألا يطلب البعض المساعدة بشأن صحتهم العقلية والنفسية خوفاً من الفيروس، وهذا يؤدي إلى ارتفاع في حالات نسبة الحالات الحادة.
وتقول الدكتورة بيلي بولاند، من الكلية الملكية للأطباء النفسيين: “لا تزال قادراً على تلقي العلاج أثناء الوباء إذا شعرت بتوعك”.
“إذا كنت تواجه مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، فاتصل بطبيبك العام أو موظف صحي إذا وجد، واستمر في استخدام خدمات الصحة العقلية كالمعتاد. إذا كنت تعاني من أزمة صحية عقلية، فاتصل بالرقم 111 الخاص بالخدمة الوطنية البريطانية عبر الإنترنت أو خدمة الهاتف.”
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
القلق هو حالة شائعة، وفي الوقت الحالي ، يشعر الكثير من الناس بالقلق حول الحياة. وقد يقلقك أي شيء حدث في حياتك؛ أي تغييرات كبيرة أو أحداث مفاجئة.
وقد تؤدي المعاناة من مشكلة في الصحة العقلية إلى مزيد من القلق ، كما هو الحال بالنسبة للإصابة بمرض آخر، ولكن مدى القلق الذي تشعر به قد يرجع أيضاً إلى الجينات التي ورثتها أيضاً.
وغالباً ما يكون المراهقون والشباب ممن لديهم احتياجات تعليمية خاصة أو ممن ينحدرون من أسر فقيرة هم الأكثر عرضة للشعور بالقلق.
لكن الخبراء يقولون إنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة الآثار بعيدة المدى للوقت الذي يقضيه الشباب خارج الفصل الدراسي.
وتقول البروفيسورة كريسويل: “من الضروري مراقبة كيفية تعامل الأطفال مع الروتين المتغير في المدرسة وحالة عدم اليقين”.