قبل 38 دقيقة
يتسبب متحور أوميكرون، المعروف بقدرته على الانتقال بسرعة، في حدوث نصف حالات الإصابة الحالية بكوفيد-19 في العالم.
بيد أن تسمية “أوميكرون” ما هي إلا مصطلح يضم العديد من السلالات وثيقة الصلة بفيروس كورونا سارس-كوف-2، وأكثرها شيوعا هو سلالة “بي إيه.1”.
بيد أن عدة دول في آسيا وأوروبا أبلغت مؤخرا عن زيادة حالات الإصابات الناتجة عن السلالة الجديدة من أوميكرون “بي إيه.2”.
المتحور “الخفي”
يُشار أحيانا إلى السلالة “بي إيه.2” باسم المتحور “الخفي”، نظرا لافتقارها العلامة الجينية التي استخدمها الباحثون لمعرفة إذا كان من المحتمل أن تكون العدوى بسبب سلالة أوميكرون “بي إيه.1” العادية وليس السلالة “دلتا”.
ومثل جميع المتحورات الأخرى، يمكن اكتشاف الإصابة بالسلالة “بي إيه.2” من خلال اختبارات التدفق الأفقي ومجموعة اختبار “بي سي آر” لاكتشاف الإصابة بكوفيد، بيد أن العلماء لا يستطيعون التمييز بين السلالة “بي إيه.2” والسلالة “دلتا”، فالأمر يحتاج إلى إجراء المزيد من الفحوص للتأكد من ذلك.
ويبدو أن السلالة “بي إيه.2” أكثر قدرة على الانتقال مقارنة بالمتحورات السابقة، لكن لحسن الحظ، لا توجد بيانات تشير إلى أنها أشد خطورة.
والسؤال إلى أي حد نقلق من هذه السلالة الناشئة؟ فيما يلي ما نعرفه حتى الآن.
ما هي السلالة “بي إيه.2″؟
عندما تتحول الفيروسات إلى متحورات جديدة، فإنها تنقسم أحيانا أو تتفرع إلى سلالات فرعية، فمتحور “دلتا”، على سبيل المثال، يتكون من 200 سلالة فرعية مختلفة.
نفس الشيء حدث مع متحور أوميكرون، الذي يتضمن السلالات “بي إيه.1″، و”بي إيه.2″، و”بي إيه.3″، و”بي.1.1.526”.
تشكل السلالة “بي إيه.1” معظم حالات الإصابة، بحسب منظمة الصحة العالمية، وسُجل (اعتبارا من 25 يناير/كانون الثاني الماضي) نحو 99 في المئة من الحمض النووي الفيروسي في قاعدة البيانات العالمية المشتركة لجينومات الفيروسات التاجية المعروفة اختصارا بـ “GISAID” باعتباره متحورا فرعيا.
وليس واضحا أين نشأ، بيد أنه اكتُشف أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني، بين سلسلة سُجلت في قاعدة البيانات من الفلبين.
أين تنتشر السلالة “بي إيه.2″؟
منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أضافت 40 دولة آلاف التسلسلات من السلالة “بي إيه.2” إلى قاعدة البيانات.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن المتحور الفرعي أصبح المسيطر بالفعل في الفلبين ونيبال وقطر والهند والدنمارك، كما شهدت بعض الأماكن زيادة حادة.
ويقول معهد “ستاتينس سيرام” الدنماركي إن نحو نصف حالات كوفيد الجديدة في البلاد سببها السلالة “بي إيه.2”.
ويقول بيجايا دهاكال، عالم الأحياء الجزيئية، إن الهند تشهد إصابات بالسلالة “بي إيه.2” بسرعة مقارنة بعدد الإصابات الناتجة عن المتحور “دلتا” أو “بي إيه.1” أوميكرون.
إنها بالفعل السلالة السائدة في العديد من الولايات الهندية، ومن المحتمل أن يكون هو السبب في الموجة الثالثة الأخيرة من العدوى في البلاد.
وقالت وزارة الصحة الفلبينية إن السلالة “بي إيه.2” كانت سائدة بالفعل في العينات التي حصلت عليها في نهاية يناير/كانون الثاني.
كما رصدت إنجلترا ما يزيد على ألف حالة إصابة مؤكدة بالسلالة “بي إيه.2″، بحسب وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.
وصنفت السلطات الصحية البريطانية الإصابات تحت مسمى “متحور قيد الدراسة”، مما يعني أنها تراقب عن كثب ولكن لا تستشعر القلق الشديد.
كما تتزايد الإصابات بالسلالة “بي إيه.2” في ألمانيا بوتيرة أسرع من السلالة “بي إيه. 1” و”دلتا”، بحسب ميرا تشاند، مديرة مكافحة كوفيد-19 في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.
هل السلالة “بي إيه.2” أكثر قدرة على الانتقال؟
خلصت دراسة أجراها معهد “ستاتينس سيرام” الدنماركي، شملت 8500 أسرة و18 ألف شخص، إلى أن السلالة “بي إيه.2” أكثر قدرة على الانتقال “بشكل كبير” مقارنة بالسلالة “بي إيه.1”.
وقالت الدراسة إن السلالة أكثر انتقالا مقارنة بالمتحورات السابقة من حيث إصابة الأفراد الذين حصلوا على اللقاح أو حصلوا على جرعات معززة، على الرغم من أن الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح كانوا أقل عرضة لنقلها.
كما خلصت دراسة منفصلة في المملكة المتحدة إلى أن قدرة السلالة “بي إيه.2” على الانتقال أعلى مقارنة بالسلالة “بي إيه.1”.
بيد أن النتائج الأولية لم تعثر على أي دليل يشير إلى أن اللقاحات ستكون أقل فعالية ضد أعراض المرض لأي من المتحورات الفرعية.
هل السلالة “بي إيه.2” أشد خطورة؟
لا توجد بيانات تشير إلى أن السلالة “بي إيه.2” تفضي إلى حدوث إصابات أشد حدة مقارنة بالمتحورات الفرعية السابقة من أوميكرون.
وقال بوريس بافلين، من فريق lمكافحة كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء: “بالنظر إلى الدول الأخرى التي تتجاوز فيها حاليا عدد الإصابات بالسلالة “بي إيه.2” الإصابات بالسلالة “بي إيه.1″، لا نشهد أي معدلات تراجع كبيرة من حيث التعافي عما كان متوقعا”.
وأضاف أنه لو حلت السلالة “بي إيه.2” محل السلالة “بي إيه.1″، فقد يكون لهذا تأثير ضئيل على مسار الوباء وطريقة علاج المصابين.
وقال بافلين: “من غير المرجح أن يكون التأثير جوهريا، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البيانات”.
ومثل المتحورات السابقة، يعتقد الخبراء أن فعالية اللقاحات ستستمر في تصديها للأمراض الشديدة، وتحقيق التعافي، وتقليل حالات الوفاة.
وقال بافلين: “التطعيم يقي بشكل كبير من الأمراض الشديدة، بما في ذلك أوميكرون”.
وقالت تشاند: “لا توجد أدلة كافية، حتى الآن، لتحديد إذا كانت السلالة (بي إيه.2) تتسبب في حدوث إصابة أشد خطورة مقارنة بالسلالة “بي إيه.1″ لأوميكرون، فالبيانات محدودة ووكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة تواصل البحث”.
وأضافت: “لابد أن نتحلى باليقظة ونحصل على اللقاحات. لابد أن نستمر جميعا في إجراء الفحوص الطبية بانتظام واختبارات بي سي آر في حالة ظهور الأعراض”.