قبل 52 دقيقة
يقول باحثون إنهم رصدوا اختلالات في دماء عدد من مرضى كوفيد طويل الأمد، على نحو قد يساعد في التوصل لفحص لتشخيص الإصابة بالمرض.
وفي جامعة إمبريال كوليدج لندن، اكتشف الباحثون نسقًا من الأجسام المضادة الغريبة في دماء عدد من الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد.
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في ضوء هذا الكشف من عمل فحص دم بسيط، يمكن التوصل إليه في غضون ستة إلى 18 شهرا. وبحسب إلين ماكسويل من المعهد الوطني للبحوث الصحية فإن الكشوف الأولية كانت “مذهلة”.
تقول ماكسويل إن “الإصابة بكوفيد 19 ربما يعقبها عدد من التطورات بينها استجابة الجسم بمناعة ذاتية كإحدى الآليات المحتملة”.
لكنها تحذر في الوقت ذاته من أن كوفيد طويل الأمد “حالة معقدة”، مشددة على أهمية الاستمرار في البحث عن عوامل أخرى حتى يمكن الإحاطة بأعراض كوفيد طويل الأمد تمهيدًا لتشخيصه وعلاجه.
ولم يتمكن العلماء حتى الآن من التوصل إلى فهم كامل لكوفيد طويل الأمد ذي الأعراض المتعددة التي تستمر لفترة طويلة بعد الإصابة.
ويعدّ الإرهاق، وضيق التنفس من أعراض كوفيد طويل الأمد، فضلا عن آلام العضلات. ولتشخيص هذا المرض، يجب التمكن أولاً من عمل اختبارات، وهو ما لم يتيسر للآن.
ويأمل داني ألتمان، الذي يقود فريق البحث بجامعة إمبريال كوليدج، أن يمهد الكشف الجديد الطريق أمام عمل اختبارات في عيادات الأطباء.
لكن ألتمان يعرب في الوقت ذاته عن قلقه من أن تؤدي خطط حكومة المملكة المتحدة الخاصة بالتعايش مع كوفيد 19 إلى زيادة أعداد المصابين بكوفيد طويل الأمد.
وتخطط حكومة بوريس جونسون لرفع معظم القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا في إنجلترا في غضون أسبوع، يوم 19 يوليو/تموز.
لكن في ظل تزايد أعداد المصابين، يحذر ألتمان من أنه من غير المعروف بعد مدى قدرة اللقاحات على الحماية من أعراض كوفيد طويل الأمد.
يقول ألتمان: “إذا كنا بصدد تسجيل 100 ألف إصابة يوميا بينها نسبة تتراوح من 10 إلى 20 في المئة مهيئة لإظهار أعراض كوفيد طويل الأمد، فلا يمكنني أن أنفي أننا نمهّد الطريق لمزيد من الإصابات بهذا المرض رغم تطعيم الناس”.
“تقدّم مذهل للغاية”
عقد القائمون على هذه الدراسة الاستطلاعية مقارنة بين عيّنات من دماء عشرات الأشخاص حيث وجدوا ما يسمى أجساما مضادة ذاتية لم تكن موجودة في دماء الأشخاص الذين تعافوا بسرعة من كوفيد 19 أو دماء أولئك الذين لم يصابوا بالمرض.
ويفرز نظام المناعة في جسم الإنسان بشكل اعتيادي أجساما مضادة لمحاربة الأمراض الوافدة. لكنْ أحيانا ينقلب الجسم على نفسه فيفرز أجساما مضادة ذاتية فتحارب هذه الأجسام خلايا سليمة.
ويعتقد الباحث ألتمان أن هذه الأجسام المضادة الذاتية قد تكون أحد أسباب الإصابة بكوفيد طويل الأمد، التي من بينها في اعتقاد ألتمان: تشبُّث الفيروس بالوجود في أجسام بعض الأشخاص، فضلا عن معاناة آخرين من مشاكل في أجهزتهم المناعية.
ولا يزال البحث في مراحله الأولية، وقد أُجري على عينات بأعداد صغيرة يمكن توسيعها لاحقا.
ويرى ألتمان أن الكشوف الجديدة الناتجة عن الدراسة لا يمكن وصفها بالإنجاز، لكنها تعتبر “تقدمًا مذهلا للغاية”.
وفي غضون الأسابيع الأربعة المنتهية في الرابع من يونيو/حزيران، اشتكى نحو 962 ألف شخص في المملكة المتحدة من أعراض كوفيد طويل الأمد، بحسب بيانات رسمية.
ويعاني نحو 385 ألف شخص في المملكة المتحدة من أعراض المرض منذ ما يزيد على العام.
ويستطيع كوفيد طويل الأمد أن يصيب كل الأعمار، بما في ذلك الأطفال والأشخاص الذين يتمتعون بلياقة وصحة جيدة، فضلاً عن أولئك الذين عانوا أعراضا بسيطة لكوفيد 19.