- جيم ريد
- بي بي سي
قبل 46 دقيقة
تعتزم بريطانيا تطعيم الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، بجرعة من لقاح كورونا، بناء على نصيحة كبار مسؤولي الصحة في البلاد.
وكان المسؤولون قد أوصوا بضرورة تطعيم صغار السن بجرعة واحدة من لقاح فايزر.
وتقوم بعض الدول الأخرى بتطعيم المراهقين الأصغر سنا لبعض الوقت، بيد أن الأساليب تختلف.
ماذا يحدث في أوروبا؟
وافقت وكالة الأدوية الأوروبية، في مايو/أيار، على تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، بلقاح فايزر، ومنذ ذلك الوقت، تحركت دول مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي بخطى متفاوتة.
استطاعت الدنمارك تطعيم الأطفال (من سن 12 إلى 15 عاما)، وكذا إسبانيا (من سن 12 إلى 19 عاما) بجرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
كما تحركت فرنسا بخطى سريعة، ووفرت لنحو 66 في المئة من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما جرعة واحدة من اللقاح، وحصل ما نسبته 52 في المئة على تطعيمهم بالكامل، وبحلول أكتوبر/ تشرين الأول، سوف تشمل البطاقة الصحية في البلاد، أو تصريح المرور الصحي، من هم أقل من 18 عاما، مما يعني أن جميع المراهقين سيحتاجون إلى إظهار ما يثبت حصولهم على التطعيم أو نتيجة اختبار كوفيد سلبية الإصابة، كشرط لدخول أماكن مثل دور السينما والمتاحف والمطاعم ومراكز التسوق المغلقة.
وفي ألمانيا أوصى مستشارون علميون في يونيو / حزيران الماضي، بضرورة توفير اللقاح فقط للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، ويعانون من مشاكل صحية. بيد أنه في أغسطس/آب، بعد أن بدأ متحور دلتا في التفشي على نطاق أوسع، أفسحت البلاد المجال ليشمل التطعيم كل من تزيد أعمارهم على 12 عاما.
وفي السويد توفر السلطات الصحية اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما فقط إذا كانوا يعانون من مرض رئوي أو ربو حاد أو حالة طبية أخرى شديدة الخطورة.
أما النرويج، وهي ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي، فقد وافقت مؤخرا على تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، بجرعة أولى فقط، على أن يكون اتخاذ قرار بشأن جرعة ثانية في وقت لاحق.
الولايات المتحدة – بعض التطعيمات الإلزامية
كانت الجهات التنظيمية الأمريكية والكندية أول من وافق على تطعيم الأطفال من سن 12 عاما فأكثر بلقاح فايزر، وبدأ التنفيذ على الفور في مناطق في شتى أرجاء الولايات المتحدة بجرعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع.
وبحلول نهاية يوليو/تموز، حصل 42 في المئة من الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما، على جرعتهم الأولى، و32 في المئة على جرعتهم الثانية من لقاحي فايزر وموديرنا.
جاء الدافع لتطعيم الأطفال في وقت بدأت فيه الولايات المتحدة مكافحة زيادة الإصابات الناجمة عن متحور دلتا.
وأفاد أحدث تقرير صادر من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن عدد الأطفال الذين دخلوا المستشفيات لتلقي العلاج من جراء الإصابة بكوفيد كان بين 3.4 إلى 3.7 مرات أعلى في الولايات الأمريكية ذات التغطية الأقل للتطعيم.
وكان عدد قليل من مجالس إدارة المدارس الأمريكية قد صوّتوا على جعل التطعيم إلزاميا للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر كشرط لحضور الفصل الدراسي، على الرغم من اعتراضات بعض أولياء الأمور.
وفي لوس أنجليس يشمل الأمر ما يزيد على 600 ألف تلميذ، بينما في نيويورك سيتعين تطعيم الموظفين وليس الطلاب.
كما بدأت شركة فايزر اختبار لقاح كوفيد على الأطفال الصغار، ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولى، لمن تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما، في سبتمبر / أيلول الجاري، تتبعها على الأرجح نتائج اختبار للقاح بشأن الأطفال الرضّع الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأربعة أعوام بحلول نهاية العام.
وأشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالفعل إلى أن توفير اللقاحات لتلك الفئة العمرية الأصغر سنا قد يكون “قريبا” بعد مراجعة الجهات التنظيمية للبيانات السريرية.
الصين – وافقت على جرعة للأطفال من عمر ثلاثة أعوام
بدأت الصين، في يونيو/حزيران، السماح بتطعيم بعض الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 17 عاما، بلقاح شركة “سينوفاك” للأدوية، مما يجعلها أول دولة توافق على تطعيم مثل هذه الفئة العمرية الصغيرة.
وكانت الدولة قد حددت هدفا يتمثل في تطعيم 80 في المئة من سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة بحلول نهاية العام، وهو رقم يستحيل تحقيقه بدون تطعيم أعداد كبيرة من الأطفال دون سن 18 عاما.
ومن الناحية النظرية، يعتبر لقاح كوفيد اختياريا في الصين، على الرغم من أن بعض الحكومات المحلية قالت إنه لن يُسمح للطلاب بالعودة إلى المدارس في هذا الفصل الدراسي ما لم تحصل أسرهم بالكامل على اللقاح.
ويستخدم لقاح سينوفاك على نطاق واسع في العديد من دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وفي تشيلي، وافقت السلطات بالفعل على استخدام اللقاح للأطفال من سن ست سنوات فأكثر، بينما بدأت سينوفاك مؤخرا إجراء تجارب سريرية لاختبار لقاحها على أطفال في جنوب أفريقيا تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و 17 عاما.
الهند – تطعيم البالغين أولا
يُعتقد أن الهند تضم أكبر عدد من المراهقين في العالم، وتقدر منظمة “يونيسيف” عددهم بنحو 253 مليونا، وتشير أحدث البيانات الصادرة عن مسح وطني للأمصال إلى أن نحو 60 في المئة من الأطفال أصيبوا بفيروس كورونا منذ بداية الوباء، ومن المرجح اكتسابهم بعض المناعة نتيجة العدوى السابقة.
وكانت هيئة تنظيم الأدوية في البلاد قد وافقت، في أغسطس / آب، على الاستخدام الطارئ للقاح جديد طورته شركة الأدوية المحلية “زايدوس كاديلا”، بدون حقنة تقليدية، لجميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر، وهي أول موافقة تشمل الأطفال، ويجب إعطاء اللقاح حاليا في ثلاث جرعات منفصلة، وقالت الشركة إنها تأمل قريبا في بدء التجارب على الأطفال الأصغر سنا من فئة عامين فأكثر.
وقال مستشارون علميون في الحكومة إن تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما، والذين يعانون من ظروف صحية خطيرة، قد يبدأ في أكتوبر/تشرين الأول، بيد أن الخطوة سيجري تعميمها على نطاق أوسع فقط بعد اكتمال برنامج تطعيم البالغين في الهند، المقرر حاليا في نهاية العام.